على امتداد التاريخ ساهم كرد العراق مساهمة فعالة في بناء حضارة العراق منذ العهد الآشوري وماتلاه وحتى قيام الحضارة العربية والاسلامية وتأثيرها على العراق وبروز قادة من الكرد ساهموا في توطيد دعائم الاسلام وانتشاره. ذلك ان الكرد دخلوا الدين الاسلامي طوعاً مما يدل على تفهمهم لأسس الحياة وتطور المدارك ليتقبلوا الديانة الاسلامية مع وجود ديانات عريقة موغلة في القدم في المنطقة من اهمها الديانة الزردشتية (دين الكرد القديم) والمسيحية واليهودية.
ان الكرد بشكل عام والكرد في العراق بشكل خاص يتمتعون بكل مقومات الاستقلال والوعي والنضوج الثقافي والفكري وحقهم في التطلع نحو حياة تليق بهم، فقد كانت هناك آمال وتطلعات تعيش في نفوس شباب الكرد ,تشكل نزوعاً نحو الاستقلال والحرية وتحقيق الأماني المشروعة للشعب الكردي لما يتمتع به من مقومات اجتماعية ولغة مشتركة وتاريخ مشترك وارض مشتركة.
ونظرة فاحصة ومنصفة لقضية الشعب الكردي توضح بان الكرد لم يكونوا دخلاء على هذا الوطن ولا جاءوا قبائل وافواجاً من المجهول ولم يكونوا اقواماً طارئين او دون اساس وروابط تربطهم بهذه الارض. فقد كان الكرد في العراق على الدوام ومنذ ان وطأت اقدام الانسان الارض في العراق وهنا نتساءل كما يتساءل الكثيرون لماذا ترفض بعض الاحزاب القومية العراقية ودول الجوار حقوق الكرد ورسم مستقبلهم بانفسهم؟ اليس الكرد امة كباقي الامم لهم تاريخ مشترك ولغة مكتوبة واحدة وعادات وتقاليد واحدة..؟ اليس لهم الحق في تقرير المصير الذي نصت عليه المواثيق الدولية كباقي الأمم..؟ لماذا تعطي دول الجوار حق الانفصال للقبارصة الاتراك عن القبارصة اليونانيين ويعطون الحق للشعب الفلسطيني في تقرير المصير ولشعب شيشان الحق في الانفصال عن روسيا بينما هذا الحق محرّم على الكرد..؟
ومع ذلك لقد صرح الكرد مراراً بانهم لا يريدون الانفصال وانما يريدون حقوقهم القومية ضمن العراق الموحد الفدرالي.
ستبقى القضية الكردية الى امد بعيد الهاجس الذي يؤرق ويربك بعض الضمائر والعقول من خلال ما زرعته الأفكار الشوفينية والدراسات ذات النهج الواحد والازدواجية في الطرح والمناقشة وما خلفته الأفكار الاستغلالية او النظرات القومية المتبلدة، وستبقى قضية الكرد وحقوقهم المحنة التي تؤرق ليالي بعض المتعصبين والمنقادين الى نهج احادي مبتلين بعقدة القومية الاسمى والاعلى التي تسيطر على الذات والاعتقاد، ذلك لان المتلبس بعقدة السمو لا ينظر للأمور الاّ من الاعلى وتلك هي المحنة الانسانية.
وهنا نسأل ما معنى ان يوضع شعب تحت الشك والريبة في ولائه وهذا السلوك استمر في عهد صدام وهي سياسة منهجية واجراءات عسكرية وامنية كان يشرف عليها صدام مباشرة ضد الكرد بالدرجة الأولى ثم #التركمان# وكلدواشوريين في المقام الثاني. وتشاء الأحداث تشجيع احزاب وفئات سياسية تركمانية في التوجه نحو التحالف مع ساسة وشيوخ ومنفذي هل يقصد قلة من القوميين العرب العنصريين لبناء معادلة ترد الاعتبار لمنهج الريبة حيال الكرد ويعرقل برنامج تطبيع الاوضاع في المدينة وخطة الاستفتاء بذريعة ابقاء #كركوك# مدينة للتآخي في الوقت الذي لم يكن احدا ليتحدث طوال عقود الصهر والاجلاء والتعريب كما يتحدثون الآن بحمية غريبة عن كركوك كمدينة للتآخي ولا عن كركوك كرمز للوحدة الوطنية العراقية.
