أعلنت قوی الأمن الداخلي (اڵاساييش) عن انطلاق المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن في #مخيم الهول# لملاحقة الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم #داعش#، وذلك خلال بيان أدلت به صباح اليوم.
وجاء في نص البيان:
“لا يخفی علی الرأي العام المحلي والدولي الخطورة الدائمة المتصاعدة التي بات يشكلها مخيم الهول من حيث تحوّله إلی بؤرة لخلايا داعش والعائلات المرتبطة به وبيئة ملائمة يستفيد منها التنظيم الإرهابي في التجنيد واستقطاب العناصر المحتملة وبث الدعاية التحريضية لخلاياه الطليقة في سوريا والعراق والعالم، حيث باتت خطورته أوضح مع تزايد عمليات العنف الإرهابية التي ارتفعت شدتها خلال الفترة الماضية والتي نفذتها خلايا التنظيم بطريقة وحشية ضد قاطني المخيّم ومتطوعي المنظمات الإنسانية وأفراد قوی الأمن الداخلي، وكذلك محاولات الفرار وخطط الهجوم علی المخيم من الخارج والتي أحبطتها قواتنا الأمنية والعسكرية.
لقد كان السيطرة علی مخيم الهول الهدف التالي لإرهابيي داعش ضمن مخططه الأخير في السيطرة علی سجن الصناعة في الحسكة، حيث حاولت الخلايا الإرهابية داخل وخارج المخيم التحرك في العديد من المرات للهجوم وإحداث ثغرات في الجدران الأمنية وبواباته انطلاقاً من ممر يربط المناطق الشرقية لسوريا مع الحدود العراقية والبادية السورية وكذلك الحدود التركية، بالتزامن مع الهجوم علی سجن الصناعة، حيث ألقت قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية القبض علی الكثير منهم وأفشلت مخططهم الخطير، إلا أن هذا المخطط بقي سارياً بدرجة خطيرة خلال الفترة الماضية.
خلال العام الجاري، نفذت خلايا التنظيم الإرهابي 43 عملية إرهابية قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم من ضمنهم (14 امرأة وطفلين) وذلك ببنادق ومسدسات كاتمة للصوت أو بآلات حادة بعد تعذيب الضحايا ورمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي لإخفاء الجرائم، كذلك شهد المخيم نحو 13 محاولة خطف للقاطنين نفذتها خلايا داعش الإرهابية، وحالات أخری تركزت علی حرق الخيم بينما كان الضحايا نيام، وإتلاف المواد الإغاثية ومستلزمات المؤسسات الطبية والخدمية، والكثير من حالات إحداث الفوضی ومحاولة إزالة العوازل الأمنية المحيطة بالمخيم.
كان واضحاً تزايد العمليات الإرهابية في المخيم مع تصاعد التهديدات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تؤكد الإحصائيات المتوفرة للعمليات الإرهابية ازديادها في الأشهر التي واصلت فيها تركيا تهديداتها وهجماتها بوجود عدد كبير من متزعمي داعش و التنظيمات الإرهابية الأخری في المناطق التي تحتلها تركيا والذين يقودون العمليات الإرهابية في المنطقة وبشكل خاص في مخيم الهول والمناطق المحيطة به، حيث تؤكد الدلائل والوثائق وكذلك اعترافات الكثيرين من الإرهابيين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم استخدام تركيا كافة الأدوات المتاحة بما فيها الاستخباراتية والأمنية ومصادر التمويل للوصول إلی الخلايا الإرهابية في المخيم وخارجه بهدف ڕبطهم بشكل أقوی بالشبكات الإرهابية في المناطق التي تحتلها في شمال سوريا والحفاظ علی استمرار الرعب في المخيم لضرب الامن والاستقرار في المنطقة كافة.
مما لا شكّ فيه أن قواتنا قدمت تضحيات جمة لمنع تصاعد خطر التنظيم الإرهابي وخلاياه في المخيم، حيث أفشلت الكثير من عملياته الإرهابية من خلال الحملات الأمنية الدورية، وقدمت في سبيل حماية القاطنين العديد من الشهداء، وأكدت علی التزامها المبدئي واحترامها الكامل للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان علی الرغم من الأوضاع الاستثنائية التي لا تزال تواجهها قواتنا ضد خلايا التنظيم الإرهابي الذين يستغلون الظروف الإنسانية في المخيّم ويتخفون بين النساء والأطفال وفي أنفاق كشفتها قواتنا مراراً ضمن التجمعات السكنية.
لقد ساهم عدم وجود خطة دولية واضحة لحلّ هذه المعضلة، وإلقاء العبء علی قوی الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة الذاتية في تعاظم خطورة المخيم علی قاطنيه والمحيط وكذلك تشكيل الخطورة التقديرية علی جهود مكافحة الإرهاب بشكل عام، لذا ومن هذا المنطلق فأننا نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الأوضاع الأخيرة التي وصلت له درجة خطورة المخيم، التغاضي الدولي عن شبكات التواصل والتمويل التي تربط الخلايا الإرهابية مع متزعميها في المناطق التي تحتلها تركيا وتنطلق منها الخطط الإرهابية. وعلی هذا الأساس، فأننا في قوی الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وبدعم ومساندة من قوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش نعلن انطلاق المرحلة الثانية لعملية الإنسانية والأمن في مخيّم الهول لملاحقة الخلايا الإرهابية لداعش وتجفيف الموراد والظروف المساعدة لهم وحماية القاطنين من شرهم وإرهابهم.
إن هذه العملية طال انتظارها وتمّ تأجيلها بسبب الهجمات والتهديدات التركية الأخيرة، حيث سنواجه في المنطقة والإقليم والعالم الكثير من المخاطر الأمنية إن لم نتحرك اڵان، واڵان فقط، ومن هنا ندعو كافة الدول والتنظيمات المعنية إلی القيام بواجباتها وتقديم الدعم الكافي للقاطنين في المخيم لحين انتهاء العملية والوصول إلی أهدافها. تجدد قواتنا مرة أخری تأكيدها علی التزامها بقوانين ومواثيق حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تنظّم آلية التعامل الأمني مع البيئات التي تتخفی فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها الإرهابية”.[1]