دراسات في الجغرافيا والاثنوغرافيا الشرقيتين – كتلة جبل سمعان ويزيدية سوريا – الجزء الثالث
تأليف : الأب هنري لامنس
الترجمة عن الفرنسية : الدكتور عبد الجليل العبود
” القرى اليزيدية في عفرين وجبل سمعان بين الاندماج والأسلمة ”
القرى اليزيدية ها هي قائمة بأسماء القرى التي يسكنها الآن اليزيديون. أُعدَّت بناءً على المعلومات المأخوذة من حلب ومن عرشقيبار, وبناءً على مذكرات الأب دو فونكليير. وعلى معظم هذه البلدات يمكن أن نكرر ملاحظة السيد شاپو التالية بخصوص قيمار: “لا تشير إليها أية خارطة”.
القرى اليزيدية:
– باشمرة :(Baśamra) المقطع الصوتي الأول «با» هو اختزال معروف ل «بيت». قارن ذلك أدناه ب باشوفان.
– بَراد (Barad): تُلفَظُ أيضاً بَرَدة: لا توجد فيها منازل ثابتة؛ لكنْ هنالك من خمس إلى ستّ خيام منصوبة على الأنقاض؛ واسم برَدَة يُذكِّر ب برَدَى كما يكتبها ياقوت” من قرى حلب من ناحية السهول (I, 558, 5). وبردة لاتزال موجودة في الجبل لكن على ارتفاع منخفض. لنقارنها فيما يلي ب قرزاحِل التي أيضاً وصلها ياقوت الحموي بسهل العمق, أو بسهل جومة الذي لا يبعد كثيراً عن بردة, وأنا أجنح لتشبيه بَرَدَة هذه ب بَرَدَى ياقوت, الجغرافيّ العربيّ.
– باتوفان (Bâtoûfan): الضبط الصحيح لهذا الاسم يضمنه اللفظ العربي الذي يعتمده الأب دو فونكليير في قائمته. يضمنه أيضاً الشكل الذي ورد في وثائق القرون الوسطى وهو بيتوفان. وحده الشكل بشوفان أفضى إلى بيتوفان في الكتابة الصوتية. في الوقت الحاضر نلفظ بَشوفان وكأنّ الكلمة تُقسَمُ إلى مقطعين صوتيين بَ + شوفان وهو طبعاً اللفظ المعتمد في سالنامة[1] عام 1324 هجريّ. يوجد في القرية من 30 إلى 40 بيت متقن البناء, وهي من أكثر قرى الجبل ازدهاراً, إذ يمكن مقارنتها ب بيسادان وبيفادان وبارسولدان.
– برج كاي (Borģ Kai): راجع خارطة الجغرافي ريشارد كييبير[2].
– كفر نبو (Kafar Nabô): لا يوجد سوى بيت واحد مسكون. سبق ذكر هذه القرية من قبل المؤلفين العرب.
– برج القاس(Borģ al-Qâs) : وليس برج الهاس (Bordj el-Hâss) أو برج القاز.
– كبيشين (Kebbâśîn): تُكتب بالكاف وليس بالقاف حسب ما نقلها فون كليير وتم تدقيقه من قبلنا في حلب. لا أجدها على الخرائط. لكن ينبغي تمييزها عن تل قباسين.
(Tall Kabbâsîn)الواقعة شمال شرقي حلب بين هذه المدينة وبزاعة وفي الاتجاه نفسه تشير خارطة كييبير إلى خرابة باسم(Kubbesîn) قد تكون هي المكان نفسه الذي تقع عليه(Tall Kabbâsîn) قباسين الحالية. وكباشين (Kebbâśîn) تطابق تماماً كبيشين (Kbeshîn) السيدة بيل[3]. في السالنامه, تُكتَبُ أيضاً كباشين التابعة ل قائمقامية جبل سمعان.
– كيمار(Kîmâr) : يوجد فيها من 25 إلى 30 منزل تامة البناء, نصفها يزيدية.
– كوكبه (Kaukabâ): نصفها إيزيدية. اسمها يذكرنا ب كوكبي الأخطل. هذه الأخيرة تقع في مركز سوريا أو ربما في بلاد الرافدين. أما كوكبه التي نحن بصدد ذكرها فهي تقع في سهل جومه. تُكتب في السالنامه كوكبه, وتُعَدُّ من بين محلات مديرية جومه التابعة ل قائمقامية كلس.
– فافرتين(Fafartîn) : تشير السيدة جيرتريد بيل إلى وجود يزيديين في هذه القرية (ص. 274-282).
– صوغانة (Şõûgâna): تُكتب صوغانى.
– سرقانيا (Şorqanaiâ): أو Şorqanié. تكتبها السيدة بيل Şurkanyâ (ص. 281).
– ياير:(yâir) الأب دو فونكليير الوحيد الذي أشار إليها؛ ليست معروفة لا في حلب ولا عند اليزيديين. قد تكون نفسها ياكير Yâkir الواقعة بين معرة وكفر باسين. لكن لم تشر السالنامه إلى اسمٍ من هذا القبيل.