لقد رد مندوب النظام السابق نزار حمدون على احتجاج فرنسي حيال اعمال التهجير القسري في كركوك بالقول (انها اجراءات ادارية تمليها دواعي تنظيم الشؤون الاقتصادية والزراعية وتطوير المنطقة..) (كركوك هذه شهادتي. عبدالمنعم الاعسم).
بين الكرد والتركمان
اني اتذكر وقد أوردت ذلك في مؤلفاتي الخاصة بالسليمانية (انه لم يخدم من المسؤولين الاداريين من المتصرفين (المحافظين) طوال عمر مدينة السليمانية واقولها ولحد الآن هذه المدينة كما خدمها وعمرّها (المحافظ) عبدالمجيد اليعقوبي (وهذه الاسرة تعتبر نفسها تركمانية) عندما كان متصرفاً في لواء (محافظة) السليمانية من الفترة بين 1937-1939 وقد كانت الحكومة العراقية في ضائقة مالية شديدة ومع ذلك قام اليعقوبي بمد شارع مولوي الحالي الذي سميّ في وقته (جادةى تازه- الشارع الجديد) وبناء الحديقة العامة (باخى كشتى) وبناء دار المتصرف (المقر الحالي لرئاسة الجامعة) وشارع السجن وتشجيع الاثرياء ببناء أبنية على الطراز الحديث (بالنسبة الى ذلك الوقت) وقام من الناحية العمرانية باصلاحات في كافة انحاء اللواء (المحافظة) شاخصة آثار بعضها لحد الآن. كما قام (شامل اليعقوبي) عندما كان رئيساً لبلدية كركوك باداء وتقديم افضل الخدمات الى مدينة كركوك يتذكرها المعمرون لحد الآن.
ومن الناحية الادارية: فكان الموظفون التركمان وخاصة من الشرطة من أسرة (آوجي ونفطجي وقيردار..) يخدمون السليمانية واني اتذكر (العريف الشرطي سعيد ساقي) الذي ظل لفترة طويلة في السليمانية وصلاحياته (نظراً لقلة خريجو المدارس والكليات المهنية) واسعة وهو منسجم مع الاهالي بالرغم من لكنته التركمانية غير الواضحة.
لقد توالى الاداريون بين التركمان والكرد في اربيل (مصطفى اليعقوبي كمتصرف في اربيل) والمرحوم سعيد قزاز (متصرف في كركوك) و (اللواء الركن عمر علي) وكيل متصرف في السليمانية بالاضافة الى الموظفين الآخرين من رؤساء الدوائر والمدراء والحكام...). يضاف الى ذلك التزاوج والمصاهرة بين الأسر الكردية والتركمانية وكنموذج وبقدر معلوماتي أن احد افراد الأسرة البابانية المرحوم عبدالقادر بهجت بابان (كفري) تزوج من بنت من أسرة قيردار المعروفة... كما ان المرحوم الشيخ حبيب الطالباني احد وجهاء كركوك المعروفين تزوج من (شكره خان) من آل اليعقوبي وهكذا... وقد أوردت هذه الأمثلة وغيرها كثيرة بالعشرات تمثل حسن العلاقة والأخوة بين التركمان والكرد في العهد الملكي (بصورة خاصة).
اما في العهد العثماني الأخير فقد حافظوا على حقيقة كون كركوك مدينة يتعايش فيها الكرد والتركمان بالدرجة الأساس الى جانب الأقوام الأخرى لذلك اسندوا منصب رئاسة البلدية (وهو منصب حساس) الى الكرد وبعض المرات الى التركمان وكذلك المناصب الاخرى.
التوجه السياسي للتركمان
تعمل في الساحة السياسية للتركمان اعداد من التنظيمات السياسية المختلفة. فالتركمان السنة يفضلون ارسال ابنائهم الى تركيا بغية اكمال دراساتهم الجامعية فيها فحصل الكثيرون منهم على شهادات جامعية ونشطوا بعد عودتهم في الدعوة (للتركمانيزم-تركيزم) وبينهم عدد من الشباب الذين يقودون حالياً بعض الاحزاب التركمانية القومية وهم بصورة عامة يميلون الى اليسار. لذا نشط الحزب الشيوعي في انشاء خلايا حزبية بينهم منذ العهد الملكي وبصورة عامة ان التركمان السنة يميلون بمشاعرهم الى تركيا والتركمان الشيعة الى ايران منذ الاطاحة بنظام الشاه وتبؤّا رجال الدين السلطة فيه منذ بداية عام 1979.
