العنف بحق المرأة؛ يعني انعدام الأخلاق والضمير
محمد إيبش
بالعودة إلى دور المرأة عبر التاريخ والتي أثبتت بأنها تمتلك القدرة على الإبداع والابتكار، نجد أن الرجل، يفتقر إلى تلك القوة، إذا كنا موضوعيين في طرحنا والتعرف بشكل أعمق على منجزات المرأة، فهي صاحبة ثورتين فريدتين لا تكرران نفسهما ثانية، ثورة اللغة واكتشافها للزراعة وتربية الدواجن، والتطورات التي تشهدها اللغة والزراعة تنطلق من البذرة الأساسية في استمرارية العيش والتعاون والأمن والأمان، على عكس ما نتلمسه في التطور التكنولوجي السلبي، أي تكنولوجيا صناعة الموت، دون أن ننسى الجانب الإيجابي الذي يتقارن بالأخلاق والضمير، أما ما تنتجه من صناعات مدمرة للحياة والبيئة وحصاد ملايين الأرواح فهي سواء،
وما تشهده منطقة الشرق الأوسط نتيجة سياسات الدول الإقليمية ذات الطابع الشمولي والتي تستند إلى الذهنية القومية الدينية المتطرفة، وهي في الأساس صنيعة القوى الاستعمارية ومازالت تدعم تلك الأنظمة بشكل من الأشكال انطلاقا من مصالحها، وفي هذه الحروب تكون المرأة هي الضحية الأولى، ولكي تتوقف آلة الحرب المدمرة؛ على النساء في جميع أنحاء العالم أن يُصعِّدنَ وتيرة النضال في نشر فكر وفلسفة الَمفكر والقائد الأممي #عبدالله أوجلان# والذي ركّز على أهمية دور المرأة في بناء المجتمعات وربط دورها بالحياة والحرية تحت شعار Jin jiyan azadî “المرأة، الحياة، الحرية”. هذه المفردات الثلاثة قِيمها الروحية لا توجد حتى في الأديان، ولم نكن نُغالي في إعطاء الأهمية لتلك المعاني من حيث الجوهر والمغزى كالماء والهواء والغذاء؛ فان افتقدنا لأي عنصر من هذه العناصر الثلاث لا يمكن أن تستمر الحياة دون أدنى شك.
فالمرأة الحرة سواءً كانت “الأم أو الأخت أو الزوجة أو الابنة” هي لوحدها قادرة على إنجاب طفل حُرٍّ يعيش حياة حرة دون ازدراء من اي حالة من الحالات، وبذلك سيكون شخصاً مفعماً بالقوة في الإرادة، وهكذا يمكن بناء مجتمعٍ حرٍ قادرٍ علي تحديد مستقبل واعدٍ دون أن يعاني أي فردٍ من أفراده حالة الازدراء.
لذلك علينا أن ندرك حقيقتنا من خلال الاعتراف بدور المرأة المحوري في إدارة شؤون الأُسَرْ والمجتمعات؛ فبذلك يتحقق المرأة الحياة الحرية.[1]