فائق بيكس :
فائق بن عبد الله بيك كاكا حمه المعروف بإسم بيكس و معناه بالكوردية بلا أحد ، شاعر مغمور يمثل الإتجاه الديمقراطي التقدمي في الأدب الكوردي، ولد في قرية سيتك بجوار مدينة السليمانية سنة 1905، أصيب و هو طفل بمرض الجدري ففقد أحدى عينيه، و درس بها و في كركوك و بغداد، و قد عاش في كنف أقاربه بعد فقدان والده عام 1910، ثم عاش حياة بائسة يتنقل بين مهن مختلفة و بين مدن كركوك و السليمانية و بغداد.
أشترك في إنتفاضة 6 أيلول ضد المعاهدة البريطانية- العراقية، فأعتقل مراراً و زج به في الزنزانة قضى فيها ما ينوف عن ثلاث سنوات، و بعد إطلاق سراحه عام 1933، عُين معلماً في المدارس المختلفة و مارس مهنة التعليم طوال خمسة عشر عاماً إلى أن قضى نحبه.
قرض الشعر باللغة الكوردية، فكان شاعراً شعبياً مناضلاً، أشتهر بقصائده ذات الطابع السياسي، و أخذ يتغنى فيها بمجاد أمته و يدعو إلى النضال و مقامة المستعمرين و هكذا سخر بيكس شعره لخدمة أفكاره القومية التحريرية مما دفع السلطات البريطانية لإدخاله السجون مرات عديدة محاولة منها إسكات صوته الوطني الثوري، لكن، دون جدوى.
و لا زال شعره يدوي كأناشيد قومية و نداءات ثورية في ذاكرة الشعب الكوردي، إذ أمتاز بالصراحة و الإخلاص و أتصف بالبساطة و السلاسة، و كانت قصائده منشورة على صفحات الدوريات الكوردية المختلفة، فجمعها إبراهيم أحمد بعد رحيله.
توقف قلبه عن الخفقان في 18 كانون الأول 1948 بمدينة حلبجة، و ترك أسمه خالداً في ثنايا أفئدة قومه.
قال فيه محمد مهدي الجواهري: أخي بيكس، يا سراجاً خبا و يا كوكباً في دُجى يفتقد، و يا حاصداً من كريم الزروع غلال الأذى و الأسى و الحسد بلا أحد سنّة العبقري يعي الناس إذا لا يعيه أحد بلا أحد غير خضر الجبال و وحي الخيال و صمت الأبد.[1]