مقتطفات من رسائل الملِك الميتاني (توشراتّا) إلى الملك المصري (آمونحوتَب)
ميتانيا العظيمة أقوى أمبرتطوريات الكرد قبل الميلاد
يتضمن مقال للدكتور أحمد خليل مقتطفات من رسائل ملوك ميتانيين الى فراعنة مصر. أنشر هنا هذه المقتطفات لإطلاع الصديقات والأصدقاء عليها.
مهدي كاكه يي
قال توشراتّا في رسالة له إلى آمونحوتَب الثالث وكان اسمه قبل أن يصبح ملكاً هو (نيموريا، وإيموريا): إلى نِيمورْيا، الملكِ الكبير، ملكِ مصر، أخي، صهري، إلى الذي أحبّه ويحبّني، أنا بخير، لعلّك بخير، لعلّ بيتَك وأختي وبقيّةَ نسائك وأطفالَك وعرباتك وأحصنتَك، وبلادَك وكلَّ ما تَمْلك، لعلّهم جميعاً بخير وفيرٍ وفيرٍ جدّاً. كانت صداقةٌ متينة تربط فيما مضى بين آبائك وآبائي، وقد وطّدتَها، وكانت صداقةٌ متينة جدّاً تربطك مع والدي، وبما أننا الآن في علاقات صداقة متينة جدّاً، فقد جعلتَها أنت أقوى بعشرة أضعاف عمّا كانت عليه في عهد والدي، لعلّ الآلهة تزيدها قوّةً عمّا نحن فيه الآن من صداقة، ونزولاً عند رغبة سيّدي تِشُّوب [كبير آلهة الخوريين] وسيّدي آمُون [كبير آلهة المصريين] ستبقى إلى الأبد.
وعندما بعث أخي رسولَه ماني، قال أخي: ”ابعثْ لي ابنتك زوجةً لي وسيّدة لمصر“، وبما أني لا أريد أن أسبّب الألم لقلب أخي قلت بسرور: ”سأحقّق له ذلك“، ولقد أَرَيتُ ماني المرأةَ التي رغب فيها أخي، وعندما شاهدها امتدحها جيّداً، لعلّها تصل بخير إلى بلاد أخي، لعلّ عَشْتار [الإلهة الخورية شاوُوشْكا] وآمون يجعلان أخي مسروراً.
ونقل إليّ رسولي جيليا كلمات أخي، ولمّا سمعتُها بدتْ لي طيّبة جداً، وسررتُ للكميات [كميات الذهب] وعقبتُ على ذلك: ”انظرْ، بناءً على هذه الكلمات سنظلّ في علاقات صداقة أبدية“. وعندما أرسلتُ إلى أخي قلت أيضاً: عشرةُ أضعاف ما كان لوالدي، ورجوتُ من أخي ذهباً كثيراً، حيث قلتُ: ”لعلّ أخي يخصّص لي أكثرَ ممّا أرسله لوالدي ويرسله عادةً إليّ“. ألم ترسلْ لوالدي ذهباً كثيراً، أوعيةَ أضاحي ذهبيّة كبيرة، وأباريقَ ذهبيّة كبيرة، وأرسلتَ له لوحات ذهبيّة كبيرة؟ لقد أرسلتَ له (من ذلك) كثيراً كالنحاس... ولعلّ أخي يرسل لي ذهباً كثيراً، بكميات كبيرة، لعلّ أخي يرسل إليّ، لعلّ أخي يرسل ذهباً أكثر مما أرسل لوالدي.
وقال تُوشْراتّا الثاني في رسالة أخرى إلى آمُونْحُوتَب الثالث: إلى آمُونْحُوتَب العظيم ملك مصر، وأخي وصهري الذي أحبّه ويحبّني، أقول أنا دُوشراتّا ملكُ ميتّاني العظيم وأخوك ووالدُ زوجتك الذي يحبّك، صحّتي جيّدة، وإنّي أبعث إليك بتحيّاتي يا أخي وصهري، وكذلك إلى أقاربك وزوجاتك وأبنائك ورجالك،....
وثمّة مجموعة رسائل أرسلها الملك تُوشْراتّا إلى أحد فراعنة الأسرة الملكية الثامنة عشرة في مصر، والأرجح أنه آمُونْحُوتَب الثالث، واكتُشفت جميعُها في تل العَمارِنة، يقول تُوشْراتّا في إحداها: ... وفي النهاية ليسمحْ لي أخي؛ لأقول الكلمة لكي يسمعه أخي، فما يتعلّق بمناسبة مصاريف الزفاف التي أُرسِلتْ من قِبَل أخي بِيَد ماني قد وصلتْ،... وهكذا أَرسلتُ حقاً تمنّياتي، لأن أخي قد أرسل لي الهديّةَ التي أَوصيتُ به ماني... وتلك الرسائل التي بعثها أخي [فيما لو يرسل أخي هدايا لي] سأكون بناءً على ذلك فرحاً جدّاً جدّاً من كل قلبي، وبهذه الطريقة يا أخي هو هذا كلُّ الصدق الذي قلتُه.
وفي رسالة أخرى ذات الرقم (25)، يتّضح أن الملك الميتّاني تُوشْراتّا قد استلم من آمونحوتَب الثالث هديةَ تزويج ابنته، فيقول: هذا التمثال الذهبي المصبوب هو تادو- خيپا ابنة تُوشْراتّا، ملك ميتّاني التي أصبحت زوجاً لإيموريا ملك مصر، وصنع إيموريا تمثالاً لها من الذهب، ومنحه لتُوشْراتّا مع كل المحبّة.
وأورد الدكتور عبد العزيز صالح رسالة من ملك ميتّاني لم يذكر اسمه- والأرجح أنه تُوشْراتّا-إلى صهره آمُونْحُوتَب الثالث يقول فيها: أخي، أرجو أن تُهديَني ذهباً كثيراً لا يُحصى، وإنّي على ثقة من أن أخي سوف يحقّق ذلك، ويُهديني ذهباً أكثر من الذهب الذي حصل والدي عليه، أليس الذهب في بلد أخي كتراب الأرض؟ بارك الأربابُ فيه حتّى يصبح الذهب في أرض أخي أضعافَ ما هو عليه الآن، وعسى ما أطلبه لا يضايق أخي ولا يَضيق به قلبه، ... وسوف أردّ لأخي فضلَه عشرةَ أمثال ممّا يشتهيه، فهذه الأرض أرض أخي، وهذا البيت بيت أخي.[1]