$قبيلة شبك$
الشبك هي قبيلة كردية تسكن في سهل نينوی ، ولديها نحو 72 قرية ،
تشكلت قبيلة شبك او (شاه بك) منذ القدم من اتحاد قبلي يضم فروع من عدة قبائل و عشائر كردية أصيلة و معروفة في مختلف اجزاء كردستان ، مثل قبائل و عشائر (باجلان ، اسماعيل وند ، زرار ، شكاك ، لك ، كوران ،،، الخ)
ينتمي حوالي 70% من ابناء قبيلة شبك للمذهب الشيعي ، و نحو 30% منهم ينتمون للذهب السني ،
و يتكلم ابناء قبيلة شبك باللهجة الكردية الوسطی (لهجة كوران) و هي نفس لهجة سكان مدن (حلبجة و مريوان و باوه) في أقليم هورامان ، مع تداخل بعض الكلمات العربية و الفارسية الصفوية و التركية العثمانية ، و ذلك بسبب وقوعهم في العصور الماضية تحت الحكم العربي و الفارسي و التركي ، و إجبارهم في الإقامة الجبرية في سهل نينوی ،
و لازالت لهجة ابناء قبيلة شبك تضم العديد من المصطلحات الكردية القديمة المذكورة في الكتاب الزردشتي (آفيستا) ، و هذا يدل علی ان الكرد الشبك كانوا زردشتيين أو يارسانيين قبل ان يتحولوا الی الأسلام بمذهبيه الشيعي و السني ،
ينتشر أبناء قبيلة شبك الكردية في سهل نينوی شمال شرق مدينة الموصل في اراضي سهلية منبسطة تعتبر من أخصب الاراضي الزراعية ، على شكل هلال خالية من العوارض الطبيعية كالجبال او الانهر ، و يتركز تواجدهم في مابين نهر دجلة و نهر خازر و جبل نوران شمالا إلى (ناحية النمرود) جنوبا في حوالي 72 قرية موزعة على 6 وحدات ادارية ، اضافة الى انهم كانوا متواجدين قبل احداث سنة 2014م في اكثر من 12 حي من احياء الساحل الايسر لمدينة الموصل (نينوى الشرقية ، نينوى الشمالية ، الجزائر ، النعمانية ، التأميم ، عدن ، الشهداء ، البكر ، الكرامة ، القدس ، الاربجية ، التحرير ،،، الخ) ، و كذلك أعداد كبيرة منهم في مراكز مدن بغديدا (قرقوش الحمدانية) و تلكيف و برطلة و (النمرود) و بعشيقة ،
يبلغ تعداد ابناء قبيلة شبك حوالي نصف مليون نسمة ، و أهم قراهم هي :
قرية كوكجلي : و هي من القرى الكبيرة حيث يبلغ سكانها اكثر من 20 الف نسمة ، تقع هذه القریة شرق مدينة الموصل ، و لها تأثيرها الواضح من الناحية الاقتصادية علی سهل نينوى ، خاصة من ناحية الثروة الحيوانية ، حيث تعد من اهم مناطق كردستان في تربية المواشي و تصدير اللحوم إلى مدينة الموصل و المدن الأخرى ،
قرية بازوايا : و هي القرية التي أختيرت في سبعينات القرن العشرين الميلادي من قبل الحكومة العراقية لتكون مركز ناحية إدارية ، إلا انها ما لبثت ان ألغت الأمر ، و في العام 2012م اصدر مجلس محافظة نينوى قرارا باعادة استحداث الناحية الإدارية لتكون هذه القرية مركزا لها ، الا ان القرار ايضا لم ينفذ ، و هي لازالت قرية الى يومنا هذا ، و تلعب هذه القرية دورا اقتصاديا كبيرا في المنطقة ، حيث يمتلك سكانها العشرات من شركات النقل البري و مئات الشاحنات التي تنقل البضائع داخل كردستان و العراق و خارجهما ،
