الحملة العالمية للدفاع عن حرية القائد أوجلان جسدياً والحل السياسي للقضية الكردية
ماني علي خليل
إن الأفكار المطروحة في المواضيع التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية في الشرق الاوسط، بحاجة الى رؤية جديدة، بل إلى ثورة جذرية في البنية المعرفية لكافة العلوم الانسانية؛ كون طبيعة الشرق الاوسط التاريخية والجيوسياسية مثقلة بالقضايا الشائكة منذ القِدم وحتى الآن لدرجة يمكننا أن نسميها بالعقدة الكأداء وغير القابلة للحل بسهولة، ولكن لماذا هذا الوصف الذي قد يدفعنا للوهلة الأولى إلى موقف يوصف بأنه تشاؤمي؟
إن ما يدفعنا الى ذلك القول: هو وجود أسباب وحقائق عديدة مخفية في بداية التاريخ وبحاجة الى البحث عنها ودراستها من جديد، وخير دراسة بحثية أقرب الى الصواب، ما قام به المفكر وفيلسوف العصر القائد الكردي والأممي “عبد الله اوجلان” في سجن إمرالي السيئة الصيت، وضمن ظروف عزلة مشددة وفق اجراءات لا قانونية وغير موجودة في أية قوانين دولية وأعراف انسانية، وبالرغم من ذلك لقد استطاع هذا القائد والمفكر العظيم القيام بتنوير العقول وقلوب الإنسانية بالحلول لقضاياها العميقة التي تعاني البشرية منها؛ وذلك بإيجاده سُبُل الحل وطرحه البدائل الممكنة في وجه تلك المحاولات الفاشلة للنظم السلطوية العقيمة عبر سياق التاريخ والى الآن، وبالأخص نظام الحداثة الرأسمالية؛ لأن القائد أوجلان جعل من توجهاته الفكرية والفلسفية خلاصة البراديغما والتركيبة الرابعة من بعد عمليه الطرح والطرح المضاد التي حصلت في أوروبا والتي يوضح فيها لنا أن منطقه الشرق الأوسط وثقافتها العريقة تؤكد على أنها مهد الحضارات البشرية، وهي الجغرافيا الأولى التي ولدت على ثراها أولى بذور الحياة المجتمعية منذ الاف السنين من ما قبل التاريخ المتمثلة بالثورة النيوليتية الأولى وبدء مرحله الزراعة وبناء القرى ومرحلة الاستقرار والتطور ووضع أولى لَبِنات المفاهيم والمعاني وإبداع مقومات الحياة الاجتماعية المتميزة عن بقية الكائنات الحية الأخرى، فكيف هي مهد الحضارات المدنية الدولتية كذلك هي مهد ولادة العقائد والأديان وبالأخص السماوية التوحيدية أيضاً، فكيف جعلت هذه الجغرافيا المعتدلة من ذاتها أولى أعشاش الحياة الاجتماعية الجميلة وهي بنفس الوقت تحولت الى بؤر للعقد والقضايا البشرية الصماء أيضاً؟
فالصراعات الأولى التي ظهرت بين الانسانية كانت على شكل الصراع بين الخير والشر ومن ثم تعددت أشكالها، وأعقدها والتي تستمر حتى الآن هو الصراع بين الأديان السماوية الثلاث،، اليهودية… والمسيحية… والاسلامية،، المنبثقة من الديانة الابراهيمية نسبة إلى، أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، كمذاهب دينية وبأطوار وأزمنة مختلفة وبحكم سيطرة نفوذ التجار اليهود على الجزيرة العربية وكل مفاصل الطرق الاقتصادية وبالرغم من مشاركتهم في البداية في مقاتلة البيزنطة مع الاسلام لكن التشدد الديني والعرقي فيما بينهم أدى الى بروز أكبر صراع بينهم وانعكاسه المباشر وغير المباشر على الصراعات والقضايا الأخرى من العالم، وما الصراع الحالي المتمثل بين فلسطين وإسرائيل سوى امتداد لذلك الصراع الأعمى وغير المثمر وغير المنتج على صعيد العلاقات التكافلية الأخلاقية والإنسانية الأخوية بين شعوب المنطقة، ولذلك نرى أن قوى الشر والظلم والطغيان، المتمثل حاليا بالنظام الرأسمالي العالمي بريادة أمريكا وأوروبا، تستغل هذه الصراعات، وليس هذا فحسب؛ بل تقوم هذه القوى بتأجيج نار الفتنة وإيجاد نزاعات جديدة بغية الإبقاء على عقول شعوب الشرق الأوسط في الظلام والجهل والتخلف