زوزان سعدون
مع دخول سوريا مرحلة سياسية جديدة بعد سقوط نظام الأسد، أكد المجلس الوطني الكوردي استعداده للعب دور محوري في صياغة مستقبل البلاد، مع التركيز على ضمان حقوق الشعب الكوردي وتعزيز قيم الديمقراطية واللامركزية.
وفي مقابلة لرووداو مع المتحدث باسم المجلس، فيصل يوسف، أوضح أن المجلس يرى في هذه المرحلة فرصة لتحقيق تطلعات جميع مكونات الشعب السوري، مشيراً إلى أهمية بناء دولة تقوم على الشراكة الحقيقية والعدالة.
وأكد يوسف أن المجلس مستعد للحوار مع مختلف القوى الوطنية والدولية لدفع عملية الانتقال السياسي، مشدداً على ضرورة استناد المرحلة المقبلة إلى القرار الدولي 2254 باعتباره خارطة طريق لتحقيق الاستقرار وإجراء انتخابات حرة.
كما شدد يوسف على أهمية توحيد الصف الكوردي لضمان حقوق الكورد في الدستور السوري الجديد، معتبراً أن الحوار الداخلي بين القوى الكوردية خطوة أساسية لتعزيز الموقف الكوردي المشترك.
وفيما يخص التطورات الإقليمية، دعا يوسف إلى تفادي التصعيد العسكري في المناطق الكوردية، مؤكداً أن الحوار مع الأطراف المعنية، بما في ذلك تركيا، يمثل السبيل الأفضل لحماية الشعب الكوردي وضمان استقراره.
وفيما يلي نص مقابلة رووداو مع المتحدث باسم المجلس الوطني الكوردي:
رووداو: أود أن أبدأ معك بسؤال مفتوح وأود أن أسمع قراءة أولية منك حول المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد، وخاصة أن الأنظار تتجه نحو دمشق؟
فيصل يوسف: سقط نظام الاستبداد، نظام حزب البعث، نظام الأسد، ونحن الآن في بداية صفحة جديدة ومرحلة جديدة، نتطلع جميعاً لتلبية تطلعات الشعب السوري الذي ضحى بالكثير من أجل حريته. نحن الآن مقبلون على صفحة جديدة، نأمل أن يكون الشعب السوري هو صاحب القرار في مصيره، وليس أي دكتاتور آخر كما كان في السابق. ونحن منفتحون كمجلس وطني كوردي على كل مكونات الشعب السوري، كي نعمل سوياً من أجل بناء سوريا حرة ديمقراطية لا مركزية تضمن حقوق جميع المكونات، بما فيهم مكون الشعب الكوردي في سوريا. حتى الآن، نحن نتواصل ونستمع، ولنا رؤية ورؤيتنا واضحة، سواء عبر برنامجنا السياسي في المجلس الوطني الكوردي أو من خلال علاقاتنا وموضعنا في المعارضة في الائتلاف وهيئة التفاوض. وسنعمل ما بجهدنا لتحقيق تطلعات الشعب السوري وضمان حقوق الشعب الكوردي في سوريا.
رووداو: كيف تنظرون إلى القبول السياسي الدولي والعربي للحكومة الجديدة في دمشق؟
فيصل يوسف: حتى الآن، ردود الأفعال من قبل القوى الإقليمية والدولية وأيضاً العربية، ردود مرحبة. وكل القوى الدولية والعربية تضغط باتجاه انتقال سياسي، ينقل هذا الانتقال مشاركة كل مكونات الشعب السوري في هيئة انتقالية موسعة وصياغة دستور وإجراء انتخابات حرة، بالاستناد إلى القرار 2254، باعتبار هذا القرار بمثابة خارطة طريق. ربما يتم تعديله بعد إسقاط النظام لأن إسقاط النظام كان طرفاً في المعادلة، والآن بات هناك وضع جديد.
