إلى الرأي العام
مع انطلاقة الثورة السورية، منتصف آذار 2011، انخرطت الشريحة المثقفة الكردية وكل ألوان الطيف الشبابي الكردي فيها، منذ يومها الأول. ولم يردعها عن ذلك كل محاولات التخويف والترهيب والتهديد والتهويل والتضليل التي مارسها النظام، إن بشكل مباشر، أو بغيره، عبر جهة محسوبة على الحالة السياسية الكردية في سوريا. ومن المؤسف القول: إن هذه الجهة، ربما نجحت في عرقلة المشهد السياسي الكردي، عبر إشغال الأحزاب الكردية بحروب جانبية، إلى جانب استهدافها الحراك الشبابي وتشتيته، سواء بالترغيب والاحتواء أو التهريب والملاحقة والاعتقال أو الطرد والإجبار على الهجرة خارج الوطن، وصولاً لتحييد قسم لا بأس به من الكرد عن الثورة السورية، لكنها، فشلت فشلاً ذريعاً في إخضاع الشريحة المثقفة لهيمنتها وتسلّطها واستبدادها السياسي والعسكري والإعلامي.
ونحن، الموقّعون أدناه، إذ نندد ونشجب، بأشدّ العبارات، حالة التخبّط والتشرذم والفوضى وانعدام الإرادة لدى الحركة الكردية السورية، ونحمّلها كاملة المسؤولية في خلق فراغ سياسي واجتماعي، استفاد منه حزب PYD، واستأثر بالوضع والموقف الكردي، عبر انتهاج العنف حيناً والتخويف والتضليل أحياناً، وفي الوقت عينه، نندد وندين بشدّة ممارسات حزب PYD الهادفة إلى تشويه تجربة كردستان العراق وقيادتها، ممثلةً في شخص الرئيس مسعود بارزاني. ونؤكّد بأننا سنبقى، بكلمتنا الحرّة ورأينا الحرّ، ضد كل محاولات فرض الهيمنة والاستبداد على كردستان سوريا، وسنقف بحزم فكري وثقافي، لا التباس فيه، ضد ذهنية التخوين، التي يتبنّاها أي حزب كردي، كائن من كان. ونشدد على أن الشريحة المثقفة، تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والفصائل الكردية، رافضين كل أشكال شرعنة ممارسة الإرهاب والتخويف والتضليل، واللعب على مشاعر الناس، بهدف الشحن والتجييش ومحاولة تكريس حالة الانقسام في المجتمع الكردي، والدفع بالناس نحو التعامل بفاشية مع المختلف.
كما نأمل من كل المثقفين الكرد، ومنهم الكتّاب المحسوبين على حزب PYD اتخاذ موقف إصلاحي، رادع، ومحاولة ممارسة الضغط على هذا الحزب، كي يتوقّف عمّا يمارسه، داخل والوطن وخارجه، بشنّه حملات التشهير والتشويه بحق الوطنيين ممن ينتقدون الحزب، على قنواته الإعلامية ومواقعه الالكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
نأمل من كل المثقفين الكرد، ومنهم المحسوبين على PYD، أن يحكّموا العقل، وينحازوا إلى الضمير القومي والوطني، ويلتزموا بقيم الحرية والعدالة، وألاّ يستمرّوا في الصمت على كل من يحاول استثمار قدسية دماء بنات وأبناء الكرد في لعبته السياسية. وصولاً لخلق سلطة ثقافية، اجتماعية، مدنية مسؤولة وقادرة على التأثير في ردع أية سلطة كردية عن انتهاك الحريات الشخصية والعامة، وتوجيهها نحو الالتفاتة إلى خدمة المجتمع والإنسان بدلاً من سيرها نحو التأسيس لطبقة أوليغارشية، ممسكة بخناق المجتمع، وتحسب على الناس أنفاسهم.
لا نريد لتجربة البعث أن تتكرر في مجتمعنا الكردي السوري. ولأننا ضدّ التكفير في زمن التفكير، وما يقابله من التخوين، ولأننا ضدّ القوى الظلامية الإرهابية الإسلاموية التي تستهدف المناطق الكردية خصوصاً وسوريا عموماً، ولأننا وقفنا ضدّ النظام البعثي، وكل إرهابه ووحشيته، بالكلمة والرأي الحرّ، يجب أن نقف ضد الاستبداد وذهنية التخوين والهيمنة، حتى لو كان من يمارسها هو طرف كردي، داخل سوريا أو خارجها.
المجد والخلود لشهداء الشعب الكردي وشهداء الثورة السورية.
النصر للثورة السورية والحرية والعدالة والديمقراطية لسوريا.
الخزي والعار لكل مستبدّ وظالم وجائر.
معاً لإعلاء صوت العقل على صوت العصبيات الحزبوية وبنادقها.
الموقعون:
إبراهيم اليوسف - شاعر وصحافي / ألمانيا
أمين عمر - صحافي / سويسرا
آزاد أحمد علي - كاتب واكاديمي / هولير - كردستان العراق
آلان كيكاني - كاتب وطبيب / العربية السعودية
جان دوست - روائي ومترجم / ألمانيا
جمعة عكاش - إعلامي / الامارات العربية المتحدة
جيهان ابراهيم - فنانة / ألمانيا
حسين جمو - كاتب صحافي / الامارات العربية المتحدة
شاهين عصمت سيوريكلي - كاتب وصحافي/ استراليا
عارف حمزة - شاعر / تركيا
عمر شيخموس - سياسي / السويد
عبدالباسط سيدا - باحث وناشط سياسي / السويد
عنايت ديكو - كاريكاتيرست / ألمانيا
مروان علي - شاعر / المانيا
محمود عباس - كاتب / أمريكا
فاروق حجي مصطفى - كاتب وصحافي / هولير - كردستان العراق
نسرين أحمد - شاعرة / بلجيكا
هوشنك أوسي - كاتب وشاعر / بلجيكا
ياسين حسين - شاعر ومترجم / السليمانية - كردستان العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: البيان مفتوح للتوقيع، عبر مراسلة المواقع الالكترونية المنشورة فيها، والطلب من إدارة تحريرها إضافة التوقيع إليه.