سعاد حسني سندريلا مصرية من جذور كردية
كما الأنوثة الجميلة التي اجتاحتها، كانت تلبس العنفوان و القوة، حكاية ملأت أمسيات الملايين بما كانت تحمل من أناقة و رقة في أعمالها الفنية من حركة و صورة و جمل إيقاعية في نوطه موسيقية مصرية،هي سندريلا مصر التي أضاعت قلبها، فوجدته عند العامة من الناس كما الملوك و الأمرا و و المطربين الكبار حيث كان أولهم من بينهم العندليب الأسمر.
هي موسيقي حقاً دون أن تعرف أناملها العزف هي موسيقى بموهبتها وحركة جسدها و تعابير وجهها لتؤدي أفضل الأدوار في أفلامها فكما تطل نجمة الصباح تطل سعاد بأفلامها الرومانتكية علينا.
هي حورية ولكن ليست بحرية إنما حورية تعيش في نهر النيل وتتنفس من خلال أفلامها إلا أن الأقلام السودا و أحكمت الإغلاق على غلاصمها فأغرقوها في نهاية المطاف.
لم يكن لفنها الصادق ضفاف فهي امرأة أنهت دور المرأة السلبية في الشاشة السينمائية العربية،تمسكت بالأدوار التراجيدية فأمست حياتها شحنة ميلودرامية حتى نضجت على نار الحزن ثم ما لبثت أن احترقت بها،هي عصفورة الشرق ومن أهل القمة وأميرة الحب غنت الدنيا الربيع فكانت حياتها غيوم خريف دون أمطار تهدأ الاجواء.
ستجد الكثير من الفنانات من الجيل الحالي حاولوا تقليدها إلا أنهم لم يشكلوا إلا توزيعا موسيقيا جديدا للنغمة واللحن الأساسي سعاد حسني.
فلنمضي في رحلة إلى هرم من أهرامات الفراعنة متوقفين عند آثار الجمال والأنوثة وقوة التعبير والإحساس العالي.
الولادة والنشأة والأصل:
أبوها الخطاط السوري المعروف محمد حسني البابا (الباباني)-ينحدر من أصول كردية نسبة للعائلة البابانية- الذي قدم من سورية إلى مصر وإستطاع بفنه ومهارته أن يفوز بإعادة فن الخط الى مصر،كما قام بزخرفة كسوة الكعبة المشرفة حينما كان يعمل في القصر الملكي السعودي ويعتبر أيضا من رواد فن الخط العربي ومن أشهر خطاطي يافا وكبار الخطاطين العرب، والجدير بالذكر أن الملك الفاروق كان قد إستدعاه ليتولى إدارة مدرسة تحسين الخطوط الملكية وكان مقرها مدرسة خليل آغا الثانوية في العباسية.
إبان ذلك غادر إلى مصر فمنحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجنسية المصرية عام 1965 واتصف محمد بأنه رجل شديد ومحافظ يمنع خروج بناته للتعلم فكان كثير الحرص إلا أن سعاد إستطاعت بشقاوتها وتمردها من كسر الحواجز والقيود، أماوالدة سعاد حسني فهي إمرأة مصرية تدعى جوهرة محمد حسن.
جدها هو المطرب السوري المعروف حسني البابا وشقيقه الممثل الكوميدي أنور البابا (أم كامل) الذي جسد شخصية المرأة الشامية أفضل من المرأة ذاتها.
شقيقات سعاد (صباح-سميرة-نجاة) صباح كانت تهوى النحت وتوفيت في حادث سير عام 1961 ولها ثلاث أشقا و (عازف الكمان عز الدين والخطاطين نبيل وفاروق).
ولدت سعاد في 26 ك2 في حي بولاق قرب قصر عابدين في القاهرة عام 1942،أتمت سعاد سنوات عمرها الأولى بهنا و إلا أنه في سن الخامسة انفصل والديها وعاشت سعاد مع أمها ثم اصطحبت الأم (سعاد-صباح-كوثر) لتتزوج من الأستاذ عبد المنعم حافظ الذي كان مفتشا في التربية والتعليم وأصر على أن تتابع سعاد تحصيلها العلمي فكانت أخت سعاد سميرة تعلمها الرسم بالإضافة إلى زوجها أحمد خيرت الذي كان يعلمها الموسيقى..
