الموقع والمكان:.
تقع قلعة نجم في مدينة مَنْبِج السورية، والتي تتبع بدورها لمحافظة حلب الشهباء، وقد عُرِفَت القلعة قديماً بجسر مَنْبِج، وهي تقع علی شاطئ الفرات، وكان الجسر في ذيلها.
وأما الجسر الذي يعرف بجسر مَنْبِج؛ فقد كانت تعبر عليه القوافل من الشامية إلی الجزيرة، ومن الجزيرة إلی الشامية، وهو يبعد عن مَنْبِج حوالي 4 فراسخ، وهو اڵان خراب.
موقع إستراتيجي تتمتع به قلعة نجم
بناء قلعة نجم وتشييدها:.
كانت قلعة نجم عبارة عن قرية صغيرة، فقام نجم غلام الصفواني سنة 300ه-912م بتعميرها وتشييدها، وجعل منها قلعة حصينة.
وأما جسر منبج؛ فيعود تاريخه إلی عصر الخلفاء الراشدين، حيث أمر سيدنا عثمان بن عفَّان رضي الله عنه ببنائه؛ لسهولة الوصول والانتقال بين الجزيرة والشامية.
وقد لعب الجسر دوراً بالغاً في فترة صدر الإسلام؛ حيث تم فتح هذه الناحية سنة 18ه-639م، وقد استعانت به الجيوش الأموية آنذاك في فتحها للجزيرة.
ملكها بعد ذلك بنو حمدان، ثم بنو مرداس، ثم كانت لبني نمير، وأصبحت بعد ذلك بقبضة نور الدين الزنكي الذي قام بترميمها، وجهَّزها بحامية قوية.
وعندما رآها الرحّالة ابن جُبَير بعد ذلك بعشرين سنة أطلق عليها اسم “القلعة الجديدة”.
هاجمها هولاكو علی رأس الجيش المغولي سنة 658ه-1260م، وبذل قصاری جهده للسيطرة عليها؛ كونها تسيطر علی الطرق المؤدية لنهر الفرات، وقد قام حينذاك بتخريبها بشكل لا يوصف.
إطلالة بزاوية تظهر قدرتها علی حماية نفسها وكشف تحركات الطامعين
وقد تهدَّمت أجزاء من القلعة أيام العثمانيين سنة 1820م، بعد أن لجأ إليها بعض الثۆّار العرب.
أهمية قلعة نجم:.
كانت قلعة نجم في العصر الوسيط تسيطر علی الطريق الواصل من حلب إلی حرَّان في أرض الجزيرة العليا عبر مدينة منبج.
وقد كانت في ناحية يسهل عندها عبور نهر الفرات؛ نظراً لوجود جزيرتين صغيرتين كان من اليسيرربطهما ببعضهما بجسر من القوارب.
مخطط القلعة:.
تتربع القلعة علی تل صخري يرتقع 50م، وهي تتألف من طابقين، وتوجد ثلاثة نقوش تتضمن الأعمال التي تمت بها بناء علی أوامر الملك الأيوبي الظاهر بن صلاح الدين بين عامي 605-612ه.
وضمن قلعة نجم؛ توجد مدينة صغيرة تقع علی طول شاطئ النهر عند سفح القلعة، ولم يبق لهذه المدينة أي أثر اليوم، كما أن الجسر القديم قد اندثر كلياً.
سوريا اشتهرت بقلاعها وقصورها
ما قيل فيها:.
قلعة نجم – قال عنها ابن عبد الحق في كتابه (قلعة حصينة مطلة علی شرقي الفرات علی جبل، وتحتها ربض كان عندها جسر، ويقال لها: جسر مَنْبِج، يعبر عليه إلی مَنْبِج، وبينهما أربعة فراسخ”.
أما القاضي الفاضل عبد الرحيم بن الأشرف اللخمي العسقلاني البيساني فقد قال: “هي نجم في سحاب، وعقاب في عقاب، وهامة لها الغمامة عمامة، وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال لها قلامة، عاقدة حبوة صالحها الدهر أنْ لا يحلها بفزعة، نادبة عصمة صافحها الزمن علی أنْ لا يروعها بخلعة”.
بدوره؛ قال ياقوت الحموي واصفاً قلعة نجم وذلك في كتابه الشهير “معجم البلدان”: “بلفظ النجم من الكواكب: وهي قلعة حصينةٌ مطلة علی الفرات، علی جبل، تحتها ربض عامرٌ، وعندها جسر يُعبر عليه، وهي المعروفة بجسر منبج”.[1]