تاريخ وهوية مدينة گر-چتل مهد صناعة مادة الخبز – الحلقة الثانية
بيار روباري
دراسة تاريخية
الفصل الثاني
جغرافية موقع مدينة گر-چتل
تقع مدينة “گر-چتل” الأثرية على تلتين تطلان على سهل واسع يعج بحقول القمح والشعير وغيرها من الزراعات البعلية، وتقع بين مدينتي “كونيا و گرمان” الكورديتين. ولكن هي أقرب إلى كونيا أكثر منها إلى گرمان، ولا تبعد عن “كونيا” سوى (10) عشرة كيلومتر تقريبآ من الجهة الجنوبية الشرقية منها. ومدينة كونيا قام ببنائها أسلاف الشعب الكوردي من الهيتيين حوالي (3000) الألف الثالث قبل الميلاد، وعندما إحتلها البيزنطيين أطلقوا عليها تسمية (إيكون)، والتي تعني في اللغة اليونانية الرمز. وبقيت المدينة جزءً مهمآ من الدولة الهيتية حتى العام (1500) قبل الميلاد، وسقطت في يد المحتلين والوحوش البشرية التي سميت “بشعوب البحر”، ومن حينها لم يعد يحكمها الشعب الكوردي أي منذ (3500) عام. لذا لا تستغربوا حجم التغير الديمغرافي فيها وتتريكها لاحقآ. بقيا يعيش فيها اليونانيين حتى أيام حكم المجرم “أتاتورك” قاتل الشعب الكوردي، عندما جرى تبادل السكان بين اليونان والكيان التركي اللقيط.
وإتخذ السلاجقة منها عاصمة لدولتهم، والدولة السلجوقية قامت في العام (1037م) بعد إحتلالهم لكافة مناطق كوردستان، ووصل جحافلهم إلى مشارف القسطنطينية بقيادة “طغرل بك”، وإنهارت دولتهم في العام (1157م) عند وفاة السلطان “أحمد سنكر”، وتفككت دولتهم إلى دولايات منفصلة بعد موته. ينتمي السلاجقة إلى قبيلة “قنق” إحدى العشائر المتزعمة لقبائل الغز التتارية. دخلت هذه العشيرة في الإسلام في عهد مؤسس السلالة السلجوقية “بن دُقاق” في العام (960م). تم تغيير إسم المدينة إلى قونية من قِبل مسعود الأول في العام (1134 ميلادي).
وكون تقع مدينة گر-چتل في منطقة مهمة وعلى سفح هضبة شاسعة تحيط بها الجبال، بما في ذلك جبال توروس وباي في الجنوب وسهلها من الشمال. تعد المنطقة موطنآ للعديد من الأنهر والبحيرات ومن أهمها نهر “كارسامبا”، الذي كان يتدفق في عصور ما قبل التاريخ الذي كان يمر بجوار المدينة، ويوجد في المنطقة أيضآ بحيرة “توز” ونهر “سيهان”.
لهذا إختارها أسلاف الشعب الكوردي من التوروسيين ومن بعدهم الهيتيين لموقعها المميز وخصوبة أرضها لبناء مدينتهم عديدة فيها وذلك لعدة أسباب مهمة ولم يكن الأمر إعتباطيآ قط ومن هذه الأسباب:
▪ منطقة سهلية واسعة، لا بل تعد من أكبر السهول الموجودة في شمال غرب كوردستان. وهذا السهل الخصب هو الذي مكن أهلها إنتقال من مرحلة جني الثمار والصيد إلى الزراعة والإستقرار.
▪ وفرة المياه سواء النهرية منها أو البحيرات والأمطار والينابيع.
▪ التربة الخصبة الصالحة للزراعة.
▪ توفر الغطاء النباتي الذي وفرة إمكانية لرعي الحيوانات المدجنة، ورعيها في الجبال المحيطة بالسهل.
▪ توفر الغابات في الجبال المحيطة وخاصة جبال توروس التي التي تقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة.
لكل هذه الأسباب إختار أسلاف الشعب الكوردي من التوروسيين بناء مدينتهم في هذا السهل الخصيب، ولقد بنوا المدينة على تلتين مصطنعتين بهدف الحماية ولكن على شكل شوكة لسهولة الدفاع عنها وعن أنفسهم، وهذا واضح وجلي من شكل وطريقة بناء المنازل المتلاصقة، التي تخلوا من الشوارع والأزقة.