رووداو: المجلس الوطني الكوردي، كيف فسر سقوط النظام السوري بهذه السرعة وانهيار جيشه، وخاصة في الآونة الأخيرة؟ لا يخفى على أحد أن النظام استعاد جزءاً من عافيته، وحتى أيضاً كانت هناك سفارات تفتتح في دمشق وانفتاح عربي ونوع من التطبيع. كيف تفسرون ذلك؟
فيصل يوسف: نحن تلقينا سقوط النظام ونهاية حقبة من الظلم والاضطهاد على مختلف أبناء الشعب السوري، ومنهم الشعب الكوردي الذي لا زال يطبق عليه مشاريع استثنائية وسياسات مبرمجة. هذه السياسات تستهدف إنهاءه من المعادلة، لكن الشعب الكوردي صمد وناضل إلى جانب الشعب السوري. نحن تلقينا الخبر بمنتهى الارتياح وبمنتهى الفرح. ونحن نعبر الآن عن أهمية وضرورة مشاركتنا كمكون كوردي في سوريا المستقبل، والمشاركة الحقيقية لأبناء الشعب الكوردي في مصير بلدهم سوريا.
أما ما جرى، نحن كنا نعتقد منذ بداية الثورة السورية السلمية بأنه لا بد أن يتم إسقاط هذا النظام، وكان سيسقط لولا أنه استنجد بميليشيات مختلفة إقليمية وعالمية واستند عليهم. لكن في المراحل الأخيرة، ما كان يعتمد عليهم وما كان يعتمد على شرعيته. التدخلات الدولية لم تستنجده ولم تسعفه للبقاء، وعندما سحبوا ولم يعملوا كما في السابق، فجيشه كان منهاراً، وجيشه لم يكن على قناعة بالدفاع عنه، لأن هذا الجيش هو أيضاً عانى المرارة باستثناء بعض المستفيدين من كبار الضباط الذين لهم يد في الجرائم بحق الشعب السوري ودمار مدنه بالبراميل المتفجرة أو بالمعتقلات الرهيبة التي تذكرنا بمعتقلات النازية وغيرها.
لم يكن مفاجئاً لدينا هذا السقوط لأنه في المراحل الأخيرة، حتى الذين كانوا يسندونه ويؤازرونه ملوا من هذه المساندة، لأنه لم يقبل نصيحة أي حليف أو صديق. بالنسبة للعرب الذين بادروا، أشقاء سوريا العرب الذين بادروا لإنقاذ الشعب السوري عبر الحل السياسي، لكنه لم يأبه بذلك. الكل أصروا على أهمية إيجاد حل سياسي، لكنه تعنّت، وبالأخير تمكن الثوار من إسقاطه.
رووداو: هل حدث تواصل بينكم (المجلس الوطني الكوردي) وبين أحمد الشرع أو الهيئة السياسية للحكومة الجديدة في دمشق؟
فيصل يوسف: نحن عبر موضعنا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة وسابقاً هيئة التفاوض السورية، ومن خلال علاقاتنا مع مختلف القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا، أبدينا استعدادنا للانخراط في أي حوار وطني يفضي إلى مشاركة كل المكونات وإقامة هيئة حكم انتقالي وصياغة دستور. وأوصلنا رسائلنا.
رووداو: هل هناك أي وسيط لتنسيق تواصل بينكم وبين الإدارة في دمشق من قبل حلفائكم؟
فيصل يوسف: تواصلنا حتى الآن من خلال الائتلاف الوطني لقوى الثورة ومن خلال هيئة التفاوض. وكان هناك لقاء مع المندوب الدولي بيدرسن المسؤول عن الملف السوري ومع المبعوث الأوروبي، ولنا رسائلنا عبر هؤلاء للإدارة الجديدة، وأيضاً من خلال بعض الأصدقاء بأننا جاهزون ومستعدون للقرار.
رووداو: كيف كان اللقاء مع بيدرسن؟ ماذا أخبرتموه؟ وكيف تلقى طروحاتكم؟
فيصل يوسف: أعتقد لم يكن هناك اختلافات بيننا وبين بيدرسن حول أهمية وضرورة البدء بعملية الانتقال السياسي في أقرب وقت ومشاركة كل المكونات على أن تكون أرضية هذا الانتقال القرار الدولي 2254. وكنا متفقين على أهمية الاستعجال في مسألة الانتقال السياسي ومشاركة الكل، كي يطمئن كل المكونات السورية بأنهم شركاء في بلدهم، وأن طموحاتهم قد تحققت في إسقاط النظام الدكتاتوري الاستبدادي.
