لا لكسر حلم أجدادنا ومستقبل أجيالنا
همرين علي
في الآونة الأخيرة، بات الجميع يدرك خطورة المرحلة التي نمر بها، وذلك من خلال توحيد الرؤى السياسية والعسكرية للعديد من الدول في محاولة إنهاء الإدارة المشتركة في شمال وشرق سوريا دون التمييز بين أي مكون وأي فئة عمرية، لأن هذا التشارك وهذا المشروع (مشروع الإدارة الذاتية) أصبح واقعاً ونموذجاً لآفاق الحل ولإنهاء الصراعات الموجودة في الشرق الأوسط بشكل عام ودول جوار شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وتحديداً في كل من سوريا وتركيا والعراق، لذا تسعى دوماً هذه الدول إلى محاربة هذا النموذج لكي لا يكون في المحافل الدولية المشروع الأمثل لحل الأزمة في سوريا بشتى الوسائل وخاصة اللجوء إلى وسيلة جديدة لتفكيك المجتمع بطرق مختلفة تحت مسمَّى الحرب؛ ألا وهي الحرب الباردة، أي (الحرب الخاصة).
كثيرون منا يسمع هذا المصطلح، ولكن لا يعرف مدى خطورته على مجتمعنا وأُسرَنا، فالعدو واحد والوسيلة واحدة والهدف واحد، ألا وهو كسر إرادة المجتمع، ولكي نكون متيقظين لهذه الطرق، يتوجب على الجميع أن يتأهب ويستعد لمجابهتها، وأن نكون جميعنا سداً رادعاً أمام أدوات هذه الحرب الباردة أو ،الحرب الخاصة، ومن هذه الأدوات انتشار ظاهرة المخدرات بين المجتمع بشكل عام وبين فئة الشباب والمرأة بشكل خاص؛ لأنهما العمودان الأساسيان لبناء أي مجتمع، فبحسب الاحصائيات الموجودة بين أيدينا أنه يتم نشر هذه المادة بشكل ممنهج لتفريغ طاقات الشباب لاستبعادهم عن الانتماء الوطني والتمسك بأرضهم، حيث يتم بيع المادة (المخدِّرات) بأرخص الأسعار لزيادة انتشارها بشكل أوسع، ونرى في العامين الأخيرين، أنه يتم استغلال المرأة لترويج هذه المادة وأحياناً يصل بها الأمر إلى التعاطي، لذا يتوجب على الأهالي متابعة أطفالهم وشبابهم وبناتهم للحد من هذه الآفة التي قد تكون نتيجة إهمال العائلة لأبنائهم وهي بمثابة فيروس عائلي مميت لمستقبل الأولاد.
كما أن المسؤولية تقع أيضاً على جميع المؤسسات المعنية، الشبابية منها والمؤسسات الخاصة، وأيضاً المجتمع المدني للقيام بمسؤولياتهم تجاه هذه الأفَة.
ومن الأدوات الأخرى التي تستهدف فئة الشباب، هي وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة القنوات المجانية لزيادة الحالات والظواهر المنافية لمبادئنا بزيادة بيوت الدعارة، والموضوع الأهم من هاتين الظاهرتين الخطيرتين، هو زيادة العمالة، وإن هذه الظاهرة يتم العمل عليها بشكل ممنهج لتجنيد أناس بشكل قسري أحياناً، وأحياناً بطيب خاطر، وخاصة ضعفاء النفوس، واستغلال الحالة المادية لهؤلاء ضعفاء النفوس، وحتى وصل الشأن لمشاركة المرأة في هذه الظاهرة وبهذه المبالغ الرديئة والزهيدة، فهم لا يعلمون إنه بإعطاء أيَّة معلومة أو تفصيلة صغيرة يتم استهداف إداريين أو قياديين في هذا المشروع (الإدارة الذاتية) الذي سيوصِلهم إلى بَرِّ الأمان، ناهيك عن أن أيديهم تتلطخ بدماء الأفراد الأبرياء منهم من يترك وراءه أيتام وأرامل، فبأي حق مقابل مبالغ رديئة تبيعون وجدانكم وضمائركم.
لذا يتوجب على كل إنسان ذو ضمير حي على هذه الأرض وفي هذا الوطن، أن يعمل على حمايته من كافة وسائل الحروب التي تحاول تفكيك مجتمعنا وكسر إرادة شعبنا بكافة مكوناته وأطيافه، والنيل من مشروعنا؛ مشروع الإدارة الذاتية لأنه حلم أجدانا ومستقبل أجيالنا الذي سينعمون به بنضالنا وجهدنا ومقاومتنا في الوقت الحالي.
وهذا الشعب بعد كل هذه الصعوبات والتحديات والتضحيات؛ يليق به العيش بالحرية والأمان والسلام، لأنه صاحب مشروع وصاحب قوة وصاحب فكر.[1]