في هذه الفترة سقطت سعاد من على السلم وأصيبت بعمودها الفقري الذي طال تأثيره وأثر على حياتها في المستقبل أيضا..
لفتت موهبة سعاد سم الأستاذ أحمد خيرت زوج أختها _أستاذ الموسيقى _وكان ذلك عام 1945 وهي لا تتعدى الثلاث سنوات،فقرر تقديمها إلى بابا شارو وبابا شارو هذا هو الأستاذ محمد محمود شەعبان وتم الاحتفال بركن الأطفال بعيد شم النسيم في حديقة الحرية بالجزيرة،وغنت سعاد عام 1947 أغنية (أنا سعاد أخت القمر..بين العباد حسني انتشر..طولي شبر وجهي بدر..صوتي سحر كلي بشر).
يعد المكتشف الحقيقي لمواهب سهاد التمثيلية الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي كانت تربطه صداقة مع الأستاذ عبد المنعم حافظ،وعندما باشر الأستاذ الخميسي بتكوين فرقة مسرحية في جمعية أنصار التمثيل،ثم في شقة حي عابدين فاختار مسرحيتين ليفتتح يهما مسرحية (هاملت أمير الدانمرك)لشكسبير مسرحية (الأرض) لعبد الرحمن الشرقاوي،وكانت مسرحية هاملت بحاجة لفتاة جميلة لجسد دور (أوفيليا) حبيبة هاملت ولم يتردد الخميسي في تقديمها- تلك الفتاة التي لا يتجاوز طول قامتها 158 سم-وكانت ملامح سعاد تتطابق شخصية أوفيليا ذلك الوجه الضائع بين الطفولة والأنوثة، سعى الخميسي للحصول على وجه مصري وشكل مصري فأراد سعاد على خلاف نجمات ذلك العصر الفارعات الطول وذوات السمات الارستقراطية،فالخميسي أراد فتاة من صفوف الشعب لها سمات ابنة البلد.
لسو و الحظ الفرقة ما لبثت أن افترقت ولم تقدم مسرحية هاملت بعد تدريبات مكثفة وشاقة ولعل الضربة التي لا تقوس الظهر تقوي،فاندفعت سعاد بكل جوانحها ورسمت طريقا نحو التمثيل وبدأ مشوارها في الإبحار والانخراط في عباب الفن.
بداية المشوار:
جا و القدر بخطوات مفرحة ليبتسم لسعاد عن طريق ترشيح الأستاذ الخميسي لها للمخرج حسن الصيفي الذي كان من المقرر أن يخرج الفيلم ثم أخرجه الأستاذ هنري بركات الذي أُدهش بموهبة سعاد وأعجب بوعيها التمثيلي ورأى فيلم حسن ونعيمة النور عام 1959 ببطولة سعاد حسني والوجه الجديد والمغني محرم فؤاد الذي كان يغني في الحفلات والأعراس.
ساعدها كل من الأساتذة إبراهيم سعفان وعبد المنعم حافظ وعبد الرحمن الخميسي على القراءة والكتابة السليمة بالإضافة إلى الأستاذة إنعام سلوسة خريجة المعهد المسرحي التي دربتها على الإلقا و السليم.
أتقنت سعاد دورها من خلال دور فتاة قروية صغيرة تحاول أن تقتنص حقها في الحب وتمار حريتها في الاختيار،وقلبت سعاد بموهبتها الطاولة ليتحول المشاهد من فعل الفرجة إلى المشاركة،وأنهت عصر المرأة السلبية وكتبت أول سطر لتاريخ جديد في السينما المصرية وهي مازالت في طور تعلم كل شي و الكتابة والقراءة،في المشهد الأول اسمع صوتها الأخاذ وهي تقول (سي حسن) فتشعر بنشوة تطرب سامعيها واستطاعت نعيمة التغلب على حواجز المجتمع لتنتصر إرادتها وتتزوج من حبيبها حسن.
