تركيا هل تكوّع مجدداً وهذه المرة مع قسد؟!
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 8193
المحور: القضية الكردية
وزير الخارجية التركي؛ هاكان فيدان، يؤكد؛ بأن ((بلاده تريد فصل الكورد في سوريا عن حزب العمال الكوردستاني، مشدداً في الوقت نفسه على دعمها ل الممثلين الشرعيين للكورد السوريين وحقوقهم في دمشق))، وذلك بحسب ما أوردته مواقع عدة، منها شبكة رووداو، المأخوذ منها الخبر، وتضيف الشبكة أيضاً وعلى لسان فيدان، وبخصوص قوات سوريا الديمقراطية، قائلةً؛ ((وكان فيدان قد أكد لشبكة رووداو الإعلامية في مؤتمر صحفي على هامش منتدى الدوحة، أن أي امتداد تابع لحزب العمال الكوردستاني لا يمكن اعتباره شريكاً شرعياً للتفاوض، لكنه ألمح إلى إمكانية الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية إذا قاموا بتغيير أنفسهم)).
طبعاً كلنا نعلم موقف تركيا من الكرد وقضاياهم حيث سبق وقلنا وأكدنا؛ بأن صراعهم معنا وجودي وليس حدودي وسياسي، يعني القضية ليست قضية إنهم لا يعترفون بكردستان فقط، بل لو تقدر أن تمحي الكرد من الوجود لفعلتها وسبق أن صرحوا؛ بأن خيمة للكرد في أفريقيا سوف يحاربونها، بل أجدادهم رسموا قبر على صفحات جرائدهم وكتبوا عليها كردستان وذلك في رمزية إنهم دفنوا القضية الكردية للأبد، لكن نضالات شعبنا في مختلف المراحل والتي تكللت بالأخير بنضالات المنظومة العمالية الكردستانية وما حققتها، أجبرت تركيا على التكويع والاعتراف بوجود قضية كردية في تركيا!
لكن العقلية الطورانية الفاشية ما زالت معششة في ذهنية قادة وساسة الأتراك، والأغلبية المطلقة من الشعب التركي وللأسف، وإن تصريح؛ هاكان فيدان، بخصوص فصل الكرد في سوريا عن الكردستاني.. ودعمهم للممثلين الشرعيين، هو ليس إلا اللعب على الخلافات الكردية ومحاولة الإيحاء للغرب وبالأخص أمريكا؛ بأنها ليست ضد الكرد وقضاياهم وذلك كنوع من الطمأنة، بأنها لن تمارس سياسة الإبادة بحقهم مع أن احتلالاتهم السابقة، وتحديداً لعفرين، تكذب كل ادعاءاتهم!! طبعاً هو يقصد بالممثلين الشرعيين بعض الأشخاص المرتبطين بدائرة الاستخبارات التركية، وليس كل المجلس الوطني الكردي، ولاحظوا من ذهب معه من جماعة المجلس لدمشق وهو يتحدث أو بالأحرى يكرر خطاب فيدان وتركيا، بل خطاباً أسوء منهم بحق قسد وقيادتها!
أما بخصوص قضية ((مكانية الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية إذا قاموا بتغيير أنفسهم))، ويقصد قضية فك الارتباط مع الكردستاني والذي هو ادعاء كاذب بالأساس، كون قسد والسيد عبدي قالوها أكثر من مرة؛ بأنها قوات سوريا وبالتالي فإن فيدان وحكومة تركيا فقط تريد أن تقول للعالم؛ بأننا نرفض قسد لكونها مرتبطة بجماعة على لائحة الإرهاب مع إنها تتعاطى مع من هم على لائحة الإرهاب، بل وتشكل جماعات إرهابية لمحاربة الكرد، لكن بالرغم من كل هذا وذاك فهو؛ أي خطاب فيدان، خطوة نحو حل الخلافات بين تركيا قسد بوساطة أمريكية ويعطي بعض الطمأنة، بأن قد يحمل الأيام القادمة خطوات إيجابية في هذا الملف العالق بين الطرفين.
طبعاً ولحل هذه المعضلة الإشكالية ونجاح الإدارة الذاتية والكرد عموماً في تحقيق مكاسب سياسية تتطلب بعض الخطوات العملية بقناعتي ويمكن تلخيص أهمها بما يلي: تأكيد قيادة قسد والإدارة الذاتية مجدداً بأنها سورية الهوية وذلك لتقوية موقف الشركاء في التحالف الدولي بالضغط على تركيا ورفع تلك الورقة في وجه فيدان والآخرين، طبعاً يجب أن يرافقها تحرك كردي وكردستاني بحيث يتفق كل من المجلس والإدارة على وفد وورقة عمل مشتركة تقدم في الحوار مع الأطراف السورية الأخرى وتتحرك كل القوى والأطراف الكردستانية الأخرى، وبالأخص قيادات إقليم كردستان، ديبلوماسياً بحيث يتشكل فرق عمل متكاملة ومع دور أوروبي أمريكي وحتى إسرائيلي وحينها يمكن القول؛ بأن مناطقنا وشعبنا سيكون بخير ويتشكل إقليماً فيدرالياً لكل أبناء ومكونات المنطقة وليس فقط لمكون عرقي أو لحزب أيديولوجي.[1]