ومن المؤسف ان اوساطاً من الفريقين كانت تعمل بصورة او بأخرى على تحريض احدهما ضد الآخر. والشيئ الذي يجب ان ينتبه اليه القادة السياسيون للتركمان هو ان مصلحة ابناء جلدتهم تستلزم العمل من اجل تقوية روح التآخي فيما بينهم، وكذلك بينهم وبين الكرد لأنهم يعيشون معاً على هذه الرقعة التي تسمى تاريخياً وجغرافياً بكردستان. اما التوجه يعكس ذلك فلن يؤدي الاّ الى اثارة روح الكراهية والشقاق والعداء، والتجارب المرة في الماضي تؤكد ذلك. (منطقة كركوك ومحاولات تغيير واقعها القومي. د.نوري الطالباني).
يقول لورد ايفبري رئيس مجموعة حقوق الانسان في البرلمان البريطاني لندن 1995 في مقدمة لكتاب (منطقة كركوك ومحاولات تغيير واقعها القومي للدكتور نوري طالباني.. يقول لقد قدم الدكتور طالباني خدمة قيمه للعالم في كشفه عن سياسة التطهير العرقي التي مارسها نظام صدام ضد ابناء الشعب الكردي في منطقة كركوك.. ان هذه الجريمة يجب ان تضاف الى قائمة الجرائم الاخرى التي ارتكبها صدام ضد الانسانية. ونأمل ان يأتي يوم يدفع فيه ثمن ما ارتكبه من جرائم بحق الجميع. وبالفعل لقد دفع صدام ثمن هذه الجرائم وهذا مصير كل ظالم سفاك.
اقول: يمكن الاعتماد على كتاب د.نوري الطالباني ذلك بسبب انتمائه الى المنطقة ولمدينة كركوك بالذات ومتابعته للممارسات التي باشر بها النظام العراقي.. فضلاً عن انها كانت تمارس وتنفذ علنا وجهارا وتصدر بشأنها قرارات رسمية تنشر في الوقائع العراقية.. بالاضافة الى اطلاعه على العديد من الوثائق الاخرى السرية بما فيها الاحصاءات عن العراق والمنطقة، لقد بلغ عدد نفوس ابناء عشيرة العبيد بعد عشر سنوات من توطينهم في سهل الحويجة حوالي احد عشر الف نسمة وذلك بموجب احصاء عام 1957... وقد بلغ مجموع العشائر العربية المتوطنة في ناحية الحويجة (27705) نسمة بموجب احصاء 1957.
ويقول د.طالباني (من المؤسف ان ابناء هذه العشائر العربية الذين تم توطينهم في سهل الحويجة منذ اواسط الاربعينات ساهموا باستثناء عدد قليل من رؤساء عشيرة العبيد وفي مقدمتهم الاخوان الحاج ناظم العاصي والشيخ مزهر العاصي في الهجمات المسلحة التي شنها الجيش العراقي على القرى الكردية عام 1963 ومابعده.. ذلك ان علاقات رؤساء العبيد كانت بصورة عامة جيدة مع الكرد وقد تبين ذلك بوجه خاص في وصول وفد من تلك العشيرة الى مدينة السليمانية عام 1922 برئاسة الاخوين الشيخ حسين والشيخ علي العاصي، لتقديم التهاني الى الشيخ محمود الحفيد بمناسبة عودته من المنفى وتشكيله لحكومة كردية وقد وصل المدينة في الوقت نفسه وفد من جميع العشائر الكردية في منطقة كركوك للغرض نفسه.
