النِّفاق عنوان للطاغية اردوغان
مقاومة ال 14 من تموز هو استكمال الطريق نحو الانتصار
محمد إيبش
يتحدث الرئيس التركي بكل وقاحةٍ وقلَّةِ أخلاق وفقدانٍ للضمير، يتحدث عن قطع المياه والكهرباء وقصف المدارس ودُور العبادة والبنية التحتية في غزَّةَ، ولكن يتناسى بأنه هو نفسه قد أعطى الأوامر، لقواته الجوية والبرية ومرتزقته، باستهداف المدنيين والبنية التحتية والمنشآت الصناعية ومراكز الطاقة والكهرباء والمياه والمدنيين في حقولهم بمناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، والأنكى من هذا وذاك هو النفاق وازدواجية المعايير عند دول الغرب وفي مقَدمتها الولايات المتحدة الامريكية والدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش؛ فلا يقل نفاقهم وازدواجية معاييرهم عن نقاق اردوغان حيال استهداف تركيا لمناطقنا في شمال وشمال شرق سوريا ابتداءً من عفرين إلى عين ديوار والحسكة وتل تمر وريفها، ونراهم اليوم يستنفرون جميع امكانيتهم لخدمة اسرائيل، ورغم وجود القوات الامريكية وقوات التحالف الدولي في مناطق شمال شرق سوريا والتي تتعرض بشكل شبه يومي للقصف التركي الوحشي والذي يستهدف جميع مرافق الحياة، ولكن ما شهدناه وسمعناه من هذه الجهات لم تتجاوز سوى اصدار بيانات خجولة لا ترقى حتى الى مستوى الإدانة، ومن هنا يمكن أن نطالب العالَمَين العربي والإسلامي بأن لا ينغروا بمواقف اردوغان؛ فمن يقوم بقتل المدنيين واستهداف البنية التحتية في دول الجِوار والتباكي على أبناء غزة لا يمكن الوثوق به، وإذا كان جادًا فيما يدّعيه وخوفه على غزة وابنائها فليرسل مرتزقته ليقاتلوا إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني، فهذا رجلٌ منافقٌ يحاول أن يستغل مشاعر الناس البسطاء؛ فليس من العقل والمنطق الوثوق بربيب والطفل الوضيع لإسرائيل والذي لا يستطيع الخروج من تحت نعالهم، وليعلم أبناء فلسطين من النهر الى البحر ومن هم في المهجر بأن اردوغان وحركة حماس ومَنْ على شاكلتهم هم من صنيعة قوى الهيمنة العالمية، وإسرائيل جزء أساسي منها، لذلك ما قامت بها حركة حماس لم يكن سوى أخذ أبناء غزة الى المحرقة، وعلى الشعب الفلسطيني ألّا ينسى بأن النظام التركي هو الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، وما يقوم به أردوغان عبر شاشات التلفزيون وإظهار نفسه كمدافع عن قضية الشعب الفلسطيني مع من هم على شاكلته لا يتجاوز حدود النفاق السياسي.
بينما تحديد المواقف انطلاقا من المبادئ الانسانية والأخلاقية فيما حدث في غزة وما يحدث الآن فهي أفعالٌ مُدانةٌ بكل المقاييس الإنسانية، وفي الخِتام يمكن القول: إن القضية الفلسطينية لم تَعُدْ بجاجة الى دعاية مسلّحة؛ بل تحتاج الى قادة حقيقين قادرين على الحوار مع الطرف الإسرائيلي، بعد ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، والأجدر بقادة حركة حماس هو الحوار مع الحكومة الفلسطينية الشرعية في الضفة الغربية والمعترفة بها دولياً، لا أن تسير وفق أجندات إقليمية هدفها الاتجار بالقضية الفلسطينية لخدمة مصالحهم، وأولهم النظام التركي الفاشي ورئيسه الداعشي الأخواني اردوغان الذي يلعب على الحِبال كما تلعب القِرَدَةُ على أغصان الأشجار. [1]