في العام الذي تلاه،نضج أدا و سعاد الفني لتبدأ حريتها في الاختيار فبدأت في فيلم (إشاعة حب) من إخراج فطين عبد الوهاب وأمام النجم عمر الشريف ويوسف وهبي،وحقق الفيلم جماهيرية ونجاحا فائقا ولم تقتصر سعاد على تقديم دور الفتاة الصغيرة سميحة التي تؤكد حقها في الحب وتمارس حريتها فحسب إنما تتجاوز المرحلة بأن تخوض غمار معركة حامية الوطيس.
كما كانت الترشيح الأول للقصص الثلاث للكاتب إحسان عبد القدوس مع المخرج صلاح أبو سيف،إلا أن صلاح لم يقتنع بها فلعبت دور البطولة سميرة أحمد بدور الخادمة وكان دور سعاد ثانويا بدور شقيقة العندليب عبد الحليم حافظ وذلك في فيلم البنات والصيف،كما شاركت في نفس العام بفيلمي (غراميات امرأة)من إخراج طلبة رضوان وبطولة أحمد رمزي وكمال الشناوي،ووقفت أيضا أمام الممثل يوسف وهبي مرة أخرى بفيلم (3رجال وامرأة) من إخراج حسن الإمام.
كان عام 1961 يحمل أخبارا سارة وبعض المحطات الباردة أيضا،والمحطة الباردة التي تعرضت لها سعاد كان رحيل أختها النحاتة صباح في حادث سير،أما على الصعيد الفني فقد غزر إنتاجها ليصل إلى سبعة أفلام هي:
السبع بنات بدور ابنة الموظف البسيط تتطلع للرفاهية وركوب طبقة الأغنيا و فيغرر بها أحد المحتالين لتكون الوحيدة بين شقيقاتها في تماديها بتجاربها العاطفية حتى تصل إلى قسم البوليس،الفيلم من إخراج عاطف سالم وبطولة نادية لطفي وأحمد رمزي.
السفيرة عزيزة بدور الحسنا و الجميلة الملقبة بالسفيرة،الفيلم من إخراج طلبة رضوان وبطولة شكري سرحان وعبد المنعم إبراهيم.
الضو و الخافت بدور الممثلة الشابة التي تصعد سلم الشهرة الفنية بسرعة بعد اكتشافها من قبل كاتب كبير فتصبح نجمة سينمائية مشهورة لتتمرد على زوجها وينتهي الأمر بها بتشويه وجهها جرا و حريق مسكنها وتتمنى أن يعود إليها جمالها بالتدخل الجراحي،الفيلم من إخراج فطين عبد الوهاب وبطولة شويكار وأحمد مظهر.
ه 3 كان أول فيلم تغني فيه سعاد ومن إخراج عباس كامل وبطولة رشدي أباظة وماهر العطار والمطربة طروب.
أعز الحبايب: بطولة سعاد حسني،شكري سرحان، أمينة رزق ومن إخراج يوسف معلوف.
لماذا أعيش من بطولة شكري سرحان وسعاد حسني وأمينة رزق ومن إخراج إبراهيم عمارة.
ما فيش تفاهم من بطولة حسن يوسف،نبيلة عبيد ومن إخراج عاطف سالم.
في عام 1962 قدمت سعاد خمسة أفلام هي موعد في البرج من بطولة فؤاد المهندس وصلاح ذو الفقار ومن إخراج عز الدين ذو الفقار.
الأشقيا و الثلاثة من بطولة أحمد رمزي وشكري سرحان ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
صراع مع الملائكة من بطولة حسن يوسف وصلاح سرحان ومن إخراج حسن توفيق.
من غير ميعاد من بطولة محرم فؤاد ونادية لطفي ومن إخراج أحمد ضيا و الدين.
