رسمت عملية الاستفتاء حدود جمهورية كوردستان السياسية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5681 - #27-10-2017# - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من المعلوم ان العملية التي ادلى ادلها بها الشعب الكوردستاني عن رغبتهم فكريا و عقيديا قبل ان تكون سياسيا هو ما بمثابة رسم خطوط الحدود السياسية لجمهورية كوردستان الجنوبية الديموقراطية الحرة وفق من شارك فيها اليوم و متى ما اقرت او اعلنت رسميا فانها مسالة وقت و ظروف سطحية لا يمكن ان تبقى على ارجلها دون ان تتهرا بمرور الزمن او بعملية خاطفة تمسحها في وقت معين. لا يمكن لاي قوة كانت ان يمحي الحدود السياسية لكوردستان التي رسمت بعملية دميوقرطاية و كانت اداتها المقدس هي دماء الشباب. و هذه هي الرسم البياني و التصميم الحقيقي و الخارطة التي كشفها الشعب الكوردي للعالم و الزمن هو المسؤل لتحقيق الهدف و الاستقلال تحقق بعملية سلسة و انما يبقى مرهونا بالظروف الموضوعية لتجسيده و ما يمكن ان يعترف به و يسلم احقيته كل من له الشان عالميا و داخليا في الوقت المحدد. و هكذا لكتلونيا التي حققت ما هي ايضا ما يتمناه شعبها و لكنها لحد الان مرهونة بالمصالح المختلفة في ظروف مختلفة شيئا ما عن كوردستان.
كلامي في هذا الوقت العصيب على الشعب الكوردي الذي يتعرض لنكسة عسكرية فقط ربما يعتبره البعض خيالا او تفاؤلا اكثر من ان يكون واقعيا، و انما هنا لنا ان نذكر ان الفكر الذي يبني عليه التوجه و الهدف هو اهم من العملية على الارض احيانا, و هذا ما يمكن ان يجسد على الارض الدوافع التي يمكن ان تثبت الغرض او الهدف بقوة و لا يمكن ان تثبت او تحضر قبل طرح الفكر على الملا، و ما لاقيناه من اهتمام العالم و ان كانت الاكثرية تعامل وفق المصالح السياسية فقط, فانما التاريخ يدلنا على ان الحق الذي وراءه المطالب لا يمكن ان يضيع طالما بقي طفل كوردي يتكلم او ينطق باللغة الكوردية و يؤمن بحقه و ليس على حساب الاخرين و الانسانية هي شغله الشاغل على العكس من اعداءه المجحفين.
ان المناطق التي ادلت باصوات من عاش عليها من الاصلاء و منها احتلت بقوة عسكرية لا يمكن ان تدوم، و كانت باكثرية ساحقة لا يمكن ان تبقى تحت نير الاحتلال الى النهاية مهما بلغت عنجهية و قوة المحتل الذي دافعته مصالح سياسية بعيدة عن الحق الانساني لشعب دفع دماءا من اجل ما ينويه و لم يتعدى على احد بل اقام عاليا ما يهم الانسانية و حق الانسان من خلال تقرير المصير الذي بمثابة نقطة ضوء في عالم حالك من المصلحية التي تسيطر على المعمورة في هذه المرحلة. و ان الشعب الذي تلهف لما يقرب له تحقيق مصيره ما كان يفعله و يغامر اليوم بمصيره الآني لو احس ولو بنسبة قليلة من وجود الفكر و العقلية و العقيدة الانسانية التي تؤمن بحق الفرد و المجتمع في العيش بالرفاه و المساواة و العدالة الاجتماعية، لما هي السلطة عليه من المذهبية غير العصرية التي لا يمكن تحقيق الاهداف السامية تحت ظلها في بغداد و المطقة جميعا، على الرغم من ايمان الشعب الكوردي القاطع عن حقه كما الاخرين في تحقيق مصيره.
نجح الكورد في كوردستان في وضع اول لبنة لبناء بيته بصعوبة و لكنه نجح من كافة النواحي الا عسكريا و من خلال تكالب الكثيرين الذي ضربت مصالحم الذاتية الضيقة وهي على حساب ما يحق للشعب الكوردستاني .
