المفكر الأممي أوجلان، وامتلاك الحل
عمار موسى
إذا تطرقنا للقضايا الأساسية في الشرق الأوسط، فيجب علينا التطرق إلى الحقبة التي أعقبت انهيار الدولة العثمانية واتفاقية سايكس بيكو والاتفاقيات التي تلت هذه الاتفاقية، اتفاقية سيفر 1920 والتي عقدت عليها الآمال في تقرير الشعب الكردي مصيره في دولة كردستان واتفاقية لوزان عام 1923 التي نسفت تلك الآمال وتنكرت لحقوق الكُرد وحقهم في تقرير مصيرهم وحاولت صهر الشعب الكردي في بوتقة التتريك وخلّفت المآسي والويلات لشعوب المنطقة تاركة آثار كبيرة.
الحديث عن القضية الكردية، واجب على كل انسان حر ويجسد الحقيقة التاريخية لشعوب المنطقة، فقد حافظت الشعوب الأخرى على ثقافتها ولغتها في الوقت التي مارست فيه الأنظمة القومية سياسات تفرقة وحرمان #الشعب الكردي# من جميع حقوقه الثقافية وعدم التكلم باللغة الأم، بل وتعدت الممارسات إلى مرحلة الإبادة والمجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب المعطاء… حتى بزوغ فجر الحرية الذي تأسس على يد القائد والمفكر عبد الله أوجلان.
وبعد طرح القائد أوجلان مشاريع الحل للقضايا العالقة، التي عمَّقتها الأنظمة الرأسمالية والقومية، وإظهار الحقيقة التاريخية لقضايا شعوب المنطقة؛ بدأت هذه الأنظمة ترى في فكر ورؤى القائد أوجلان خطر يهدد وجودهم ويفضح زيف سياساتهم. من هنا بدأت المؤامرة الدولية على القائد والمفكر عبد الله أوجلان، التي شاركت فيها أكثر من أربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والتي بدأت في عام 1998 وانتهت بخطف القائد أوجلان ووضعه في جزيرة إيمرالي، ظناً من هذه الدول أنها تستطيع وأد أفكار ومشاريع الحل التي طرحها القائد وكسر إرادة الشعوب التي آمنت وتشربت بفكر وفلسفة أوجلان،
فحل القضية الكردية في منطقة الشرق الأوسط من أساسيات الحل، ولا يمكن حل هذه القضية عبر ممارسات الإبادة والتدخل العسكري، كما تعتقد الأنظمة القومية؛ لأن المنطقة فيها تعددية واختلاف. لذا كان طرح القائد أوجلان ومشروع الحل بعد أن فند عقد المشكلات في الشرق الأوسط المتمثلة بالقوموية والإسلاموية وتسلط الرجل وتحييد المرأة عن الإدارة، ألا وهو مشروع الأمة الديمقراطية التي تلبي طموحات جميع الشعوب وتجمع كل الاختلافات في التعايش المشترك وأخوة الشعوب والإدارة الذاتية التي تعالج قضايا المجتمع بعيداً عن المركزية التي عانت منها الشعوب، فمشروع الأمة الديمقراطية احتضن جميع المكونات بمختلف الأعراق والإثنيات والقوميات عبر تاريخها.
لذا كان القائد أوجلان صاحب الرؤية الصائبة هو مفتاح الحل لجميع القضايا بما فيها القضية الكردية، وعليه انطلقت الشعوب الحرة بحملة الحرية للقائد أوجلان والتي كما أسلفنا بسبب تبني هذه الشعوب لفكر وفلسفة القائد أوجلان واعتبرتها الخلاص لجميع المشكلات والقضايا التاريخية المتراكمة التي خلفتها سياسة الدول الرأسمالية والقومية، وقد صعدت شعوب المنطقة بمطالبة فك العزلة و الحرية الجسدية للقائد المفكر عبد الله أوجلان، والحل السياسي للقضية الكردية وفق مشروع الأمة الديمقراطية التي تجسد الرؤية التشاركية وإرادة وأخوة الشعوب. [1]