فقد الشاب الكوردي بشار أحمد، ذاكرته بعد تعرضه لتعذيب وحشي في سجن صيدنايا، أحد أشهر سجون نظام الأسد المخلوع.
بدأت معاناة بشار عندما ألقت قوات الأمن القبض عليه خلال خدمته العسكرية، موجهة له تهمة تزوير الوثائق. تعرض لأشد أنواع التعذيب، منها الصعق الكهربائي، على يد مسؤولي الجيش السوري، مما أفقده القدرة على النطق السليم والمشي وأدى إلى تدهور صحته.
عائلة بشار تناشد المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لإجراء العملية وإنقاذ حياته.
يروي سعد عبدالكريم واحد من أقارب بشار أحمد تفاصيل من ما جرى لشبكة رووداو الإعلامية قائلاً: كان بشار يبلغ 19 سنة، وكان جندياً في الجيش السوري في دير الزور، ولدى ذهابه إلى دمشق لزيارة أهله، لم يتمكن من الالتحاق بوحدته العسكرية بدير الزور في الوقت المحدد بسبب التعقيدات في سوريا، فألقت قوات الأمن القبض عليه وأطلقت سراحه بعد 20 يوماً.
وأضاف سعد عبدالكريم: بعد إطلاق سراح بشار، عاد ليلتحق بوحدته في الجيش السوري في دير الزور، لكن المسؤولين العسكريين قالوا إن وثائقه مزورة، وقاموا بتعذيبه.
تعرض بشار أحمد إلى أشد وأقسى أنواع التعذيب على يد الآمرين العسكريين ومنها صعقه بالتيار الكهربائي، ويقول قريبه: تعرض لكسر في الجمجمة جراء التعذيب، وقد فقد جزءاً من جمجمته وفقد القدرة على النطق السليم والمشي ويعاني من رعشة في يديه.
لم يعترف المسؤولون العسكريون حينها بأن بشار تعرض للتعذيب، وأخبروا عائلته بأنه تعرض لصعقة كهربائية، لكن زملاء بشار أخبروا عائلته بأن آمر الوحدة العسكرية صعق رأس بشار بالكهرباء.
وأضاف سعد عبدالكريم: بعد تدهور حالته الصحية، تم نقل بشار إلى المستشفى العسكري في دمشق، وبعد أن بحث عنه أهله، أخبر مسؤولو المستشفى عائلة بشار بأن ابنهم تم إلقاء القبض عليه ونقل إلى سجن صيدنايا.
وحسب سعد عبدالكريم، يقيم اثنان من إخوة بشار في لبنان، وبعد أن بلغتهما الأنباء حاولا تأمين أدوية لأخيهما، وحصلا على الأدوية بثمن باهض وأرسلاها إلى سوريا، لكن مسؤولي سجن صيدنايا لم يزودوه بالأدوية وقالوا له إنهم لم يوفروا لك غير حبوب باراسيتول، وقد تسبب حرمان بشار من العلاج في فقده الذاكرة.
بني سجن صيدنايا في ثمانينيات القرن الماضي من قبل حافظ الأسد، ويقع على مسافة 30كم إلى الشمال من دمشق، وفتحت أبواب السجن بعد سقوط بشار الأسد لينجو الكثير ممن كانوا فيه لكن بشار لم ينجح في الالتحاق بعائلته.
قام مسؤولو هيئة تحرير الشام بنقله إلى مستشفى في إدلب بعد تحريره من سجن صيدنايا.
والدة بشار، رسمية محمد، وشقيقته إلهام أحمد، شاركتا في نشرة الخامسة مساء لشبكة رووداو الإعلامية وقالتا: يرقد بشار الآن في مستشفى بإدلب، وقد كسرت جمجمته جراء التعذيب ودب فيها الدود ولا يستطيع حراكاً ولا يتعرف على أحد، ويحتاج إلى عملية لاستبدال عظام جمجمته.
شقيقة بشار، إلهام أحمد، قالت: تعرض بشار للتعذيب بالتيار الكهربائي، ثم نقل إلى سجن صيدنايا، وهناك أيضاً تعرض للتعذيب، وهو الآن فاقد للذاكرة.
تقول عائلة بشار إنها بحاجة إلى المساعدة لإجراء عملية جراحية لجمجمة ابنهم.[1]