رووداو: المجلس الوطني الكوردي وهو جزء من الائتلاف الوطني السوري، لكن الائتلاف ما زال ربما يعيش حالة من الصدمة السياسية، وهذا ما اتضح عبر بياناته وتصريحاته بأنه لم يتلقَ إلى الآن اتصالاً مباشراً من الإدارة الجديدة في دمشق، والبعض يرى أنه على الائتلاف أن يحل نفسه تنظيمياً بعد سقوط النظام. كيف تردون؟
فيصل يوسف: الائتلاف حالة تحالفية بين مجموعة مختلفة من القوى السورية، وأحد بنود النظام الأساسي للائتلاف يقر بإنهاء حالته التحالفية عندما يتم إسقاط النظام. الآن سقط النظام دون ما جاء في القرار الدولي 2254 عبر التفاوض بين النظام والمعارضة السورية على مُدد مرحلية قوامها أكثر في حدود سنتين. ولابد من مشاركة الائتلاف والقوى الأخرى في عملية الانتقال السياسي. لم يفقد الائتلاف حتى الآن أهميته كقوة معارضة، وأيضاً باقي القوى التي كانت تعمل وتناضل من أجل إسقاط النظام. لا بد من انتقال سياسي بمشاركة كل القوى، لكن اختفى من المعادلة النظام السابق.
رووداو: هناك ربما هجمة مركزة على الائتلاف وأيضاً مطالبات بعدم استقباله في دمشق، والسبب حسب مراقبين بأنهم لم يقدموا شيئاً فعلياً لثورة سوريا. ما رأيك؟
فيصل يوسف: القرار 2254 لا زال قراراً يعتمده الكل لأنه قرار شرعي يتناول الملف السوري وبمثابة خريطة طريق، وليس هناك حتى الآن قرارات بديلة. ينتقدون الائتلاف أو باقي القوى، وهذا من حقهم، لكننا بصدد مرحلة انتقال سياسي لم تتم بعد. وبعد مرحلة الانتقال السياسي وصياغة الدستور والانتخابات، هي التي ستكون الفيصل لمن سيحكم البلد ومن سيحصل على ثقة الشعب ومنهم يتخذ شرعيته لاحقاً في مستقبل البلاد.
رووداو: الشارع الكوردي الذي يطالب الطرفين، المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية التابعة للإدارة الذاتية، بالتوصل إلى اتفاق والذهاب بوفد مشترك إلى دمشق للمطالبة بحقوقه وتثبيت حقوق الكورد في دستور سوريا الجديدة. لماذا إلى اليوم لم يحصل هذا الاتفاق، وحتى لم تتمكنوا من الجلوس بشكل مباشر فيما بينكما؟
فيصل يوسف: بعد ما جرى ودخول الجيش التركي في منطقة سرى كانييه (رأس العين) وتل أبيض، وقبلها عفرين، وفي عام 2019 تحديداً وفي أواخر العام، بادرت الولايات المتحدة الأميركية بالدعوة إلى حوار بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي. استجبنا بناءً على مصلحة شعبنا، بأهمية تناول الوضع بعد الأحداث التي جرت وحماية الشعب الكوردي من أي تهديدات مستقبلية.
وجرت المفاوضات طيلة عام 2020 برعاية الولايات المتحدة الأميركية، ولا أخفي سراً بأننا توصلنا إلى تفاهمات كثيرة. تفاهمنا على مسألة الرؤية السياسية المشتركة، وتفاهمنا على مسألة المرجعية الفردية العليا، وتفاهمنا على قسم كبير من مسألة التشارك في الإدارة القائمة. كما تفاهمنا على بعض القضايا الخلافية كمسألة التجنيد الإجباري، ومسألة التعليم، ومسألة تعديل العدالة الاجتماعية، ومسألة مصير المعتقلين. لكن في نهاية العام 2020 توقفت المفاوضات.
