دمشق تحاصرنا، تركيا تقتلنا
محمد أمين
إن الحصار المفروض من قبل سلطة دمشق، منذ السنوات الماضية والمستمر إلى اليوم الراهن، بالتوازي مع السلوك المشين لعناصر الحواجز الأمنية المحيطة بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية والطريق الواصل إلى مناطق الشهباء حيث مهجري مدينة عفرين المحتلة، تسبب في فقدان المواد الأساسية للقمة عيش المواطن “الطحين، حليب الأطفال، محروقات، الغاز والكهرباء، مواد غذائية، مواد البناء والصرف الصحي والإسمنت…الخ
أضف إلى الحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب السوري تزداد صعوبة وبؤساً، وسلطة دمشق “لا حس ولا خبر” ولا أقل تقدير واحترام لتضحيات السوريين، بل على العكس تماماً، تتلاعب هذه السلطة بالقيم الإنسانية وكرامة المواطنين عبر تجويع السوريين ورفع أسعار السلع الأساسية وآخرها كانت رفع أسعار الأدوية الطبية إلى أكثر من 70% بمناطق سيطرته إلى مستويات تفوق بأضعاف الأسعار في أوروبا ذاتها.
نعم، يحدث ذلك في القرن ال21 وَسْطَ تعالي أصوات العالم بتبني المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وجعل القضية الحقوقية أساساً للحكم على مدى تقدم الدول وتخلفها.
وما يحصل في الآونة الأخيرة من التمادي في سياسات التجويع والحصار من قبل حكومة البعث بحق المواطنين ومهجري مدينة #عفرين# المحتلة القاطنين في المخيمات والمنازل شبه المدمرة وحيَّي الشيخ مقصود والأشرفية، ومحاولات هذه الحكومة بشتى الطرق والسبل خلق الفتنة لضرب الأمان والعيش المشترك بين السوريين عبر اتباع سلاح التجويع والحصار، والتي تأتي بأوامر روسية عبر تنفيذها اتفاقيات وتفاهمات ” أستانا وسوتشي” إفراغ المنطقة من السكان الأصليين وتعميق الأزمة أكثر من أي وقت مضى.
وهناك غض البصر من قبل المنظمات والمؤسسات الإنسانية الدولية، بل أصبحت شريكة في ضرب النسيج المجتمعي، كما أن القوى الخارجية تساعد في صب الوقود على الحرب في سوريا وإطالة أمدها.
على ما يبدو لن تتخلى حكومة دمشق عن الحصار ما لم يُمارَس عليها ضغط دولي متواصل، ولذلك على روسيا إعادة النظر في سياساتها في سوريا وستكون الخاسر الأكبر في ظل الظروف الراهنة، وعلى الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي؛ الضغط على حكومة أردوغان المجرم وسلطة دمشق لإنهاء الحصار والاحتلال، حتى لا ينزلق الوضع السوري إلى مراحل خطيرة لا يمكن السيطرة عليه في حال الاستمرار بهذا الوضع القائم، قد يؤدي إلى تطورات كبيرة على صعيد الشارع السوري من الناحية الاجتماعية والعسكرية أيضاً.
ليس من المعقول انتظار تغيير موازين القوى الدولية، أو البقاء في طلاسم البيانات والتصريحات التي لا ترتقي بأي شكل إلى حفظ كرامة الإنسان. على المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه الوضع الحالي في سوريا وألَّا تقف موقف المتفرج على سلاح التجويع والحصار والتصفيق لممارسات جيش الاحتلال التركي. دمشق تحاصرنا تركيا تقتلنا
لأن إرادة الشعوب الديمقراطية أقوى من جميع الموازين والسياسات، وتستطيع التأثير على الواقع “أكون أو لا أكون” وبمقدور هذه الشعوب كسر كل حواجز الخوف والتجويع والحصار مهما كلف الأمر في قادم الأيام.[1]