تتحضر مجموعة من ذوي الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) لافتتاح أول جمعية خاصة بهم على مستوى إقليم #الجزيرة#، لدمجهم في المجتمع وتهيئة الظروف الاجتماعية والخدمية لهم وضمان حقوقهم الطبيعية في المجتمع، في خطوة تؤكد على مواجهة الصعوبات والعوائق التي تعترضهم.
يوجد في كل مجتمع فئة تختلف اختلافاً ملحوظاً عن الأفراد العاديين، في الجسد أو الفكر أو الحس، سواء كانت الاختلافات دائمة كالتي تنتج عن أمراض عقلية أو وراثية أو جسدية، أو التي تحدث بشكل متكرر كالصرع، حيث يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، كما يعيق إشباع حاجاتهم وإكمال تعلمهم بالطرق الطبيعة، حيث إن احتياجاتهم تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع.
وهذه الفئة بحاجة إلى رعاية ودعم واهتمام صحي ونفسي لإعادة دمجها في المجتمع مرة أخرى، بإتاحة فرص العمل لها أو سنّ قوانين تهتم بشؤونها وتحميها من العوائق البيئية والاجتماعية التي تواجهها.
غالباً ما يتعرض ذوو الهمم للعنف والإيذاء على كافة المستويات، سواء بإبعادهم عن أبسط الخدمات الاجتماعية وعدم توفير الاحتياجات الخدمية والبيئية التي تجعل حياتهم تسير بشكل طبيعي دون معوقات.
وفي شمال وشرق سوريا تسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بكل مؤسساتها الخدمية والصحية والاجتماعية لتقديم المساعدة لهم وفق الإمكانات المتاحة، لإعادة دمجهم في المجتمع وإتاحة فرص عمل لهم ضمن كل المؤسسات وتمكينهم من المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية.
افتتاح أول جمعية لذوي الهمم
وتتحضر مجموعة مكونة من أكثر من 22 شخصاً (رجال ونساء) من ذوي الهمم، لافتتاح أول جمعية خاصة بهم على مستوى إقليم الجزيرة، في خطوة تؤكد مواجهتهم للصعوبات والعوائق التي تعترضهم، وتحقيق رغبتهم في المشاركة الفعلية في بناء المجتمع وتطويره.
وعن أهداف الجمعية، أوضحت مديرة جمعية ذوي الإعاقة، هناء أحمد أن الجمعية تسعى إلى دمج الأفراد ذوي الهمم في المجتمع، وتهيئة الظروف البيئية للوصول إلى حل يضمن حقوقهم، كسنّ قانون خاص بهم، وإشراكهم في اتخاذ القرارات المعنية بشؤون المجتمع.
تحضيرات
وعن التحضيرات لافتتاح الجمعية، قالت مديرة الجمعية، هناء أحمد درّبنا أنفسنا، وتعرفنا على حقوقنا وعلى كيفية إعادة دمجنا في المجتمع عن طريق المواقع الإلكترونية (الانترنت)، كما تواصلنا مع العديد من الوسائل الإعلامية والمؤسسات الخدمية في المنطقة لتذليل الصعوبات أمام ذلك.
وأضافت: ناقشنا العديد من النقاط قبل البدء بالتحضيرات، والآن نعمل على الأوراق الرسمية للجمعية، من نظام داخلي، إلى جانب تمكين فريق الجمعية. وقد وصل عددنا حتى الآن إلى أكثر من 22 شخصاً يعانون من إعاقات بصرية وبدنية، من مختلف مناطق إقليم الجزيرة، مؤكدة أن الجمعية ستفتح رسمياً بعد الانتهاء من التحضيرات.
ويُعرف ذوو الهمم بأنهم يعانون من نواحي ضعف طويلة الأجل، بدنية أو عقلية أو ذهنية أو حسية، قد تمنعهم من التعامل مع مختلف الحواجز والمشاركة بصورة كاملة وفعّالة في المجتمع.
المعاناة
لفتت هناء أحمد إلى معاناة ذوي الهمم في المجتمع هذه الفئة تعاني في أغلب الأحيان من تهميش كبير في المجتمع، من ناحية عدم تهيئة الأرصفة والشوارع لهم للتنقل والسير بسهولة، ومن الناحية القانونية والمجتمعية أيضاً، فأغلبية المجتمع لا تتقبل هذه الفئة.
وأردفت العديد منهم يعانون من عدم قدرتهم في الحصول على فرص العمل.
مكانة ذوي الهمم في مؤسسات الإدارة الذاتية
تسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى إتاحة الفرصة لذوي الهمم بتطوير وتنمية مهاراتهم عبر إشراكهم في إدارة المجتمع، ويعمل العديد منهم في مؤسساتها.
هناء أحمد بيّنت أن بعض ذوي الهمم يملكون قدرات ومهارات متطورة، ولكنهم بحاجة إلى دعم وإتاحة الفرصة لهم لممارستها، قائلة نسبة تهميش هذه الفئة كبيرة في المجتمع، نتيجة الحروب الدائرة في المنطقة.
وقد ازدادت معاناة هؤلاء في شمال وشرق سوريا مع الهجمات المستمرة لدولة الاحتلال التركي على المنطقة.
وعن دور الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في دعم هذه الفئة، أكدت هناء: أبدت مؤسسات الإدارة الذاتية، عند زيارتنا لها، استعدادها لدعم ومساعدة جمعيتنا، بعد تقديم الأوراق الرسمية، وقد شجعتنا كثيراً على افتتاح هذه الجمعية.
مطالب الجمعية وفوائدها
أوضحت هناء أحمد أن أعضاء الجمعية سيكونون دعاة للسلام لتعزيز التماسك الاجتماعي.
وفي ختام حديثها، طالبت هناء أحمد، الجهات المعنية بمساعدة ودعم فئة ذوي الهمم لأن لهم حقوق في المجتمع، وإمكانية تأمين فرص العمل لهم وإشراكهم في المجتمع، فأعمال جمعيتنا ستساعد كبار السن أيضاً من ناحية تهيئة ممر المشاة لتسهيل حركتهم.
(ل م)
ANHA
[1]