غصن الزيتون الذي مثلت فيه سعاد شخصية تلميذة في المرحلة الثانوية مدللة تضع شباكها على معلمها لتصطاده وتتزوجه بيد أن صفو حياتها يتعكر نتيجة غيرة زوجها،الفيلم من بطولة أحمد مظهر وعمر الحريري ومن إخراج السيد بدير وعن رواية لمحمد عبد الحليم عبد اللە.
أما في عام 1963 فقدمت سعاد ستة أفلام هي
سر الهاربة أمام شكري سرحان وكمال الشناوي ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
شقاوة بنات أمام أحمد رمزي وكاميرا المخرج حسام الدين مصطفى أيضا.
الجريمة الضاحكة أمام أحمد مظهر وإخراج نجدي حافظ.
الساحرة الصغيرة أمام رشدي أباظة ومن إخراج نيازي مصطفى.
العريس يصل غدا أمام أحمد رمزي ومن إخراج نيازي مصطفى.
عائلة زيزي وكان دور سعاد فيه الحسنا و التي تعشق فن التمثيل وتتمنى أن تصبح نجمة سينمائية،من بطولة أحمد رمزي وإخراج فطين عبد الوهاب.
في بداية الستينات كانت أفلام سعاد أفلام جماهيرية تعتمد على شباك التذاكر وشعرت أنها بحاجة إلى نضج أكثر لكن المستلزمات المادية فرضت عليها بعض الأدوار التقليدية.
في عام 1964 لعبت سعاد بطولة أربعة أفلام هي:
الطريق
لعبة الحب والجواز أمام وحش الشاشة فريد شوقي وسمير صبري ومن إخراج نيازي مصطفى.
العزاب الثلاثة أمام حسن يوسف ومن إخراج محمود فريد.
المراهقان أمام عماد حمدي ومن إخراج سيف الدين شەوكت.
أول حب أمام أحمد رمزي ومن إخراج عبد الرحمن شريف.
حكاية جواز أمام حسن يوسف وشكري سرحان ومن إخراج حسن الصيفي.
للرجال فقط،في هذا الفيلم كشفت سعاد وبرهنت عن مقدرتها بلعب دور الرجال أيضا حيث تتنكر على هيئة رجل فجمعت بين الأنوثة المطلقة كما أنها خير مساعد للرجل،الفيلم من بطولة نادية لطفي وحسن يوسف ومن إخراج محمود ذو الفقار.
حمل عام 1965 الرقم ثلاثة بين طياته فشاركت سعاد في فيلمي:
الثلاثة يحبونها:من بطولة حسن يوسف وناهد شريف.
المغامرون الثلاثة:من بطولة حسن يوسف أحمد رمزي ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
النضوج الفني:
بالتزامن مع نضوج سنوات عمرها نضج أدا و سعاد الفني فوقفت أمام النجم رشدي أباظة وأمام كاميرا المخرج حسن الصيفي وعن قصة للكاتب يوسف السباعي في فيلم مبكي العشاق عام 1966.
صغيرة على الحب أمام رشدي أباظة ومن إخراج نيازي مصطفى،كان الفيلم ثاني تجربة لسعاد تظهر فيه كمغنية وممثلة،فهي تلعب دور الفتاة الاستعراضية التي تسعى لإثبات موهبتها الفنية ولو بالاحتيال فهي تقدم نفسها للجنة المسابقة الفنية على أساس فتاة صغيرة تجتاز سوار الطفولة في طريقها نحو المراهقة واستطاعت بكل اجتهاد أن تقنع المشاهد كما استطاعت أن تقنع النقاد بأنها الفتاة الصغيرة القريبة إلى حد الطفولة.
فارس بني حمدان أمام عماد حمدي ومن إخراج نيازي مصطفى.
جناب السفير أمام رشدي أباظة ومن إخراج نيازي مصطفى.
شقاوة رجالة أمام رشدي أباظة ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
ليلة الزفاف أمام أحمد رمزي ومن إخراج هنري بركات.