ويستطرد د.نوري الطالباني قائلاً اكد هذه الحقيقة ايضاً الشيخ مزهر العاصي للاديب الكردي عبدالله سراج، عندما كان يعمل في سلك التعليم في مدرسة الحويجة في بداية الستينات الذي اخبره انهم استشاروا الشيخ محمود وحصلوا على موافقته قبل استقرارهم في سهل الحويجة بعد اكمال مشروع الري فيه في اواسط الاربعينات لانهم يعتبرون المنطقة جزءاً من كردستان.. ثم يضيف السراج انه وجد في ارشيف مدرسة الحويجة الابتدائية للبنين التي كان يتولى ادراتها بنفسه تعاميم رسمية صادرة عن (مفتشية عموم كردستان) تحمل توقيع المرحوم رفيق حلمي مفتش عام كردستان في حينه.
وقد حدث فيما بعد عكس ذلك بالضبط ولا يزال يحدث ومن المنتمين الى رؤساء العبيد بل ومع الأسف من اخواننا العرب في العراق وفي البلاد العربية.. ففي ندوة ل (منتدى الفكر العربي) المنعقدة في عمان (2003) والتي دعي اليها المثقف المعروف حسين السنجاري لم تستوعب عقول اخواننا العرب للطرح المنفتح في الدفاع عن قضية الشعب الكردي كما ولم تستوعب الادارة المهيمنة على الندوة ان يكون للكرد حق او حقوق ولم يستوعب المشرفون على الندوة التي لم تكن قطعاً تمثل الفكر الغربي المنفتح او الانساني في زمن الحرية واندحار الطغاة والدكتاتوريات في العالم ان للكردي حقاً مثل حقوق البشر، فكان لابد من اسكات صوت حسين السنجاري لانه كان يدافع عن الحق.
وأسكت فعلاً وأخرج من الندوة التي دعى اليها برغم انه غير مدعو واذا أسكت سنجاري فهل بالامكان اسكات صوت الشعب الكردي باسره؟؟ الجواب عند الشوفينيين ليس من العرب فقط بل من جميع الاماكن التي يسكنها الكرد.
من ذوي الافكار القومية المتعصبة والظلامية من الذين ليس في اجنداتهم الاعتراف بحق الاخر والذين يعتقدون تمام الاعتقاد بعلو انسان على آخر وعدم تساوي البشر في القيمة الانسانية من خلال قومياتهم.
يقول الكاتب العراقي المعروف الاستاذ عبد المنعم الأعسم والذي قضى فترة طويلة في وظيفة تعليمية في انحاء كركوك في كتابه (كركوك هذه شهادتي 2008) (.. والحق انه ماكان العرب في كركوك حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي يشكلون نسبة سكانية لها شأن بالنسبة لمدينة كركوك الادارية... فثمة احصائيات تفيد انهم لم يكونوا ليشكلوا اكثر من 12% من مجموع سكان كركوك وان غالبية العرب ينتمون مناطقياً الى قضاء الحويجة وعشائرياً الى قبيلة العبيد، لكن نسبتهم ونفوذهم في دوائر الدولة وفرص التوظيف والنفوذ وبخاصة في اجهزة الشرطة والجيش كانت اكثر بكثير من نسبة الكرد والتركمان والكلدو اشوريين مجتمعين.
اذاً ما هي الاسباب والدواعي التي دفعت صدام حسين الى تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة كركوك وحشر حوالي نصف مليون من العرب استوردهم بل اغواهم من وسط العراق وجنوبه الى كركوك وتهجير ما يقابل هذا العدد بل اكثر من ذلك بكثير من سكان الكرد الاصليين من ارض آبائهم واجدادهم وتشريدهم الى خارج كركوك بل الى مصير مجهول وكذلك الامر بالنسبة الى التركمان والكلدوآشوريين..؟ الهدف كما يقال هو حماته (آبار النفط) وكأن السكان الاصليين محل الشك والريبة بالنسبة للآبار والثروة النفطية وان المستوردين ممن لا يفهمون شيئاً مقارنة بالسكان الاصليين هم احرص واكثر ولاءً لآبار النفط !.