قرية خزنة تبه : و هي من أهم القرى ضمن اراضي قبيلة شبك الكردية ، و هذه القرية تابعة إدارياً لناحية (برطلة) ، و يبلغ عدد سكان هذه القرية اكثر من 5000 نسمة و هي قرية تتوسطها تل اثري و يمتهن اغلب سكانها الزراعة و تربية المواشي و التجارة ،
قرية علي رش : و هي من القرى الكبيرة لقبيلة شبك الكردية في منطقة بغديدا (قرقوش الحمدانية) ، و يبلغ عدد سكان هذه القرية اكثر من 4000 نسمة ، و تعتبر هذه القرية من المراكز الدينية المهمة في اراضي قبيلة شبك ، و يقع فيها مقام الإمام زين العابدين (ع س) و الذي يؤمه عشرات الألوف من الزوار من الكرد الشيعة ، خاصة في ذكرى عاشوراء و اربعينية الامام الحسين (ع س) ،
و من القرى الأخری التي يسكنها ابناء قبيلة شبك الكردية في سهل نينوی هي : (شبك ، مناره شبك ، جليو خان ، خور سيباد ، باريمه ، تليارة ، فاضليه ، عمر قابجي ، باجر بوغ ، كوره غريبان ، لَك ، تواجنه ، عمر كان ، خرابه سلطان ، قرقشه ، كبرلي ، بدنه الصغيرة ، بدنه الكبيرة ، زهره خاتون ، مفتيه ، شاه قولي ، شيخ امير ، ترجله ، باز خره ، باز كرتان ، قره تبه ، تبرق زيارت العليا ، تبرق زيارت السفلى ، خويتله ، شهرزاد ، موفقيه ، تهراوه ، باشبيته ، توبزاوه ، قره شور ، قولان تبه ، اورته خراب ، بير حلان ، اربجية ، جنجي ، آش قلعه ، تويله ، نرجسيه ، سماقيه ، بلاوات ، خراب دليل ،،، الخ) ،
يعتقد بعض المؤرخين بأن قبيلة الشبك تكونت من تشابك مجموعة من عشائر و قبائل تنتمي لأصول كردية و تركية و عربية و فارسية ، و أنهم تشابكوا فيما بينهم في العصور الماضية طوعاً أو رغماً عنهم ، لتكوين اواصر اجتماعية و سياسية و اقتصادية و دينية و مذهبية مشتركة فيما بينهم على مر التاريخ الحديث و المعاصر لعدة اسباب ، و لعل من اهم الاسباب هو الحفاظ على خصوصية كل قبيلة او عشيرة او قومية او دين او مذهب ، و لذلك سموا بالشبك ،
و هناك من يعتقد أن اسم قبيلة الشبك مشتقة من الكلمتين (شاه) و (بَك) و التي تعني (احفاد الملوك و البيكات) ، و انهم ينتمون لقبائل كردية أصيلة تم جمعهم و إسكانهم رغماً او طوعاً في سهل نينوی في القرون الماضية من قبل الحكم العربي و التركي و الفارسي لكردستان ،
و تبقی هناك حقيقة واضحة للعيان بان 95% علی الأقل من أبناء قبيلة الشبك هم فروع من القبائل و العشائر الكردية ، و لهم تاريخهم الكردي العريق ، و قبائلهم و عشائرهم تشهد على ذلك ، و من أهم تلك القبائل و العشائر الكردية المعروفة و التي تشكل فروع منها قبيلة الشبك و تحمل نفس الأسم داخل قبيلة الشبك هي :
باجلان Bacellan : و هي من القبائل الكردية الوسطی و هي قبيلة كردية اصيلة معروفة في كردستان ، و يعود تاريخهم الى عهد الدولة الميدية الكردية 700ق.م 550ق.م ، حيث ان أسم باجلان لها علاقة وثيقة باللغة الكردية والدين الزردشتي ، و لهذه القبيلة اكثر من 85 فرع و فخذ ، و ينتمي فرع منها لقبيلة الشبك في سهل نينوى ، بينما تنتشر فروعها الأخری في اجزاء من كردستان ، و كذلك توزعت فروع منها في بلدان أخری مثل العراق و ايران و سوريا و افغانستان و باكستان ،