القاهرة 30 أمام أحمد مظهر ومن إخراج صلاح أبو سيف وعن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ وكان دورها الزوجة الثانية الغانية،وللفيلم حكاية قدم الفيلم عام 1956 للرقابة لتوافق عليه وكان اسمه القاهرة الجديدة فغيرت الرقابة اسمه إلى القاهرة 30 للإيحا و بأنه ينتمي إلى ماض كريه قبيل الثورة،فظل الفيلم لمدة عشر سنوات يتعثر في الرقابة ولو أن الرقابة وافقت على فورها لما كنا حظينا بظهور سعاد لان عمرها كان لايتجاوز ال14 عاما ولكن لحسن الحظ أن الرقابة ماطلت.
في عام 1967 قدمت سعاد أربعة أفلام هي:
شقة الطلبة أمام حسن يوسف وأحمد رمزي ومن إخراج طلبة رضوان.
شباب مجنون جدا أمام سمير صبري وأحمد رمزي ومن إخراج نيازي مصطفى.
اللقا و الثاني أمام حسن يوسف ومن إخراج حسن الصيفي.
الزوجة الثانية أمام شكري سرحان ومن إخراج صلاح أبو سيف.
تعد سنة 1968 من أغزر إنتاجات سعاد سينمائيا حيث مثلت في 8 أفلام هي:
حكاية 3 بنات أمام حسن يوسف ومن إخراج محمود ذو الفقار.
حوا و والقرد أمام محمد رضا ومن إخراج نيازي مصطفى.
نار الحب أمام حسن يوسف ومن إخراج فاروق عجرمة من إنتاج لبناني.
حلوة وشقية أمام محمد عوض ومحمد رضا ومن إخراج عيسى كرامة.
بابا عاوز كده أمام رشدي أباظة ومن إخراج نيازي مصطفى.
الزواج على الطريقة الحديثة أمام حسن يوسف ومن إخراج صلاح كريم
التلميذة والأستاذ أمام شكري سرحان ومن إخراج أحمد ضيا و الدين.
الست الناظرة أمام شكري سرحان ومن إخراج أحمد ضيا و الدين أيضا.
لعبت سعاد دورا جديدا عليها في عام 1969 بفيلم نادية ليكون بمثابة تأشيرة الدخول إلى الأدوار الصعبة المركبة بدور الفتاة المشوهة فكان خير امتحان،يذكر أن الفيلم من إخراج أحمد بدر خان وبطولة نور الشريف وعن رواية ليوسف السباعي.
وقدمت أيضا فيلم بئر الحرمان من إخراج كمال الشيخ وعن رواية جمال حماد وبطولة محمود المليجي ونور الشريف وكان دورها الفتاة التي تعاني من المرض النفسي لتنسلخ عن شخصية ناهد الشريفة وتتحول في الليل إلى غانية مبتذلة ميرفت.
كما أدت دور القاتلة الهاربة في فيلم شي و من العذاب من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة يحيى شاهين.
وأخذت بطولة فيلم فتاة الاستعراض أيضا في نفس العام من إخراج محمود ذو الفقار وبطولة حسن يوسف وعادل إمام.
في بداية حقبة السبعينات بدأت سعاد تعتمد على الكيف على حساب الكم،وربما يجدر أن يسمى بالنسبة لسعاد عام 1970 بعام رشدي أباظة فقد وقفتْ مرتين أمامه في فيلمي غروب وشروق من إخراج كمال الشيخ وعن رواية لجمال حماد وبدور المطلقة اللعوب فاستحقت عنه جائزة المهرجان القومي.
وفيلم الحب الضائع بدور الأرملة عن رواية لطه حسين و أمام كاميرا المخرج هنري بركات وشارك الفيلم في أسابيع الأفلام وبعض المهرجانات.
وقفت سعاد أمام كاميرا المايسترو يوسف شاهين في عام 1971 في فيلم الاختيار وبطولة عزت العلايلي ومحمود المليجي، كما أخذت بطولة فيلم زوجتي والكلب في نفس العام من إخراج سعيد مرزوق وبطولة نور الشريف.