بادرت الجهات المسلحة في حزب الاتحاد الديمقراطي للاعتقالات وحرق مكاتب المجلس، وبعد ذلك توقفت المفاوضات. وأبدينا دوماً موافقتنا على أن نستأنف المفاوضات. وكانت هناك آخر ورقة تم توقيعها من الجانب الأميركي ومن السيد مظلوم عبدي في حزيران 2021. هذه الوثيقة كانت تحدد وتضبط إجراءات الثقة بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية.
بموجب هذه الورقة ضمانات، وأبدينا منذ ذلك الحين وحتى الآن موافقتنا كي نعلن عن اتفاق كوردي-كوردي برعاية أميركية. الجانب الآخر لم يستجب حتى الآن ولم يعلمنا أي جهة حتى الآن باستجابته لتلك الوثيقة التي تم توقيعها من الجانب الأميركي ومن السيد مظلوم.
رووداو: خاصة اليوم، الوضع اختلف بسقوط النظام.
فيصل يوسف: أؤكد أننا يجب أن نأخذ المستجدات الراهنة بعين الاعتبار، أي بعد سقوط النظام ونتفاهم على رؤى تأخذ ما جرى بعين الاعتبار وليس الاعتماد على السابق. نحن منفتحون على الحوار، وأعتقد أن الجانب الذي رعى المفاوضات كانت الولايات المتحدة الأميركية، ولم تردنا حتى الآن أي دعوة منها للقاء معهم.
رووداو: برأيك، ما السبب؟ أنتم تقولون نحن جاهزون للتفاوض ومنفتحون على الحوار، وإلى الآن لم تتلقوا أي دعوة أو إجابة منهم للبدء بالحوار. ما السبب برأيك؟
فيصل يوسف: الجانب الذي رعى المفاوضات في عامي 2019 و2020 بقي على اتصال معنا حتى الآن. نلتقي معهم بشكل ثنائي بين المجلس الوطني الكوردي والولايات المتحدة الأميركية. حتى الآن، لم نتلقَ منهم أي دعوة باللقاء الثنائي بيننا، وننتظر أن نتلقى منهم دعوة لنفهم أيضاً رؤاهم حول مستقبل الوضع في سوريا، ومصير المفاوضات التي جرت بيننا وبين أحزاب الوحدة الوطنية.
رووداو: من المفترض كنتم ستجتمعون مع مظلوم عبدي، لكن هذا الاجتماع تأجل. هل سيعقد؟ هل تأجل إلى الأيام المقبلة أم أُلغي؟
فيصل يوسف: نحن نؤكد على أهمية بناء أي موقف إجرائي أو سياسي كوردي مشترك بأن يكون مدروساً، وأن يكون هذا الموقف نابعاً من معطيات اللحظة الراهنة في بلدنا. ونعتقد بأن الولايات المتحدة الأميركية هي الجهة التي كانت ضامنة لتفاهم سياسي بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية. ونعتقد بوجودهم ورعايتهم سيكون لهذا الموقف والإجراءات التي سنتخذها دور وقوة أكبر.
رووداو: هل سيكون لكم لقاء قريب مع مظلوم عبدي أم لا؟
فيصل يوسف: نحن نتحاور كمجلس وطني كوردي مع قوى دولية، ونتحاور مع قوى وطنية كوردية. وعندما نعتقد بأن هناك أهمية للقاء وسوف يفضي هذا اللقاء إلى تفاهم وموقف مشترك، فبالتأكيد سنعقد هذا اللقاء. لكن حالياً، المستجدات والمعطيات الراهنة تجعلنا نعتقد بأننا بحاجة إلى المزيد من الحوارات.
رووداو: أحد مطالبكم هو أن تعلن قسد في بيان فك ارتباطها مع حزب العمال الكوردستاني، أليس كذلك؟
فيصل يوسف: نعم، أحد القضايا الخلافية التي كنا نناقشها في عام 2020 برعاية الولايات المتحدة الأميركية، هي أننا نحن كحركة وطنية كوردية سورية يجب أن يكون قرارنا مستقلاً، بمعزل عن حزب العمال الكوردستاني. يجب أن نتفق على حالة كوردية تعبر عن شخصيتنا الكوردية المستقلة.