1
تقع المدينة في جنوب شمال غرب كوردستان، حيث الأرض واسعة ومسطحة مع الكثير من الأراضي المنخفضة والهضاب. وتغطي الهضاب السهوب الغنية، وبالتالي تناسب الزراعة. وكما قلنا فإن الجزء الجنوبي من السهل محاط إلى حد كبير بسلسلة جبال توروس، وفي هذا السهل بنى الكورد التوروسيين
مدينة “گر-جتل”، وبعد ألاف السنين من بعدهم بنى الكورد الهيتيين مدينة كونيا. گر-جتل مازالت لليوم تحتفظ بأثارها وإرثها التاريخي، وكونيا تحولت مع الزمن إلى مركز حضري مهم للغاية وتحتل المدينة اليوم المرتبة السابعة في عموم شمال كوردستان من حيث الأهمية وعدد السكان.
كما إن سهل مدينة “گر-چتل” يعتبر صومعة الحبوب وعلى رأسها القمح ويليه في المرتبة الثانية مدينة “أمد” عاصمة كوردستان الواقعة في شرق شمال كوردستان، بسبب إتساع مساحة السهل، الذي يبلغ مساحته الصالحة للزراعة حوالي (20) عشرين مليون هكتار، واليوم يزرع في السهل إلى جانب القمح، مواد مثل الشوندر السكري، العدس، الشعير، .. إلخ. لأن تربة السهل من النوعية الجيدة وتصلح لزراعة كل شيئ عمليآ. ولكن السهل ظل رائدآ في زراعة القمح منذ إكتشاف الزراعة وليومنا هذا. مادة القمح كانت وستظل مادة أساسية لا إستغناء عنها في حياتنا كبشر، وفي العقائد الكوردية القديمة والحديثة يعتبر القمح مقدسآ، نظرآ لأهميته ودوره في إنقاذ حياة الإنسان وتكاثره عبر الزمن.
كما إن المنطقة تضم عددآ من أهم البحيرات المهمة الموجودة في شمال غرب كوردستان منها:
1- بحيرة توز (الملح):
سميت بهذا الإسم لملوحة مياهها، وتعتبر ثاني أكبر بحيرة في شمال كوردستان بعد بحيرة “وان”. وتزود كل شمال كوردستان بمادة ملح الطعام من النوعية الجيدة، وتصل نسبة الملوحة فيها إلى (32.4%).
2- بحيرة باي-شار:
تقع إلى الغرب من المدينة وبالقرب من حدود مدينة باي-شار الكوردية. ومن المعروف أنها تشكل ثالث أكبر حوض للمياه العذبة في شمال كوردستان. تبلغ مساحة البحيرة الإجمالي نحو (656) كيلومتر مربع، ويبلغ عمق أخفض نقطة فيها قرابة حوالي (10) أمتار، كما ترتفع نحو (1.115) ألفأ ومئة وخمسة عشر مترآ فوق سطح البحر.
وتتدفق المياه إلى البحيرة من عدة مصادر: 1- خمسة أنهار محلية، أكبرهم المرتبط بشلال “بينارغوزي” الذي يمر عبر مناطق مدينة “باي-شار، إسبارتا، ينيشرباديملي” الواقع ضمن الولاية. 2- المياه المتدفقة من الشلال الواقع بجبال “توروس الوسطى”، بعد قطعها لمسافة (45) كلم، وهي طوال مجرى النهر.
3- بحيرة ليك:
تقع هذه على على حدود مقاطعة “كار-پينار” واليوم تدخل ضمن المحمية الطبيعية.
4- نهر ديمشاي:
ينبع هذا النهر من جبال توروس ويمر الجزء الأكبر منه في مدينة “ألانيا” إلى أن يصل البحر المتوسط حيث تنتشر الجبال العالية والغابات الخضراء الكثيفة حول ضفتيه، مما يجعل منه مكانآ مناسبآ، لتأمل جمال الطبيعة، وممارسة العديد من الرياضات المائية والإستمتاع بجمال ومناخ المنطقة.
تقع مدينة “گر-چتل” الأثرية الكوردية التوروسية، على خط العرض (37.87) وخط الطول (32.48) وتقع على إرتفاع (1,030) متراً فوق مستوى سطح البحر. يتكون شمال المدينة من السهول الواسعة التي شكلت مراعٍ للحيوانات في فصل الربيع، بالإضافة إلى زراعة بعض أنواع الزراعات الجافة. وبقيت تربية االأغنام والأبقار والدواجن مصدرآ للحياة إلى جانب الزراعة.
