كاتب مسرحي كوردي ساخر من مواليد عامودا ( غرب كوردستان ) وهو أمين عام رابطة ( چارسم بگ ) للمثقفين المستقلين وعضو الجمعية الكردية اللبنانية للثقافة ، له مقالات وكتابات نقدية متنوعة نشرت في مجلات وجرائد محلية وعربية وكوردية، صدر له كتاب ، الشعر الساخر ( عطرك برائحة نوروز ) ومجموعة مسرحية ( الزمن الأحدب ) وكتاب ساخر (هكذا نهق چارسم بگ) ترجمة بعض أعماله إلى الكردية والتركيا، لمعرفته اكثر اجرينا لجريدة التآخي الحوار التالي .
حاوره : هوزان أمين
1- باختصار جداً ، كيف تعرف نفسك؟
لقد بلغت هذا العمر وأنا لا اعرف من أكون ، ولكن الذي أنا متأكد منه هو أنني لست من ملة البشر حتى لو كان لي شبه معهم في الجسد ، ولهذا استطيع القول أنني كل كلمة يخاف الآخرون نطقها ، ولا اعرف أكثر من ذلك عن نفسي .
2- من المعروف عنك انك كاتب ساخر ، وتكتب ( قصة – شعر ) بشكل درامي أو تراجيدي كوميدي ، حبذا لو تتحدث لنا من هذا الجانب ، و هل للبيئة التي ترعرعت فيها اثر كبير على تكوينك الأدبي واختيارك له؟
سخرية الحياة هي التي تدفعني إلى السخرية ممن يعتقدون أنهم يمارسون الحياة ، فالسخرية هي الطريق الأسرع إلى ما يمكن إصلاحه ، وقد يكون السير فيه موجعا أو متعبا ، بصراحة البيئة لا تعني لي شيئا فالمأساة الإنسانية واحدة أينما كانت .
3- صدر لك كتاب هكذا نهق چارسم بگ واغلب مواضيعها عبارة عن مقالات ساخرة ، أبطالها الحمير ، ويقال أيضا انك أسست جمعية للحمير في عامودا ، ما قصتك مع الحمير ، ولهفتك الوجدانية عليهم ؟
هذه حكايتها طويلة قبل أكثر من عشر سنوات ، كنت أفكر في هيئة تمثلني ، ولكن لم أجد ضالتي في الهيئات القائمة ، ومن هنا خطرت لي فكرة رابطة الحمير ، لأنني أجد نفسي أميل عفويا إلى فلسفة (جارسم بك ) وفحواها – اعمل الخير وارميه في البحر – جارسم بك هو الأب الروحي للحمير المبدعين ، الذي لا يفكر بدرجة التحصيل العلمي بقدر اهتمامه بحقوق الكائنات الحية ، خاصة ذاك الجنس المسكين من البشر ، وبالنسبة للإناث هناك استثناء حيث تقبل عضوية الأنثى بدون شروط ، ولا تسألني عن السبب ، وعلى هذا تقدمت بطلب رسمي إلى الجهات الأمنية في عامودا للحصول على رخصة للرابطة، ورفض الطلب بحجة أن الدولة لا تمنح مثل هذه التراخيص للحمير ،وهنا انقل عتاب حمير رابطتنا إلى الأستاذ عمر كلول ، لأنه أهان الحمير حين وضع كرافيتة في عنق تمثال جارسم بك في السليمانية .
4- أسستم الرابطة الثقافية الكردية في مدينة عامودا ، هل لك ان تتحدث لنا عن أهداف ونشاطات رابطتكم ؟
نعم نتيجة مناخ الحرية التي توفر لنا ، ونتيجة توالد الأحزاب دون أن تأتي بجديد ملموس يخدم المجتمع فكرنا نحن مجموعة من مثقفي عامودا بتأسيس رابطة ثقافية تساهم في نشر فكر وثقافة جديدة تناسب المرحلة التي نحن مقبلين عليها ، مع العلم أننا كنا موجودين قبل إعلان الرابطة ، ولكن للظروف الأمنية كنا نعمل سرا ، والرابطة تعمل على إعادة الوجه المشرق لعامودا وذلك بإحياء الثقافة والآداب والفنون وتشجيعها ، لإيماننا أن عودة الحياة الثقافية إلى عامودا سوف يكون رافدا للحياة الثقافية في منطقة الجزيرة وسوريا عامة ، وكذلك الرابطة تعمل على نشر ثقافة قبول الأخر وإشاعة روح الأخوة بين مكونات المجتمع ، على قاعدة عامودا تتسع لنا جميعاً ، وقد ساهمت الرابطة في تخفيف التوترات بين الأطراف السياسية حفاظا على السلم الأهلي ، وكذلك شاركت في الأنشطة المجتمعية ، وفي هذا الإطار قامت بإعداد حفل فني بعنوان أمام الكواليس وكان عملا مميزا بشهادة الحضور، بهذا العمل جسدنا اهداف الرابطة على ارض الواقع ، لأننا استطعنا الجمع بين الفرقاء المختلفين ، حتى أن الكادر الفني للعمل كانوا من أطراف متصارعة ولكنهم أصبحوا فريق واحد أثناء العمل .
