عنوان الكتاب: أثر المتغيرات السياسية والاستراتيجية على الحركة الكردية في العراق وتركيا
الكاتبان: 1. منى رمضان أبو بكر المطردي، 2. طارق صالح عبدالنبي الذباح
مكان الأصدار: المانيا/ برلين
مؤسسة النشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية و السياسية و الاقتصادية
تأريخ الأصدار: 2022
رقم الطبعة: الأولى
مقدمة الناشر:
شهد عالم ما بعد الحرب الباردة تحولات جذرية في مفاهيم السياسة الدولية. لم تعد القضايا العسكرية التقليدية مهيمنة في الدراسات الأمنية والعلاقات الدولية ، بل تجاوزت القضايا والمفاهيم الجديدة المتعلقة بالجانب غير العسكري ، بما في ذلك قضية الأقليات والمجموعات العرقية والأمن الإقليمي وغيرها. تعتبر قضية الأقليات من أهم القضايا التي بدأت بالظهور بشكل ملحوظ على الساحة الدولية ، ابتداء من سبعينيات القرن الماضي. نتيجة للتطورات التي حدثت في النظام الدولي والحروب التي حدثت ، والتي أدت إلى ظهور مشكلة الأقليات ، حتى أصبحت قضية دولية لا داخلية. ظهرت “صحوة الأقليات” وأدت إلى اندلاع موجة من الثورات والصراعات العرقية والقومية والدينية والطائفية في كثير من البلدان. كما شهدت السنوات القليلة الماضية اهتماماً بقضية حقوق الإنسان ، حيث اكتسبت هذه القضية مكانة دولية بالغة الأهمية ، وعقدت العديد من المؤتمرات الدولية حول حقوق الإنسان والأقليات. لقد تم تجريد مفهوم سيادة الدولة من معناه نتيجة التدخلات التي قامت بها قوة دولية كبرى من أجل حماية قومية معينة ، بالإضافة إلى التعديلات التي تم إجراؤها على العديد من الدساتير لتتماشى مع ما هو موجود. المنصوص عليها في المواثيق والإعلانات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. ولعل أهم نقطة تبرز عند الحديث عن قضية الأقليات هي ارتباطها بقضية الوحدة الوطنية واستقرار الدول التي تتواجد فيها وحتى الاستقرار الإقليمي والدولي.
لذلك تركز الدراسة الحالية على قضية الأكراد وخاصة أكراد العراق وتركيا. اتسم الوضع في كردستان العراق قبل احتلال الكويت بنوع من الاستقرار فرضته القوة والهدوء النسبي. كما اضطرت حركة التحرير الكردية المسلحة إلى ترك قدراتها وقواعدها الرئيسية في كردستان العراق واللجوء إلى المناطق الحدودية الإيرانية والتركية ، بعد أن تعرضت تلك القواعد لهجوم شامل من قبل الجيش العراقي قبل توقف الحرب الإيرانية العراقية عام 1988. ، وتقلص النشاط العسكري بشكل كبير. إلا أن منطقة العراق شهدت ابتداء من عام 1990 العديد من الأحداث التي لم يشهدها الشعب الكردي على مر العصور ، حيث شكلت الحركة القومية الكردية هاجساً أمنياً وسياسياً واجتماعياً لغالبية حكومات الدول التي يوجد بها أقلية كردية.. يعتبر أكراد العراق وتركيا على وجه الخصوص من العوامل المهمة والسلبية التي تؤثر على علاقات بغداد مع الدول التي يتواجد فيها الأكراد من خلال الأحداث التي وقعت على مستوى الصراع الكردي الكردي. وكذلك على مستوى الصراع الكردي مع الحكومتين العراقية والتركية. بالإضافة إلى مستوى الصراع الإقليمي والدولي.
[1]