مناخ مدينة گر-چتل:
مناخها قاري، وفي الشتاء يكون الطقس باردآ، وفي الصيف حارآ. ودرجات الحرارة الصيفية فيها تصل
2
إلى (30) درجة مئوية. وأعلى درجة حرارة سجلت فيها كانت (40.6) درجة مئوية بسبب تغير حالة المناخ على الأرض في السنوات الأخيرة، بفضل الصناعات والمواصلات. ودرجة الحرارة في الشتاء تتراوح بين (-5 إلى 10) درجة مئوية، وتهطل الأمطار على مدار السنة وإن بنسب أقل من الماضي.
3
الفصل الثالث
أهمية إكتشاف گر-چتل
Girîngiya peydakirina bajarê Gir-çetel
إن كل إكتشاف أثري له أهمية تاريخية ويحمل معه معلومات مهمة، تساعدنا على تنظيم الخط الزمني لتطور أسلافنا، سواء على الصعيد المعيشي، التطور المعرفي، العقائدي، مصادر حياتهم، نمط سكنهم وعلاقاتهم الإجتماعية، وطرق دفن مواتهم، … إلخ، هذا بشكل عام.
لكن إكتشاف مدينة “گر-چتل” الكوردية – التوروسية الأثرية لها خصوصية تميزها عن الكثير من المدن الأثرية التي سبق وأن إكتشفت لحد اليوم، وجاء إكتشافها صدفة من قبل المزارعين المحليين في العام (1958م)، وتعتبر مستوطنة “گر-چتل”، واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في العالم بأسره، وأهميتها تنبع من خمسة خصوصيات تاريخية مميزة هي:
الخصوصية الأولى:
تكمن أنها من أولى المستوطنات البشرية البدائية في تاريخ الإنسانية، بحسب تقدير علماء الأثار الإنكليز الذين نقبوا في تلتيها وإستخرجوا من جوفها الأثار والأدوات والرسومات، الأفران، عظام البشر، قرون الحيوانات، بقايا قطع الخبز، .. إلخ. وأرجعوا تاريخ هذه المستوطنة إلى (7400-6200) قبل الميلاد.
وهذا الإكتشاف منحنا الكثير من المعلومات عن شكل المستوطنات البشرية الأولى، وطرق بنائها وشكلها وتفاصيلها الداخلية وسبل حمايتها.
الخصوصية الثانية:
هي أن هذه المستوطنة محنتنا معلومات تاريخية مهمة للغاية عن مرحلة تحول أسلاف الشعب الكوردي من حياة الصيد والتنقل، إلى حياة الإستقر والإستيطان والعيش من زراعة الأرض وتدجين أنواع عديدة من الحيوانات والإستفادة من: لحومها، حليبها، بيضها، ريشها، صوفها، جلودها، و لإستفادة من بعضها الأخر في التنقل، ونقل الأشياء وجرها والفلاحة والأعمال الزراعية المختلفة.
الخصوصية الثالثة:
هو طريقة وشكل بناء المستوطنة الأولى من نوعها، وهي فعلآ فريدة في تصميمها البدائي الخالية من الأزقة والشوارع بشكل تام. وفسر العلماء سبب خلو المدينة من أية شوارع وأزقة إلى خوفهم من الغزو الخارجي، وصعوبة الدفاع عن المدينة بسبب عدم إمتلاكهم للأسلحة للدفاع عن أنفسهم. ولهذا لجوأوا إلى هذا التصميم المغلق، وبنوها على تلين يشكلان معآ ما يشبه شوكة الطعام، لتصعيب المهمة على الغزاة ومنعهم من إحتلالها وبالتالي إستعبادهم.
الخصوصية الرابعة:
هو إحتواء المدينة على أفران كثيرة، والأكثر أهمية هو عمل الخبز البدائي في هذه الأفران، وهذا تطور مهم جدآ في تاريخ حياة الإنسان، وخطوة مفصلية دون أدنى شك. إن تعلم الإنسان أو إكتشافه عمل الخبز والطبخ والتدفئة، وضع الإنسان على بداية مرحلة جديدة مختلفة كليآ عن المرحلة السابقة أي مرحلة جني الثمار وصيد الحيوانات، وأكل الأشياء بشكل ني.