الاهم في العملية التي يمكن ان لا ينتبه اليه الكثيرون:
1-ان العملية بحد ذاتها و قبل ان تنفذ فرضت الكثير و ما ادت الى ان يلتفت يتوجه العالم لقضية ربما كانت منسية في العرف السياسي التاريخي لمدة طويلة، و في منطقة في غاية من التعقيد و في وقت ترسم الخرائط المتعددة وفق المصالح التي تغيرت و تفترق عما رسمت قبل قرن نظرا لمتطلبات التغييرات الجذرية في مسار العالم السياسي و الاقتصادي و الثقافي .
2- بينت العملية للقاصي و الداني ان هناك من له اهداف يؤمن بها و قد غطتها السياسات اضطراريا و علم المجتمع الدولي و الشعوب ان الشعب الذي حُصر في اطار ضيق و سمي بداية بالحكم الذاتي و من ثم الفدرالية لا يؤمن بها في قرارة نفسه و انما لم يعثر على طريق لتحقيق هدفه الرئيسي الا اخيرا و بعملية ديموقراطية لا يختلف عليها اثنين فكريا و عقيديا و انما وقفت المصالح السياسية عثرة في طريقها لحد هذه الساعة .
3- اثبتت عملية الاستفتاء بان الحقوق لا يمكن ان تضمحل بالتقادم و ان الجذوة التي تبقى مغطاة باي قوة حديدية ستبقى متقدة لما تدفع الى تحقيق ما اتقدت من اجلها، و اقلبت عملية الاستفتاء الطاولة على من كان يؤمن بان منطق القوة هو المسيطر و الحاسم دائما و ان كلمته هي الامر الناهي في النهاية .
4- الاهم ذاتيا بالنسبة للكورد، فان العملية رسمت الحدود الطبيعية السياسية على الرغم من بقاء جزء من الاراضي لم يتم فيها العملية نتيجة انجرافها و مسح ماكان فيها لمدة طويلة من قبل الاعداء و انها ستكون حاضرة للحاق بكوردستان في المرحلة القادمة كالبدرة و الجصان و غيرها من المناطق التي صعب اجراء العملية فيها لظروفها الخاصة.
5-استوضحت داخليا عملية الاستفتاء من يفكر بعمق و استراتيجيا و من يريد الحياة في يومها و غير مبالي بالاجيال و ما تتطلبه حقيقة الامر، فظهر المخلص لقضيته و بان الخائن و طفح المهمل و اسدل الستار عن المصلحي الضيق الذي لا يهمه اسمى هدف في حياة امته و هكذا دواليك من فرز المجموعات التي لم تُكتشف الا على الارض و في وقت الحساب .
6- الاهم خارجيا هو وضوح المواقف التي صدرت لم تكن لتصدر لو لم نصل لهذه المرحلة التي تاكد الكورد ما يضمره عدوه و درجة ايمانهم بحق الشعوب و كيفية تعاملهم مع الحق مهما كان البعض منهم يدعي وقوفه مع الكورد في اوقات لم يحتسب حتى في ذلك على مصالحه الضيقة و لم تكن مواقفه المؤقتة الا تكتيكا من اجل غرض في نفس يعقوب او مجبرا عليها .
و من هذه الايجابيات كلها و اخرى استراتيجية ستكشفها الايام فيما بعد، يتبين مدى نجاح عملية الاستفتاء في تحقيق اهدافها السياسية البعيدة المدى و ليس الانية التي تعرضت لنكسة وقتية نتيجة الخلط في الحسابات الدولية و المرحلة التي لا تقف معها وانما ليس ضدها تماما . و الاهم في كل ذلك ان الخارطة السياسية و الحدود الخاصة بجمهورية كوردستان المستقلة رسمت في عقل الكورد و الجميع في المنطقة و على الارض. بقي ان نقول اننا لنا من الحسابات الدقيقة التي ليس بمقدور الضيقي الافق ان يحسبوها، و المستقبل خير مراقب و دليل على صحة توجهاتنا و ما نفكر به مع القلة القليلة من المثقفين و النخبة المؤمنين بقضية شعبهم في هذه المرحلة.[1]