والاستفراد بنهب مقدرات وثروات المنطقة “المادية والمعنوية لأجل تمرير مشاريعها التآمرية وإبقاء نظامها المهيمن وتطويل عمرها والتخلص من أزماتها البنيوية التي أصبحت كارثة على رأس الشعوب وحركاتها التحررية والديمقراطية، ولهذا نراهم يجددون سنوياً المؤامرة على إرادة الشعوب التواقة للحرية والسلام، وبالأخص التآمر على القائد الإنساني العظيم وصاحب فكرة السوسيولوجيا الحرية والعصرانية الديمقراطية القائد عبد الله اوجلان لأنه الوحيد الذي واجه أساليب وألاعيب نظام الرأسمالية وحداثتها، وأنه الوحيد الذي يمثل الإرادة الحرة لشعوب الشرق الأوسط والقضية التحررية الوطنية الكردية، وليس هذا فحسب؛ بل جعل من أفكاره وممارسته نبراساً لكل القوى التواقة الى الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم، واصبحت أفكاره ونظريته في مشروع الأمة الديمقراطية وحرية المرأة والبيئة مرشداً قوياً ذات تأثير إيجابي على كل الحركات والتيارات التي تنادي بالحرية والسلام وحقوق الانسان والديمقراطية في العالم، والدليل على ذلك تلك الحملة العالمية التي قامت بها الحركات المناهضة للحرب والعنف والداعية الى الديمقراطية والسلام والعدل الانسانيين كونهم وجدوا ضالتهم في أفكار وطروحات القائد عبد الله اوجلان لحل كافة القضايا الاجتماعية والسياسية الشائكة بما فيها قضيه البيئة العالمية المنذرة بوقوع كارثة فظيعة على رأس البشرية، وهذا ما يشجعنا للإصرار على التمسك بالخط السياسي الثالث الذي أبدعها قائد مشروع ونظرية الأمة الديمقراطية، وعدم الانزلاق نحو المواقف العبودية والهيمنوية الاستبدادية، وإنما التعمق والتوسع في خط الحرية والعدالة الاجتماعية، وما التجربة العملية للإدارة الذاتية الديمقراطية في روج افا وشمال شرق سوريا؛ إلا دليل على مصداقية توجهات هذه النظرية الديمقراطية الرائدة، وفي ظل هذه المحاولات التصعيدية للعنف من الأنظمة القومية الشوفينية وبدعم من قوى الهيمنة الرأسمالية وبالأخص النظامين الديكتاتوريين “التركية الإخوانية والاستبدادي الإيراني”. وبالرغم من ذلك، هناك مقاومة شعبية ثورية تريد الحصول على حريتها وحقوقها، ولذلك ترى ضمان حريتها في حرية صمام الأمان ورمز الكرامة والعدالة الإنسانية حرية القائد “عبد الله أوجلان” الجسدية والحل السياسي الديمقراطي للقضية الكردية، ومن أولى الخطوات الواجب تحقيقها هو رفع العزلة المشددة على القائد “آبو” وحريته جسدياً وكذلك رفع اسم حركة حزب العمال الكردستاني من قائمه الإرهاب لدى الدول الداعمة للفاشية التركية البغيضة، وذلك بالنضال والكفاح المستمر على كافه الأصعدة الفكرية والسياسية والاجتماعية والمبادرات الشعبية وبالأخص تعزيز العلاقات الدبلوماسية المجتمعية بين الشعوب وعن طريق هكذا مبادرات ومنتديات والتلاحم والتكاتف بين القوى الثورية وكافة منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان وحرية المرأة والمنادية بتحرير البيئة، وأهم من كل ذلك هو التلاحم والتكاتف المجتمعي لشعبنا وشعوب الشرق الأوسط عن طريق النشاطات والفعاليات الديمقراطية ضمن إطار حرب الشعب الثورية، وليس مصادفة رفع الشعار الذي رفعه جميع نساء العالم التواقات الى الحرية تحت راية “المرأة، الحياة، الحرية”، وإنما هي تأكيد على وقوفهم الى جانب القائد المناصر للحرية والعدالة والسلام، وبهذا نستطيع القول: لقد أثبتت شعوب الأرض قاطبة بأن فيلسوف السلام ورائد العدالة الاجتماعية ومبدع نظرية الأمة الديمقراطية بلا ريب هو القائد “عبد الله اوجلان” وإن إطلاق سراحه وحريته الجسدية باتت مسؤولية كل شريف حُر على وجه كوكبنا هذا. [1]