الخصوصية الخامسة:
هي تأكيدها لما سبق وأن كتبنا في دراساتنا التاريخية الأخرى، أن هذه المنطقة كانت مسكونة بأسلاف الشعب الكوردي منذ أكثر من (200.000) مئتي ألف عام، وهذا ما أثبتته الحفريات في كهف “گليه گرس”، أي الوادي الكبير الواقع شمال مدينة ماردين الحالية، وكهف “دو-دريا” الواقع على سفح جبل ليلون بمنطقة أفرين، وكهف “شاندر” الواقع في جنوب كوردستان.
4
كما أثبتت الأثار والوثائق التاريخية والبحوث التي قام بها العلماء، أن أسلاف الشعب الكوردي كانوا يعيشون في سلسلة جبال زاگروس وسلسلة جبال توروس، منذ مئات ألاف السنين، ومنها نزلوا للسهول المحيطة بهم في كل إتجاه، وبدليل أن أسماء السلسلتين وأسمال الجبال الأخرى في كوردستان إضافة لأسماء نهري الفرات ودجلة أسماء كوردية خالصة.
ومع إكتشاف القمح البري في منطقة “أورفا” في شمال كوردستان قبل الميلاد بأكثر من (12.000)، أثنى عشر ألف عام، ومن ثم إكتشاف الزراعة على يد المرأة الخورية في مدينة “نوزي” الكوردية التي تقع في جنوب كوردستان بالقرب من مدينة “كركوك” الكوردية العريقة. وتحسن المناخ نزل أسلاف الشعب الكوردي من سلسلتي جبال “زاگروس وتوروس”، وإنتشر أسلاف الكورد من التوروسيين بشكل رئيسي نحو الغرب ومنها منطقة “گر-چتل” و”هتوشا” وصولآ إلى سواحل بحر “مرمرة” وهي تسمية كوردية خالصة، وأقاموا مستوطنات وقرى ومدن، في المناطق السهلية الصالحة للزراعة ويتوفر فيها الماء عنصر الحياة الأساسي إلى جانب الطعام.
والقسم الثاني منهم الذين كانوا يسكنون في وسط سلسلة جبال “توروس” نزلوا إلى سهول مدينة “شمأل” و”ألالاخ، پاتين، أگرو” في منطقة أفرين الحالية وهي منطقة سهلية يجتمع فيها ثلاثة أنهر هي: رش، أفرين والعاصي، وإضافة لبحيرة الهمگ. وقسم توجه إلى سهول “گرگاميش، أرپاد، أزاز، باب، مبوگ
وحلچ (حلب) ودلبين (إدلب). والقسم الثالث منهم نزلوا إلى سهل خوران (حران) وسهول الجي-زيرا (الجزيره) الفراتية وأسسوا فيها مدن كثيرة وعلى رأسها مدينتي گوزانا وهموكاران. ولقد كتبت دراسات تاريخية عن جميع هذه المدن الأثرية الكوردية العريقة وغيرها. ومن منطقة الجزيره نزلت قبيلة سومر متبعة مجرى نهر الفرات نحو الجنوب، وإستطونوا في أقصى جنوب كوردستان.
والكورد الزاگروسيين نزلوا بإتجاه الجنوب والشمال والشرق ومنهم جاء الإيلاميين الكورد، الكاشيين، اللور، الميديين، الساسانيين. وجميعهم أسسوا مدن وحضارات عظيمة، وقدموا للبشرية الكتابة والخط المسماري وأول أبجدية في التاريخ، العلوم، الفنون الأداب وأشياء أخرى كثيرة. فالبشرية كلها مدينة لهذه الإمة العظيمة، والتي تعرضت لظلم تاريخي لم يتعرض لها أي إمة أخرى في التاريخ.
أصل ومعنى تسمية: زاگروس، توروس، تيگريس، الفرات، جي-زيرا:
1- جبال زاگروس:
Çiyayên Zagros
تعتبر أعلى سلسلة جبلية في كوردستان، وتبدأ هذه السلسلة من شواطئ بحيرة وان بشمال كوردستان، وتستمر بعد مرورها عبر مقاطعات أذربيجان الغربية ثم شرق كوردستان مرورآ بكرمانشاه، أصفهان، كوهجيلويه، بوير أحمد، شهارمهال، بختياري، خوزستان، لوريستان إلى كرمان، هرمزجان. وتضم سلسلة جبال سورين، سلسلة جبال هاورامان، سلسلة جبال مرمانگان، جبل شنروي، جبل بالامبو، جبال قنديل. وأعلى قممها هو جبل هزاران ويصل إرتفاعه إلى نحو (4.500) أربعة وخمسمئة متر.
