بعيداً جداً عن مسقط رأسها، وفي كنف عائلة كلو الوطنية والتي قدمت 15 شهيداً، ولدت #جينا أميني# من جديد، لتستمر مسيرة الحرية في #كردستان#، ولتتحول الحدود التي وضعها الأعداء إلى خيوط واهنة تمزقها رياح انتفاضة وإرادة الشعب الكردي.
في بادرة لا يمكن القول سوى أنها كانت متوقعة، من عائلة عرف عنها تفانيها ووطنيتها، أطلقت عائلة كلو في مدينة #قامشلو# اسم جينا على مولودة جديدة للعائلة، تيمناً بالفتاة الكردية جينا أميني من روجهلات كردستان التي قتلت على يد النظام الإيراني.
عائلة كلو، عائلة وطنيّة من مدينة قامشلو. وقد قدّمت 15 شهيداً وشهيدة في مسيرة النضال في سبيل الحرية. آخرهم كان الشهيد محي الدين كلو الذي ارتقى في 9 آب 2022، فيما سبقه إلى الشهادة جده الشخصية الوطنية المؤثرة يوسف كلو وحفيداه مظلوم ومحمد اللذان كانا مقاتلين في واجب الدفاع الذاتي؛ فقد استشهدوا في هجومٍ نفّذته مسيّرة تركية في حي الهلالية في قامشلو في 9 تشرين الثاني عام 2021. ومع كلّ شهيد تعزز عائلة كلو ولائها لقيمها وقضيتها الوطنية وتعاهد بتصعيد النضال والمقاومة.
وكما وحّد الشهداء أجزاء كردستان الأربعة؛ فإنّ الأمهات الكرديات اللواتي تطلقن أسماء الشهداء على أبنائهن توحّدن أيضاً بين الأجزاء الأربعة. ومرّةً أخرى، أخرى تجدّد عائلة الشهيد يوسف كلو التي أصبحت رمزاً للوطنية تبنّيها للقيم المقدّسة المتمثّلة بارتباطها بأرض كردستان وشهدائها من خلال مقاومتها التاريخية. فقد أطلقت العائلة على 3 مواليد حديثة في العائلة أسماء الشهداء الثلاثة؛ مظلوم ويوسف وجينا.
اُعتقلت الفتاة الكرديّة جينا أميني في ال 13 من أيلول المنصرم من قبل السلطات الإيرانية بزعم عدم ارتدائها للحجاب بشكلٍ صحيح وكشفها لشعرها ثمّ قُتلت تحت التعذيب.
استشهاد جينا أميني أشعل انتفاضة شعبية في روجهلات كردستان وإيران وانتشر صداها في جميع أجزاء كردستان والعالم، وخاصة في روج آفا التي تعيش حالة ثورة منذ عقد من الزمن وضحى العشرات من أنباء جميع أجزاء كردستان بدمائهم خلال مسيرة الثورة.
’جينا أميني ستبقى حية معناً دائماً‘
هيفين فرمز حسين، وهي والدة المواليد الثلاثة، حول سبب إطلاق اسم جينا على مولودتها: عندما سمعت بمقتل الفتاة الكردّية جينا أميني في روجهلات كردستان بشكلٍ وحشيّ على يد النظام الإيراني، قلت إنّ عليّ القيام بإحياء جينا أميني في روج آفاي كردستان. ولهذا أسميت ابنتي بجينا وقلت؛ فليدرك العدو جيّداً أنّه لا يمكن القضاء على المرأة الكردية بالقتل وأنّ جينا أميني ستبقى حيّةً معنا دائماً.
’قضية الشعب الكردي واحدة، لأنّ كردستان واحدة‘
لم يكن إطلاق اسم جينا على المولودة الجديدة، مجرد تسمية طفلة باسم جديد، بل أن العائلة تدرك تماماً لفحوى الرسالة التي تحملها والقضية التي تلتزم بها.
قول جدّ الأطفال الثلاثة، أحمد كلو حول الموضوع: أنجبت زوجة ابني طفلين وطفلة. وقد قمنا بتسميتهم بأسماء الشهداء حتّى قبل ولادتهم. قلنا إنّ كانوا صبياناً سنسمّيهم باسم جدّهم يوسف والشهيد مظلوم لأنّهما استشهدا معاً. وبعد ولادتهم قلنا سنسمّي الصغيرة باسم فتاة روجهلات كردستان جينا لأنّ جينا أميني هي فتاةٍ كرديّة وشهيدة من شهداء كردستان الذين استشهدوا على يد الظالمين والنظام الإيراني الفاشي. إنّ جينا أميني قائدة انتفاضة روجهلات كردستان. وبالنسبة لنا كعائلةٍ كرديّة لا وجود للحدود، لا باشور ولا باكور ولا روجهلات ولا روج آفا.
وأشار أحمد كلو إلى أنّه منذ بداية تقسيم كردستان ووضع الحدود بين مناطقها وحتّى الآن؛ اندلعت ضدّ هذه الحدود 28 انتفاضة كردية وقال: نحن لا نقبل بهذه الحدود. إنّ ارتقاء أي شهيد اليوم في سبيل قضية الشعب الكردي في أيّ جزءٍ من كردستان يعدّ شهيداً لأجزاء كردستان الأربعة. إنّ قضية الشعب الكردي واحدة، لأنّ كردستان واحدة. لقد تمّ تقسيم كردستان من قبل الدول المهيمنة.
واختتم أحمد كلو حديثه قائلاً: كنّا قد وعدنا بأنّه لو ولد أطفالٌ حديثون في عائلتنا بعد استشهاد العم يوسف فسنمّيهم باسم يوسف والشهيدين اللذين استشهدا معه. لقد أوفينا بوعدنا وسنتمسّك بقيم وطننا حتّى النهاية.
(ر)
ANHA
[1]