رووداو: في حال خرج هذا البيان وأعلنوا فك ارتباطهم بحزب العمال الكوردستاني، هل برأيك هذا كافٍ لاستقبالهم في دمشق؟
فيصل يوسف: مسألة الرؤية الكوردية المشتركة، هناك المرجعية الكوردية العليا وهناك مسائل قضايا تقنية أيضاً. نحن نعتقد بوجوب وجود طرف ثالث، وأقصد بها الولايات المتحدة الأميركية. ولم نتلقَ منها حتى الآن دعوة كي نتفاهم معها كجهة راعية أشرفت على الحوارات التي جرت على مدار عام 2020. وكنا على تواصل حتى الآن.
رووداو: في حال عدم توصلكم إلى اتفاق، هل سيذهب المجلس الوطني الكوردي بمفرده إلى دمشق ويتفاوض مع الحكومة هناك؟ وما هي تداعيات هذا القرار في حال ذهبتم وحدكم على الكورد؟
فيصل يوسف: نحن نطمح، وبرنامجنا السياسي في المجلس الوطني الكوردي مثبت فيه، بأهمية وضرورة وحدة الموقف الكوردي. لكن عندما لم يحدث هذا، فكنا جزءاً من العملية السياسية التي جرت في سوريا على مدار تسعة مؤتمرات عقدت في جنيف، ومن خلال اللجنة الدستورية. ودوماً كنا نعبر عن الرؤية الكوردية المشتركة التي أقرت من قبل جميع الأحزاب الكوردية في عام 2012. وسنستمر في طرح هذه الرؤية من خلال أي لقاءاتنا المستقبلية في سوريا.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى سننشد أيضاً وحدة الموقف الكوردي مبنياً على المعطيات الجديدة وعلى استقلالية القرار.
رووداو:المبادرة الأخيرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية المكونة من عدة نقاط، كيف قرأتموها؟
فيصل يوسف: أي مبادرة تابعة لأي جهة كانت، هذه المبادرة تخصهم، لكن ما يهمنا نحن كشعب فردي في هذه المرحلة أن نعمل على أرضية كوردية سورية في البداية، ترسيخ وتعزيز دعائم النظام الديمقراطي في البلاد على أساس لا مركزي، وأيضاً رؤية كوردية وخصوصية كوردية في المشاركة في البلاد. مبادرتنا هي رؤيتنا وحدة الموقف الكوردي المبني على المعطيات الجديدة. هذا ما يمكنني التأكيد عليه بضرورة التوجه إلى دمشق وفي الإطار الوطني بمبادرة كوردية. هذه المبادرة، عندما نقول الخصوصية الكوردية، هذا لا يعني أننا بمعزل عن الحالة الوطنية العامة. نؤكد على أهمية مشاركة كل المكونات في سوريا في إطار ديمقراطي لا مركزي.
الإدارة الذاتية تعلن أن هناك تحشداً للقوات التركية في المنطقة الحدودية مع كوباني، وأن هناك إمكانية لهجوم موسع على المناطق الكوردية. ما رأيك حول ذلك؟ وهل سيحصل هذا الهجوم؟
فيصل يوسف: نحن، طالما في المجلس الوطني الكوردي، أكدنا على أن خيارنا في سوريا هو النضال السلمي الديمقراطي. أما مسألة العسكرة والوجود، الحالة العسكرية وحالة قوات سوريا الديمقراطية، فهم شركاء مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وهذا الأمر مرتبط إلى حد كبير بعلاقات قسد مع التحالف الدولي باعتبارهم شركاء في مواجهة داعش وغيرها. نحن نعتقد بأهمية وضرورة الحوار مع تركيا للوصول إلى حالة لا يضرّ منها الشعب الكوردي مرة ويتم تهجير ناس آخرين. كما على قادة قسد أيضاً تفهم هذه الحالة والسعي لمنع أي حالة احتراب يتضرر فيها شعبنا مرة أخرى.[1]