5- هناك حراك ثقافي أدبي واضح، في جنوب غرب كردستان ، بعد الثورة التي عمت عموم سوريا ، كيف تقرأ الوضع الكردي ثقافياً في الواقع الراهن ، وكذلك ما ستؤول إليه في المستقبل ؟
لا اخفي عليك نتيجة القمع الذي مورس على حرية التعبير قرابة نصف قرن ، كان الجميع متعطشين إلى ممارسة حقهم في التعبير والنشر وإبداء الرأي ، ولهذا حين قامت الثورة ، تنفس الناس هواء الحرية ، وظهر حراك ثقافي إلى جانب الحراك الثوري ، وربما بشكل مبالغ فيه ، ولهذا تجد الغث والثمين ، كما الربيع يأتي بالزهور وكذلك بالأشواك ، وأظن بعد نجاح الثورة سوف تحدث عملية غربلة ذاتية ، والأصلح هو الذي سوف يبقى ، المستقبل سوف يكون مشرقا فالديمقراطية تفجر طاقة الإنسان الإبداعية .
7-أنت أيضا منهمك ، كما الجميع بشؤون وشجون الثورة في سوريا ، هل أنت متأمل لمستقبل واعد لسوريا، وكذلك للأكراد هناك ؟
رغم المآسي والكوارث التي تحدث، ورغم أن ولادة الربيع السوري باتت طويلة ، ورغم أن الشعب السوري يخوض بمفرده حرب عالمية ثالثة ضد دول الغرب قبل الشرق التي جميعا تحالفت مع الطغيان ، إلا أن الثورة منتصرة والولادة وشيكة ، ولا بد أن نستفيد من التجربة التونسية والمصرية ، حتى لا تأتي الانتخابات بدكتاتوريات دينية ، وإذا ما جاءت حكومة ديمقراطية فسوف تتحسن الأمور فالشعب السوري خلاق ، ولسوف يخرج من المحنة ، ولا بد من حل يرضي القومية الكردية .
8-كيف تقيم الوضع الكوردي في ظل هذه المعمعة والضوضاء الحزبية ، وعدم التوافق على الأهداف القومية ، بالرغم من اتفاقية اربيل وتأسيس هيئة كوردية عليا ؟
الوضع الكردي مزري بكل معنى الكلمة ، والخلاف ليس على الأهداف القومية ، بل على من يكون الديك ومن يكون الدجاجة ،ومن سوف ينال حصة الأسد ومن ينال حصة ...... وصولا إلى حصة ابن آوى ، أما كافة الهيئات التي تشكلت وكافة الاتفاقيات التي عقدت ، فلا معنى لها ، كونها لذر الرماد في عيون البؤساء من أمثالنا
8-آخر سؤال كنت تحب أن اسأله لك ، لم اسأله ، أو كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء ؟
قبل الثورة كنت أحب الحمير وبعد الثورة بت أهيم عشقا بها ، فقد بينت الثورة حقيقة البشر وحقيقة الحمير ، يعني كنت على صواب ، فالحمير لم تستغل الثورة للمتاجرة بالشعارات والنهيق من اجل زيادة حصتها من التبن والشعير واحتكار القاروط ، فقط هناك حالة استثنائية وهي انشقاق الشاعر زاكروس عثمان عن الرابطة ليس لمنافع مادية أو مصالح شخصية ، أو رغبة في كرسي رئيس الرابطة ، الذي لن أتنازل عنه ، حتى لو فني الحمير والبشر كلهم ، ولكنه انشق لقناعة فلسفية ، وأسس حزب الجن انترناشونال ، ولكن ثمة تعاون بيننا وبينهم ونحن نفكر بتأسيس هيئة عليا جنية –جحشية لا بشرية ، بينما البشريون تكالبو اوتقاتلوا وتذابحوا وتنافسوا من اجل حفنة يوروهات ، وباعو ا الشعب في العواصم القربية والبعيدة .[1]