2- جبال توروس:
Çiyayên Toros
هي سلسلة جبلية في شمال كوردستان، تفصل القسم الشرقي من شمال كوردستان عن غربها (هضبة الأناضول) وتمتد المنظومة الجبلية على طول المنحى الذي يبدأ من بحير إگيردير في الغرب إلى أعالي نهري الفرات ودجلة في الشرق. وهي جزء من حزام ألپيد في أوراسيا. وتنقسم جبال توروس إلى ثلاثة سلاسل جبلية، وهي من الغرب إلى الشرق:
أ- توروس الغربية. ب- توروس الوسطى. ت- توروس الجنوبية الشرقية. وأعلى قممها هو جبل “جيلو” ويصل إرتفاعه إلى (4.168) متر. وجيلو تعني الأشقر هذا نسبة إلى لون تربته.
5
3- نهر تيگريس:
Çema Tîgrîs
هذه التسمية (تيگريس) مصطلح كردي 100%، ويعني السهم. ولليوم الكورد يسمون السهم (تير) وأشعة الشمس يسمونها (تيرژ). وسبب هذه التسمية هو جريان النهر بسرعة نتيجة إنحدار المناطق التي يمر بها النهر من الشمال المرتفع – الجبلي بإتجاه الجنوب المنخفض – السهلي، فشبه أسلاف الكورد إنحدار والجريان السريع للنهر بسرعة السهم (تير). ومعنى إسمه هو: “النهر السريع”. وكون العرب لا يمتلكون حرف (گ) الكوردي، فبدلوه بحرف (ج)، تمامآ مثلما فعلوا مع إسم (گيزَر) وحولها إلى جزر وهو في الأصل مصطلح كردي يسمى (گيزَر).
Navê çema Tîgrîs vedigere dema Somerî û Îlamiyan û Ereban ev nav ji zimanê Kurdî birin û tîpa (g) bi tîpa xwe ya (c) guhartin, jibûna kanibin bikar hûnin. Wek çawa navê (gêzerê) guhartin û kirin (cezer) û wek me li pêş got tîpa (g) ya kurdî di zimanê wan de nîne, jiber wê ev guhartin kirine peyvê.
Gelo, çima kurdên Somerî û Îlamî ev nav li çemê kirin?
Jiber kû çem bi lez diherike ji bakûr de dadikeve ew herêma bilinda çiyayî, û ber bi başur ve dere, kû herêmek deştî ye û dûz e. Wateya navê çema Tîgrîs tê wateya “Çema bilez” wek tîran. Û em Kurd ji roniya royê re dibêjin (Tîrêj), jiber kû ew ji tîr çûyî.
4- نهر الفُرات:
Çema Ferêt
إن إسم نهر “الفرات”، قديم جدآ ويعود تاريخ هذه التسمية إلى فترة الخوريين أسلاف الشعب الكوردي. وكما هو معلوم فإن بلد المنبع هو الذي يمنح التسمية للأنهر. وبالمناسبة نهر الفرات وتيگريس نهرين كردستانيين (%100)، من المنبع وحتى المصب.
والتسمية مركبة من لفظتين الأولى (فرا) وتعني الوفير أو الواسع، ولا يمكن أن يتوسع مجرى النهر ما لم يكن غزيرآ ووفير الماء. واللفظة الثانية (هات) وتعني الجريان. والإسم الصحيح للنهر هو “فراهات”
وتعني النهر العظيم بمعنى كبير من حيث كمية الماء، أو النهر الوفير وهذا ينطبق على هذا النهر الخالد.
Navê çema Ferêt, gelekî kevne û vedigere dem kurdên Xorî, û wek zanin kû navên çeman xelkên çem jê diherike ew navan lêdikin. Û jibo agahiya we çema Ferêt û Tîgrîş tevî kurdistanîn e, jiber ji ciyên dizên de ta tevgehê (ava kendavê) serîsedî sed (100%) Kurdistanîn e.
