=KTML_Bold=السكيثيون في كوردستان:=KTML_End=
ظهر السكيثيون على مسرح الاحداث في كوردستان بعد أن نزحوا إلى منطقتنا عبر الممرات القفقاسية ( شرق بحر الاسود ) خلال النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد و انتشروا في المناطق الكردية الحالية في كل من تركيا و ایران بعد قضاء سرجون الثاني الأشوري عام 714 ق.م على دولة أورارتو وحلفائها واحتفظ السكيثيون على بعض ممتلكات هذه المملكة من الأراضي .
وعلى ما يظهر فان السكيث ، بعدما اخترقوا مرات قفقاسيا توجهوا إلى جبهتين . المجموعة الاولى نزحت نحو الجنوب الى جهات بحيرة اورمیه واحتكت بالنفوذ الميدي في كردستان الايرانية ( ( منطقة موكریان ) . والمجموعة الثانية استمرت في الهجرة نحو الاناضول ووضعت نهاية للحكم الفريجي حيث انتحر على اثرها الملك ( میداس ) . ولم تكن بلاد ليديا اكثر حظا ، فقد قتلوا ملكها، وما يهمنا الآن من السكيث هم المجموعة الأولى . فقد وصل هؤلاء الى محور طریق همدان ( ( اكبتانا عاصمة الميديين ) ) واستقروا في حدود بلاد ماننا حيث اسسوا ملكة شملت المناطق الكردية والاذربيجانية الحالية في ايران وجعلوا مركزها في موقع جنوب بحيرة اورميه واعترف المانيون بسيادتهم وبنوا مدنا مثل ( سقز ) وهذا الاسم مشتق من اسمهم (سكس ) ولاشك انهم واصلوا هجرتهم إلى حد اربیل وكركوك ووطدوا سيادتهم على هذه المناطق خلال القرنين الثاني والاول قبل الميلاد بعد أن فرقهم الميديون أيام ( كی أخسار ).
لقد تعقدت الأوضاع السياسية في بلاد الماننا في نهاية القرن السابع ق.م إلى درجة كبيرة أدى في النهاية إلى قيام انتفاضة شعبية ضد السلطة الحاكمة الأوليغارشية ، وكان من نتائجها مقتل الملك الماني ( ( أخشيري ) ) . وبذلك فقد وسع السكيث نفوذهم على حساب المانيين ، ففي مناطق مهاباد وسقز وزيوية الكرديه وكذلك في الأراضي التي تتاخم الحدود العراقية الايرانية في جهات اشنویه - نغده رسخ السكيث قاعدة لنظامهم السياسي بعد زوال الحكم الماني لمدة 28 عاما . وانتهى هذا الحكم بيد الميديين . ويقول هيرودوتس بهذا الصدد ( أن السكيث ظلوا يحكمون اسيا مدة ثمان وعشرين سنة أظهروا فيها منتهى الوقاحة والغطرسة والاستبداد حتى عم الخراب كل مكان . ففضلا عن الجزية المعتادة فرضوا كثيرا من الضرائب الاضافية على عدة أمم . وكانوا يجدونها حسبما يتراءى لهم . وعاثوا فسادا في طول البلاد وعرضها ونهبوا من جميع الأفراد كل ماأمكنهم نهبه .)
=KTML_Bold=السكيث والميديين :=KTML_End=
عندما قام كیاكساریس ( ( كی اخسار ) ) بحصار مدينة نينوى ، فاذا بجيش عرموم من السكثيين يهجم عليهم بقيادة الملك ماديس ( مادی ) ، وهكذا دخل السكيتيون الأراضي الميدية . وأخيرا وقد بلغ السيل الزبى من تصرفاتهم ، دعا كیاكساريس والميديون اكبر عدد منهم الى وليمة قدموا لهم فيها كميات وافرة من الخمر حتی سكروا . عندئذ اعملوا فيهم التقتيل حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم . وبعد ذلك استعاد الميديون امبراطوريتهم بكامل حدودها السابقة .
=KTML_Bold=اثار السكثيين في كوردستان :=KTML_End=
لقد اكتشفت مؤخرا بعض الآثار التي تعود الى السكيث في المحاور التي سلكوها في قفقاسيا ، ثم في المناطق الكردية التي استقروا فيها سياسيا . فشوهدت في تلك المناطق صناعات برونزية ورؤوس حراب وسهام وأدوات أخرى بحمل كلها الطابع السكني وتميز عن اعمال السكان المحليين في هذه المناطق . ولعل اهم موقع وجدت فيه هذه الأعمال كان احدى خرائب قلاع الأورارتين في « كرمیر بلور ) ) قرب بريفان عاصمة أرمينيا، وقد اثبتت الحفريات هنا بان المدينة قد هدمت واحرقت اثناء استيلاء السكيث عليها . وقد ظلت سهامهم الخاصة بهم في جدران البنايات المهدمة للمدينة. ولكن هؤلاء خلفوا اثار فنونهم في الأعمال التي اكتشفت في سقز ونبويه والمناطق الأخرى من كردستان الايرانية . ويقول كریشمان انها تعود لطبقة الملوك السكثيين، ويعتقد انها ل ( بارتاتوا او ابنه مادییس ) . فكنوز سقز مصنوعات ذهبية ذات ثلاث انماط فنية . الاول ذو طابع متأثر بالفن الاشوري . والثاني سكيثي بحت والثالث مختلط . هذا بالاضافة الى الفن المانني السائد هناك.
أما اللغة السكثية فقد ظهر فيها كثيرا من خصوصيات اللغات الأرية ذات الاصول الهندية - الاوربية ، واغلب اسماء ملوكهم ذات أصول ایرانیه مثل اریابیف ، اوكتاماساد سایتافیرت وغيرهم . وعل مايظهر فانهم تكلموا مع السرمات لغة واحدة لأن هيرودوت أشار الى ايرانية اللغة السرماتية . وقد أكد اغلب الكتاب القدماء على تقارب اللغة الميدية بلغات هذه القبائل ودخلت فيها مفردات فريجية في اسيا الصغرى ثم اختلطت باللغات المحلية في شمال بلاد مابين النهرين ذات الاصول غير الايرانية . وفي الواقع أن اللغة السكثية في الأصل ترجع الى منبعها في منطقة خوارزم وانتقلت الى الغرب بسبب هجرة القبائل الرعوية السكثية
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
كتاب تاريخ الكرد القديم ل د. فوزي رشيد و د. جمال رشيد احمد ص 103_104_105
[1]