شكاك Şikak : و هي احدى القبائل الكردية الاصيلة و الشجاعة ، و التي عرفت بثوراتها من أجل حرية كردستان و الدفاع عنها ، و قد ظهر من بين هذه القبيلة القائد الثوري الكردي (سمكو خان شكاك) ، و تعتبر مدينة اورميه شرق كردستان معقل هذه القبيلة ،
زرار Zirar : و هي أيضا قبيلة كردية اصيلة معروفة في كردستان ،
زنكنة Zengene : و هي ايضا قبيلة كردية قديمة و اصيلة ، و يعود تاريخ هذه القبيلة الى اقدم العصور ، و هم موزعون في انحاء عديدة من كردستان و كذلك في العراق و ايران و افغانستان و غيرها ،
روزبيان Rojbeyan : و هي قبيلة كردية أصيلة قدمت فرع منها من منطقة دالاهو في محافظة كرمانشاه شرق كردستان ، و سكنت سهل نينوى ، و اليوم صار هذا الفرع جزءاً رئيسيا من قبيلة الشبك ،
إسماعيل وَند Simayîl Wend : و هي في الأصل فرع من قبيلة باجلان و لكنها الآن يعرفون كعشيرة مستقلة ضمن قبيلة الشبك ،
داويه ، داوده Dawê , Dawde : و هي عشيرة كردية اصيلة تعود اصولها لقبيلة كلهور الكردية الشهيرة ، و هم احفاد العيلاميين (مملكة إيلام) و الكاشيين (مملكة كردونيا) ،
كاكائي Kakeyî : و هم فرع من الكرد اليارسانيين استبدلوا دينهم الكردي اليارساني بالإسلام الشيعي ، و أسسوا الدولة الحسنوية الكردية (959م 1015م) التي كانت عاصمتها مدينة دينور Dînewer الكردية التاريخية و كانت حدود هذه الدولة تمتد من مدينة همدان الی مدينة كركوك ،
و يعتقد البعض ان الكاكائيين مازالوا يحتفظون بدينهم اليارساني بشكل سريّ و باطني لإسباب أمنية ، و لهم فروع في انحاء كثيرة من كردستان ، و لهم فرع بنفس الأسم ضمن قبيلة الشبك ،
تعرض أبناء قبيلة الشبك عبر العصور للظلم و التهميش من قبل الغزاة الذين حكموا كردستان ، و ذلك بسبب انتماءهم الكردي عرقياً و إنتمائهم الشيعي مذهبياً ، و قبل ذلك بسبب إنتماءهم الديني للأديان الكردية القديمة كالزردشتية و اليارسانية ،
فالولاة العثمانيون كانوا يمارسون ضدهم أبشع أنواع الظلم و الاضطهاد لكونهم شيعة ، و استمر هذا الظلم طيلة الفترات اللاحقة ،
فقد تعرض أبناء قبيلة الشبك الكردية لسياسة التعريب علی يد السلطات العراقية ، و عدم السماح لهم بذكر قوميتهم الكردية في تعداد سنة 1977م و تعداد سنة 1987م ، بل ان السلطات العراقية و في العام 1988م قامت بترحيل اكثر من 2000 عائلة من ابناء قبيلة الشبك من قراهم في سهل نينوی الى سهل حرير بمحافظة اربيل و سهل بازيان بمحافظة سليمانية ، بالاضافة الى اعتقال و اعدام العشرات من ابناء قبيلة الشبك بحجج الولاء للقومية الكردية و المذهب الشيعي ، و قد تعرض ابنائهم الى التهميش و الاقصاء و الاستبعاد من تولي اي من المناصب المدنية او العسكرية في الدولة العراقية .[1]