Navê çema Ferêt lêkdirev e û ew ji dû peyvan pêktê. Peyva yekemîn (fere) tê wateya pir an gelek, jiber kû dema av ne pir e, rêya çemê fere nabe. Peyva duyemîn (hat), ev bêje ji peyva hatin çûyî û tê wateya herikî. Di bingehê xwe de, navê çemê “Ferehat” bûye, bes bi demê re bûyî (Ferat) û tîpa (h) hat avêtin jibûna hêsankirina bilêvkirina navê wî. Û ev pergel di zimanê kurdî de, pir kevne û peyvên wisan pirin di zimanê kurdî de.
Li dawiyê navê Çema Ferat, tê wateya çema pir av an gûd yanê mezin.
6
5- جي- زيرا (الجزيره):
Cî-zêre
هذه التسمية مأخوذة عن المفردة الكوردية “جي- زيرا” وتم تعريبها إلى الجزيرة، وهي كلمة مركبة من
كلمتين: الأولى (چي) وتعني المكان، والثانية (زير) وتعني الذهب. وحرف (ا) هي إضافة تتم إضافتها عند وصف الموصوف. وهكذا يكون معنى التسمية “المنطقة الذهبية”. سمية المنطقة بهذه التسمية نظرآ لخصوبتها العالية، وكانت تمثل السلة الغذائية والمائية والثروة الحيوانية لكل جنوب غرب كوردستان. ولليوم تشكل سلة غذائية وحيوانية وأضيف إليها حديثآ سلتين جديدتين هما: سلة الغاز والنفط، والثانية سلة الطاقة الكهربائية، التي ينتجها سد الفرات.
Cih/cî: مكان، موقع
Seyda ev ciyê min e! يا سيد هذا مكاني!
Em ji cî û ware xwe hez dikin. نحن نحب موطنا ومكاننا
Ciyê Kurdistanê cîkî pir girîng e. موقع كوردستان موقع مهم للغاية
Zêr: الذهب
Hemû jin ji zêr hez dikin. كل النساء يحبن الذهب
Welatê me kurdan zêr e. وطننا نحن الكورد من الذهب
Deşt Gozana û Heskê ji zêr e. سهل گوزانا وهسكه (الحسكة) ذهبي
Cî + zêr —- Cî-zêr: جي- زيرا —– (جزيرة)
وفي هذه المرحلة الزمنية لم يكن يعيش في هذه المنطقة (كوردستان)، التي تمتد من خرسان شرقآ إلى بحر مرمرة غربآ ومن البحر الأسود وقزوين إلى خليج إيلام وحدود سيناء الحالية سوى أسلاف الشعب الكوردي الحالي. وظل الوضع هكذا حتى العام (3500) قبل الميلاد عندما غزت أولى قبيلة سامية أرض الخوريين الكورد وإستوطنوا في جنوب غرب كوردستان (فلسطين/إسرائيل)، وكان يطلق عليهم تسمية “الكنعانيين”. ومن ثم غزا كوردستان الأكديين (البابليين، الأشوريين)، ثم الأموريين وجميعهم من قدموا من اليمن وإيريتيريا. وقبل الميلاد غزت شعوب البحر كوردستان برآ وبحرآ، ومن ثم غزها “الإكسندر المقدوني” حوالي العام (332)، ولحق به كل من المحتلين اليونانيين والرومان. وثم غزها المحتلين الفرس ومن بعدهم المحتلين العرب المسلمين، وتبعهم المحتلين السلاجقة، المغول، التتار وكلهم قدموا من وسط أسيا أي منغوليا، وحولوا وطن الكورد كوردستان إلى مستعمرة دولية وجحيم حقيقي.
لهذا فإن إكتشاف مدينة “گر-چتل” الكوردية – التوروسية الأثرية بالنسبة للشعب الكوردي مهمة للغاية من الناحية التاريخية كإرث إنساني أولآ، وثانيآ تفنيد:
1- أكاذيب التتار وأحفادهم القتلة من (العثمانيين والأتراك)، والساميين بمختلف طرابيشهم والفرس والأرمن، هذا إضافة للرومان واليونانيين.
2- لتأكيد الهوية الكوردية لهذه الأرض، ومدى تجذر الشعب الكوردي في الأرض.
3- لتأكيد بأن أسلاف الشعب الكوردي، هم الذين إكتشفوا الزراعة، وبنوا أولى المستطونات البشرية في تاريخ الإنسانيى، وأسسوا أول حضارة وإكتشفوا الأفران وصناعة الخبز والطهي، وتدجين الحيوانات والإستفادة منها في معيشتهم وأعمالهم.[1]