– زوق الكبير (Zoûq al-Kabîr): ضيعة من 4 إلى خمس أكواخ مبنية من مواد قديمة و فيها نفس العدد من الخيم.
– زوق الصغير: تذكر السالنامة فقط زوق الكبير.
– طُرند أو تُرند (Turund): نصفها يزيدية. تُكتب في السالنامه طورندة وتتبع مديرية جومه. قد يكون ميشيل السوري هو من سماها طورندة. تقع مباشرةً قبل جرجوم[4] عاصمة المَرَدَة[5] في منطقة الأمانوس.
– شادر: (Şâdir) أو Şîa -ad dairومنها الادغام الكردي Şâdir. تحتوي فقط على بضعة بيوت يزيدية.
– قجوما (Qogoûmâ): نصفها يزيدية. قد تكون قجمان التابعة لمديرية جومه
– عرش و قيبار (Arśé-wa-Kibâr): يسكنها القره باش حصرياً. تحتوي على ما يقارب خمسين بيتا وخيمة. وهي مكونة من تجمع قريتي: عرشه و قيبار (مذكورة في السالنامة على شكل عرشه قبار بدون واو بينهما). و نعتقد أنها Arcicant المذكورة في مصادر الفرنجة و التي أهدتها سيسيل دو فرانس (أرملة تانكريد) ل بونس (كونت طرابلس حينها) مهراً أثناء زواجها منه. يجدر الذكر أن هذا الأخير قد غزا قديماً جبل(ليلون) سمعان.
– قطمة (Qațmâ): نصفها يزيدية.
– قسطل (Qașțal): «قرب معرين» وهي العلامة المكانية التي زودنا بها االيزيديون. هذه القرية غير موجودة على الخرائط. تُكتَب قسطل, والاسم يتردد كثيراً في الجغرافية السورية.
– سنكان (Sinkân): موقعها غير معروف.
– جومكي (ĠoumKé): في سهل جومة. غير مسجلة في السالنامه.
– فقيران (Fakîrân): في سهل جومة, قرب الشيخ عبد الرحمن, محاذاة طريق حلب-إسكندرونة.
– قوربه (Qorbé): في سهل جومه. غير مسسجلة في السالنامه.
– كفر زيت (Kafr-zît): في سهل جومة. غير مسجلة في السالنامه.
– فُرينيه (Forainiyé): في سهل جومة. غير مسجلة في السالنامه. شكل الاسم غير مؤكد.
– أبو كعب (Aboû Ka ̍b): في سهل جومة. يكتبها كييبير Aboû Ka ̍be.
مسجلة أبو كعبية في السالنامه.
وفق التحريات التي أَجريناها في عرش قيبار, كان عدد الأبنية اليزيدية سابقاً أكبر من الآن بكثير. خصوصاً أنهم كانوا يمتلكون سهل جومة بأكمله. وأغلب حالات التأسلم (التي على الأرجح تمت طوعاً) لا يتجاوز عمرها النصف قرن. يظهر ذلك بشكل صريح في القائمة السابقة من خلال عبارات مثل: “بعض البيوت اليزيدية, نصفها يزيدية…”. وها هي قائمة أخرى بأسماء القرى اليزيدية القديمة التي أصبحت مسلمة, قائمة يمكن القول أنها مفتوحة.
فالحذر الذي كان ينتابهم ونحن نكتب على لسانهم جعل القره باش من سكان عرشقيبار يمتنعون عن إعطائنا مزيداً من المعلومات الخاصة سواءً بضبط شكل المفردات أو بتحديد المواقع الجغرافية بدقة. وهذا ما يُفسِّر الشكوك التي سنصادفها خلال مسارنا القادم.[1]
[1] كلمة مكونة من مقطعين من أصل فارسي, إلا انها اُستخدمت في التركية العثمانية, حيث كلمة «سال» تعني السنة, و«نامة» تعني الكتاب أو الكتيب, لذا يُقصد بها الكتاب السنوي أو التقويم السنوي.
[2] Richard Kiepert جغرافي ألماني 1846- 1915.
[3] جيرتريد لوثيان بيل, مؤرخة ودبلوماسية إنكليزية, المصممة الأولى لخارطة العراق زمن الاحتلال الإنكليزي. وُلدت في ولاية واشنطن ب إنكلترا عام 1868 وماتت ودُفنت في بغداد 1926.
[4]– مدينة جرجوم بضم الجيمين تقع في جبال الأمانوس شمال أنطاكية. الجراجمة هم أهالي جرجوم وهي مدينة في الجبل الأسود بين بياس وبوقا.
[5]– المردة هم مجموعة سكانية موطنهم الأصلي المناطق المحيطة بجبال الأمانوس[5]. ظهروا كشعب قاوم الأمويين في مناطق الثغور. لا يُعرف الكثير عن أصلهم غير أنه من المرجح اعتناقهم المسيحية الميافيزية, ويرجح مؤرخون أن يكونوا مجموعة أرمنية أو إيرانية.