باتت منطقة عفرين المحتلة تعيش أسوأ الأوضاع بالمقارنة مع بقية المناطق السورية عموماً، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً، ومن حيث ممارسات التغيير الديمغرافي وحجم الانتهاكات وارتكاب الجرائم بأوسع نطاق، والتي تَدحض وتُكذب ادعاءات أنقرة وما يسمى ب الجيش الوطني-السوري والائتلاف السوري المعارض حول (مكافحة الإرهاب) و (رد المظالم) و (تسليم المنطقة لأهلها) و (محاربة الفساد والمفسدين) و (إشاعة الأمان والاستقرار) و (سلامة الأراضي السورية)، في وقتٍ تُطلق فيه السلطات التركية تهديدات جديدة باجتياح مناطق منبج وشرق الفرات بنفس الحجج والذرائع.
في إطار سياسة التغيير الديمغرافي الممنهجة، تواصل سلطات الاحتلال والفصائل الجهادية المسلحة، تغيير معالم المنطقة، حيث تمت سرقة محتويات مزارات إسلامية وإيزدية وعلوية عديدة والعبث بأضرحتها، وحتى سرقة محتويات بعض الجوامع من لوحات شمسية وبطاريات طاقة كهربائية وأجهزة صوت ومستلزمات غسل الأموات النحاسية والسجاد أيضاً، وكذلك التخريب المتعمد لمقابر الشهداء (سيدو في كفرصفرة، رفيق في متينا، آفيستا في كفرشيل)، وهدم شواهد قبور مكتوب عليها باللغة الكردية، مثل ضريح الشهيد بشير محمد في جنديرس، وقبر السيدة سولية عبدو مصطفى في قرية ماملا، وقبر السيدة زلوخ خليل إبراهيم في قرية قورت قلاق، وكذلك العبث بضريحي الدكتور نوري ديرسمي-الشخصية الثقافية والسياسية المعروفة-وزوجته فريدة في مقبرة زيارة حنان؛ وقد انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً مقطع فيديو يُظهر تدمير شبه كامل لمقبرة قوربيه الاسلامية-جنديرس، وهي لمتوفين مدنيين، في صورة واضحة لتعدٍ عن حقد دفين. هذا وتواردت أنباء عن عمليات تجريف تربة وقطع أشجار زيتون في تلَّتين قرب بلدة كمروك باستخدام التركسات، بحثاً عن قطع أثرية وسرقتها.
وبخصوص موسم الزيتون، تتواصل عمليات السرقة وفرض الأتاوات، مثلما تم قطاف وسرقة ثمار /100/ شجرة للمواطن شعبان ديكو في قرية قاسم، إضافةً إلى سرقات متفرقة في القرية ذاتها، كما أن الحصار المفروض على حركة نقل وبيع شراء زيت الزيتون أبقى على ضعفها وتدني سعره، وإذا تم شحن كميات منه، فإن أجر التنك الواحد /16كغ/ إلى مدينة حلب يصل إلى /6000/ ليرة سورية.
وفي ظل فوضى وفلتان أمني، تتواصل الاعتقالات وعمليات الاختطاف وطلب فدى مالية لقاء الافراج عن محتجزين، حيث تم مداهمة منزل المواطن مصطفى فارس من أهالي قرية معملا، في حي الأشرفية بمدينة عفرين، وسرقة بعض ممتلكاته وتعذيبه، كما وقع انفجار وسط المدينة-طريق راجو، مساء الخميس الماضي، أدى إلى مقتل أربعة وجرح أكثر من عشرة، من بينهم استشهاد المواطن زكي دالي-مواليد 1980.
كما أن المدفعية التركية، مساء الخميس الماضي، قصفت قرى صاغونك وبينيه في جبل شيروا-منطقة عفرين، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، أدت إلى وقوع أضرار مادية في بعض المنازل وتهدم إحداها، وفرار الأهالي خوفاً على حياتهم.
أهالي عفرين يدركون جيداً ما تبتغيه تركيا من خلال المضايقات والضغوطات وسياسات الإفقار والقمع ومختلف أشكال الانتهاكات والجرائم لإرغامهم على التهجير وترك المنطقة للمحتلين والوافدين، فلا تضعف عزيمتهم ولا تتزحزح تشبثهم بأرض أجدادهم رغم كل الصعاب.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
#15-12-2018#