وهنا ورد احدث تصريح للرئيس مام جلال عندما حاوره مندوب صحيفة (المدى) بتاريخ 26/8/2010 فسأله المندوب قائلاً (هناك مخاوف لدى البعض انه في حالة ضم كركوك للأقليم سيعلن الكرد الانفصال ؟ وكان جواب رئيس الجمهورية هو (لماذا الانفصال .. هذا خطأ كبير وهنا لابد من توضيح بعض النقاط. ان كمية النفط الموجودة حالياً في الأقليم هي اكثر بعشرين مرة من النفط الموجود في كركوك الذي هو على وشك النفاد فيما النفط الموجود في الأقليم غير مستثمر ومن الممكن استثمار الحقول هناك لمئة سنة مقبلة، وهذا يعني باننا لسنا بحاجة لكركوك من اجل النفط كما يتصور البعض والنقطة الاخرى التي يجب ان يدركها الجميع ان 90% من الكرد صوتوا لجانب الدستور العراقي الذي ينص على ان العراق دولة واحدة مستقلة فلا مبرر لتلك المخاوف او القلق من هذا الجانب لان الكردي العاقل لايفكر بالانفصال))المصدر الانصات المركزي العدد 4784 ليوم الجمعة 27/8/2010 السليمانية.
وهنا اورد سؤالاً للأستاذ عبدالمنعم الأعسم وهو (من يتجرأ على الاجابة وهو لماذا تخرج كركوك عن انتمائها العراقي في حال انضمت الى الاقليم الكردي ؟ وماذا وراء التعامل مع اقليم كردستان كأقليم غير عراقي ؟ وجوابه هو: اعرف ان جهلة وانصاف كتاب واصحاب مشاريع سياسية محلية واخرى محسوبة على جيران وشوفينيين من اسلاب الفكر العنصري يركبون صهوة اليقظة (الوطنية) المفاجئة حيال كركوك، ولايهمني امر مناقشتهم، لكني مهتم بتلك الاستطرادات التي يخشى فيها كتاب وسياسيون يعرفون حقائق الامور وخلفياتها لكنهم يضعونها فوق الرفوف العالية تماشياً مع تيار الريبة العارض.
اقول: نسمع من هنا وهناك وباستمرار من بعض الاخوة بان نفوس التركمان في العراق يبلغ اربعة ملايين نسمة ومتى واين تظهر صحة هذا القول؟ طبعاً بموجب احصاء عام الاّ ان هؤلاء انفسهم يعارضون (الاحصاء في الشهر العاشر 2010) بحجة ان الظروف غير مؤاتية وقد اجل الاحصاء في وقته بناء على طلبهم. أما الآن فان البلاد في اشد الحاجة اليه ولماذا التخوف منه؟ وهنا اشير مرة اخرى الى تصريح الاخ مام جلال الذي قال (ان حل قضية كركوك هو بتطبيق المادة 140 من الدستور. فاجراء عملية التطبيع واعادة كركوك الى حدودها القديمة ثم تليها عملية الاحصاء ومن بعدها الاستفتاء وفي نفس الوقت اجراء حوار مع جميع مكونات كركوك للتفاهم على حل يرضي جميع ابناء كركوك (نشرة الانصات المشار اليها..).
واخيراً اقول وبكل اخلاص ومحبة لجميع مكونات كركوك ومحافظة كركوك من الكرد والتركمان والعرب واخواننا المسيحيين.. لا يسلم المرء من الاخطاء والسهو والنسيان والكمال لله وحده.. لقد ارتكب الكل وخاصة التركمان والكرد اخطاء الواحد تجاه الآخر، الاّ ان التاريخ الطويل ولقرون عديدة من العيش والعمل والمصاهرة والشراكة.. سوية يستأهل ان يغض كل طرف النظر عن ذلك والكرد خاصة، ونتيجة تجاربه المريرة الطويلة قد اقتنع ان الاضطهاد القومي يتزامن مع مصادرة الحريات الديمقراطية.. عليه يقتضي الاّ يبقى الطرفان اسيرا الأفكار الشوفينية والأوهام تجاه حقوقهم المشروعة وان يعلم الأخوة التركمان ان حل مشكلتهم في كردستان وكل شيئ آخر يقابل بعكسه فلا طائل تحته.
واكرر القول كمحامي وقانوني ان اية مادة دستورية او قانونية ليست كالأطعمة او الأدوية يصيبها الفساد وتصبح Expire مثلما يتكرر هذا القول يومياً وان انهاء تلك المواد وغيرها او تعديلها او الغاؤها يجب ان يكون من الجهة التي سنتها وشرعستها وان تمر بنفس الاجراءات التي مرت بها عند تشريعها وكل اجتهاد او رأي بعكس ذلك فهو باطل بطلانا مطلقاً.
صحيفة (الاتحاد ) البغدادية [1]