روناهي/ الدرباسية –
رأت الإعلامية “جيلان رمضان”، أن الإعلام في منطقة الشرق الأوسط لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب في التعامل مع قضايا المرأة، وأشارت، إلى أن الإعلام في شمال وشرق سوريا يحاول أن يلعب دوراً ريادياً في هذا الاتجاه، إلا إنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب.
لا تزال قضية المرأة وتحررها، تعدّ من القضايا العالقة دون حل جذري في منطقة الشرق الأوسط؛ وذلك لانتشار العقلية السلطوية في هذه المنطقة، ومن ضمنها سلطة الرجل، وقد هيمنت المفاهيم المتعلقة بهذه العقلية على جوانب الحياة كافة، السياسية منها والاقتصادية، والعسكرية، ومن ضمنها الإعلامية، فالإعلام في الشرق الأوسط، لا يزال يعدّ الرجل هو المحرك الأساسي في المجتمعات، ويظهر المرأة شيئاً تابعا له، ويجب ألَّا تخرج عن أمرته.
ولكن، مع انطلاق ثورة شمال وشرق سوريا، تغيرت العديد من المفاهيم الخاطئة، التي كانت سائدة حتى عشية انطلاق الثورة، وقد كان لهذه الثورة دور رئيسي فيها.
ومن جملة المفاهيم، التي غيرتها ثورة شمال وشرق سوريا، هو مفهوم التعامل مع قضايا المرأة، حيث أن #الإدارة الذاتية# الديمقراطية، التي تمخضت عن هذه الثورة، سنت العديد من القوانين والتشريعات، التي تعكس حقيقة المرأة عضواً فعالاً في المجتمع.
دور الإعلام بعد الثورة
يعد الإعلام من أهم الأدوات، التي يمكن أن تساهم في تحقيق النقلات النوعية في المجتمعات، وقد تجسد ذلك جلياً في المؤسسات الإعلامية العاملة في شمال وشرق سوريا، حيث خطا الإعلام خطوات جدية في هذا الاتجاه.
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا مع الإعلامية جيلان رمضان : “تواجه النساء العديد من الصعوبات في منطقتنا، وذلك جراء العادات والتقاليد المسيطرة على مجتمعاتنا، والتي أنتجت العنف ضد المرأة، والذي راح ضحيته الآلاف من النساء والفتيات، إضافة إلى تجريد المرأة من حقوقها الطبيعية التي تتمثل في الإنسانية والمواطنة، حيث جردت المرأة إلى حد كبير من العمل، وقد حصروها في أعمال محددة صُنفت على أنها أعمال نسوية، كالخياطة وتصفيف شعر الفتيات….إلخ، علاوة على حصرها في المنزل كآلة لإنجاب وتربية الأطفال، والقيام بأعمال المنزل، ولكن واقع الأمور عكس ذلك تماما، حيث أن المرأة بإمكانها العمل في مختلف المجالات، كالمجال السياسي والعسكري والدبلوماسي، وغيرها من الأعمال، التي حُرم على المرأة العمل ضمنها، فقط كونها امرأة”.
وأعربت:” إن الإعلام يعاني من نقص في التعامل مع قضايا المرأة، حتى تلك الوسائل الإعلامية الخاصة بطرح قضايا المرأة، لم ترتقِ حتى اليوم إلى المستوى المطلوب، الذي يخوله لعب دور في حل هذه القضايا، ويعود ذلك إلى تعامل هذه الوسائل الإعلامية بسطحية مع قضايا المرأة، في الوقت الذي تتطلب فيه قضايا المرأة عمقاً في طرحها، والمطلوب من الوسائل الإعلامية، هو هذا العمق في الطرح، وكذلك تقديم حلول مناسبة وجذرية لهذه القضايا، لأن الإعلام اليوم يعدّ من أهم وسائل التأثير في المجتمعات.
خصوصية شمال وشرق سوريا
جيلان أردفت، “أنه خلال سنوات الثورة في شمال وشرق سوريا، وبفضل الحرية الإعلامية، التي مُنحت في ظل هذه الثورة، استطاع الإعلام في شمال وشرق سوريا، أن يتناول قضية المرأة بشكل أكثر جدية وأكثر جذرية، حيث بالاعتماد على الفكر، الذي قامت عليه هذه الثورة، استطاعت الوسائل الإعلامية أن تكون مرآة المرأة في شمال وشرق سوريا، واستطاعت أن تبرز المرأة كياناً مستقلاً، ولكن، بالرغم من هذه الخطوات، إلا أن الإعلام في المنطقة لم يستطع تقديم حلول جذرية لهذه القضايا، أي أن مساهمة الإعلام لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم القضية المطروحة”.
وعن العادات والتقاليد تحدثت جيلان: “لا يزال ظهور المرأة الإعلامي يعدّ جريمة لدى شريحة واسعة من المجتمع، والكثير من النساء اللاتي ظهرن على الوسائل الإعلامية واجهن العنف من قبل محيطهن، لذلك يجب على الإعلام أن يمتلك أدوات قادرة على كسر هذا النوع من التفكير، والذي منع المرأة من الظهور الإعلامي لطرح مشاكلها، وهذا يتطلب التعاون بين جهات عديدة أبرزها الإعلام والقضاء، حيث يجب أن يكون هناك تعاون بين هذين السلكين، بحيث يحمي القضاء المرأة من أي عنف، يمكن أن يمارس ضدها لظهورها الإعلامي”.
الإعلامية جيلان رمضان اختتمت حديثها بالقول: “ما ذُكر أعلاه يتطلب جهداً كبيراً، وفي هذا الإطار يجب تنظيم الدورات التدريبية للإعلاميين والإعلاميات في شمال وشرق سوريا، لتعريفهم بحجم قضية المرأة، التي هم بصدد تناولها والتعامل معها”.[1]