«يقع تل عربيد على بعد 35 كم الى جنوب شرق مدينة القامشلي على الطريق الواصل بين القامشلي وتل تمر، وهو من المواقع المتوسطة الحجم تبلغ مساحته مع الخرب المحيطة به حوالي 14 هكتاراً، ويرتفع عن السهول المحيطة به حوالي 30 م».
والكلام للأستاذ عبد المسيح بغدو مدير دائرة الآثار في الحسكة لموقع eHasakeh بتاريخ 13/5/ 2009 ليحدثنا عن موقع تل عربيد.
كان تل عربيد واحدا من التلال التي نقبت من قبل العالم الاثاري ماكس مالوان عام 1936 واتضح من خلال النتائج بأنه كان مدينة هامة في الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق.م، وفي عام 1996م قامت بعثة أثرية سورية- بولونية مشتركة بالتنقيب في الموقع مجددا، وخلال عشرة مواسم تنقيبه متوالية تمكنت البعثة من وضع التسلسل التاريخي للاستيطان بالموقع. حيث اكتشف في الجهة الشرقية من التل وعلى بعد 600 م على مستوطنة تعود إلى فترة تل حلف
وعن أعمال التنقيب في هذا التل تابع بغدو فقال: «كان تل عربيد واحدا من التلال التي نقبت من قبل العالم الاثاري ماكس مالوان عام 1936 واتضح من خلال النتائج بأنه كان مدينة هامة في الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق.م، وفي عام 1996م قامت بعثة أثرية سورية- بولونية مشتركة بالتنقيب في الموقع مجددا، وخلال عشرة مواسم تنقيبه متوالية تمكنت البعثة من وضع التسلسل التاريخي للاستيطان بالموقع. حيث اكتشف في الجهة الشرقية من التل وعلى بعد 600 م على مستوطنة تعود إلى فترة تل حلف».
عبد المسيح بغدو
وعن فترة الاستيطان في هذا الموقع أكمل بغدو: «أما أقدم الفترات التاريخية المكتشفة على سطح الموقع فهي تعود إلى فترة نينوى والمعروف بفخاره المحزوز بشكل دقيق، واتضح من خلال العمل التنقيبي بأن الموقع كانت مستوطنة ضخمه في تلك الفترة وقد وصلت مساحتها إلى حوالي 10 هكتارات.
وفي إحدى الغرف عثر على مجموعة نادرة من الأواني الصغيرة وأشكال من أثاث منازل ودمى بأشكال إنسانية، ومع نهاية الفترة الخابورية توقف الاستيطان ضمن الجزء الرئيسي من التل لينتقل مركز الاستيطان في الفترة الميتانية إلى خربة ثانوية واقعة إلى الغرب منه حيث استخدم التل كمقبرة حيث تم الكشف عن مقبرة غنية باللقى تعود إلى الفترة الميتانية.
من الموقع
بعدها هجر الموقع وتوقف فيه الاستيطان لكن كشف عن مقبرة تعود إلى الفترة الهلنستية في الجزء الشمالي من الموقع وعثر فيها على لقى جنائزية مصنوعة من المعادن، وكذلك على جزء من مبنى في الجهة الجنوبية من الموقع تم العثور على العديد من المنشآت المعمارية التي تعود إلى تلك الفترة منها منشأه ضخمة مبنية من اللبن وظيفتها غير معرفة اكتشف في إحدى غرفها على 300 طبعة، وفي الزاوية الشمالية الشرقية من الموقع كشف عن جزء من بناء محفوظة بشكل جيد يعود إلى فترة نينوى المتأخرة.
وهي عبارة عن مجموعة أبنية سكنية ومنشأه معقدة التكوين منتشرة على جانبي شارع ضيق، كما تم اكتشف عن منصة ضخمة بأبعاد 12×20 م مبنية من مادة اللبن في الجهة الجنوبية من التل تعود إلى نفس الفترة».
من السويات الاثرية
وعن فترة الاستيطان في التل يقول بغدو: «بدأ الاستيطان مجددا في تل عربيد خلال فترة السلالات الباكرة الثالثة أو كما يفضل حضارة الجزيرة الثالثة أي حوالي 2550 ق.م حيث تركز الاستيطان في هذه الفترة عند قمة التل حيث كشف جزء من بناء ضخم مؤلف من سبعة غرف ذات وظيفة إدارية محفوظة بشكل جيد والجدران الخارجية للبناء مسنودة بدعامات وتحت المبنى العام كشف عن بناء أقدم محفوظ بشكل جيد ويعود إلى فترة السلالات الباكرة الثالثة.
أما في الجهة الشرقية من قمة التل كشف عن مباني مؤلفة من عدة غرف تعود إلى نفس الفترة كما كشف عن مخلفات استيطانية فقيرة وبكميات ضئيلة تعود إلى الفترة الأكادية وما بعد الأكادية في الجزء الشمالي الغربي لقمة الموقع ومنتصف الجزء الشرقي للتل مما يدل على وجود أزمة في مستوطنة تل عربيد في تلك الفترة.
وفي نهاية الألف الثاني قبل الميلاد بدأت في الموقع فترة الحضارة الخابورية، وفي الوقت الحاضر يصعب تحديد مدى حجم المستوطنة حيث دمر القسم الأعظم من السويات الأثرية التي تعود إلى تلك الفترة في قمة التل بسب حفرة تعود إلى فترة احدث ولم يكشف سوى أجزاء بسيطة من البيوت وبعض القبور المقببة
وعلى ما يبدو فإن الاستيطان استمر في الموقع ولكن بشكل صغير وثانوي حتى نهاية الفترة الرومانية ثم توقف بعد ذلك بشكل نهائي».[1]