النصر الأكبر:
سطعت نجمة الصباح في سما و مصر بولادة فيلم خلي بالك من زوزو عام 1972 وبطولة حسين فهمي ومن إخراج حسن الإمام،واستمر عرض الفيلم 53 اسبوعا متواصلا في دور عرض الدرجة الأولى ويعتبر من أكثر الأفلام جماهيرية في تاريخ السينما العربية،وللفيلم حكاية تقول بأن شاعر الثورة صلاح جاهين أراد تقديم زوجته منى قطان في فيلم تأخذ بطولته،فقدمها للمخرج حسن الإمام،بيد أن حسن لم يجامل على حساب فنه وقدم سعاد في دور رئيسي وكانت زوجة صلاح هي الممثلة المساعدة لها إلى أن يتعرف الجمهور عليها ثم يقدمها في دور رئيسي.
وللفيلم قصة أخرى كما يقول المخرج سمير سيف:
(تجربتي مع سعاد ترجع إلى عملي في فيلم الناس والنيل ليوسف شاهين وكانت وقتها زوجة للصديق العزيز المخرج علي بدر خان وكان طبيعيا أن أتعرف عليها جيدا وأستطيع أن أقول أنها آمنت بقدرتي الفنية منذ أن كنت مساعدا للإخراج ثم رشحتني للعمل مساعدا أول مع حسن الإمام
في فيلم خلي بالك من زوزو وفي هذا الفيلم حدثت صدفة غريبة في آخر أيام التصوير،فقد تلقى المخرج حسن الإمام دعوة إلى مهرجان موسكو وكان لا بد من سفره قبل انتها و التصوير بثلاثة أيام وهي الأيام التي سيصور فيها استعراض أغنية خلي بالك من زوزو وجز و من حلم الأم تحية كاريوكا الذي ترقص فيه زوزو،رقصة في شارع الهرم.
ولم يكن من الممكن تأجيل التصوير عشرة أيام لعودة المخرج لأن ارتباط الفيلم بموعد العرض فقرر حسن بدعم من سعاد أن استكمل الأجزا و وعدم الاستعانة بمخرج آخر ولم يكن لي سابقة إخراجية قط وشا و القدر أن تكون أولى تجاربي الإخراجية من بطولة سعاد).
كما أخذت بطولة فيلم الخوف من بطولة نور الشريف وفيفي عبده وإخراج سعيد مرزوق،ولعبت بطولة فيلم الناس والنيل من بطولة عزت العلايلي ومحمود المليجي وإخراج يوسف شاهين بمشاركة نجوم من الاتحاد السوفيتي.
في العام الذي تلاه لعبت سعاد بطولة فيلم (غرباء) من بطولة شكري سرحان وحسين فهمي وإخراج سعد عرفة،وشاركت أيضا في فيلم (الحب الذي كان)بدور زوجة ثم مطلقة، من إخراج زوجها المخرج علي بدر خان وبطولة محمود ياسين ومحمود المليجي.
في عام 1974 لعبت سعاد بطولة فيلم أين عقلي من بطولة محمود ياسين ورشدي أباظة ومن إخراج عاطف سالم عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس.
كمحاولة من حسن الإمام لإعادة استثمار نجاح خلي بالك من زوزو،خرج فيلم أميرة حبي أنا إلى النور من بطولة حسين فهمي ومنى قطان ومن إخراج حسن الإمام إلا أن الفيلم لم يحقق الجماهيرية السابقة.
شهد عام 1975 صعود سعاد لكرنك الحياة بمحطاته الباردة والحارة،فكان فيلم الكرنك أمام نور الشريف ومحمد صبحي وفريد شوقي ومنى قطان و كاميرا المخرج علي بدر خان وعن رواية للأديب نجيب محفوظ.
أصبحت الأفلام تعتمد على اسم سعاد لتروج جماهيريا، وشاركت في نفس العام بفيلم (على من نطلق الرصاص)أمام النجوم محمود ياسين وعزت العلايلي ومن إخراج كمال الشيخ.
أسست سعاد شركة للإنتاج مع شاعر الثورة صلاح جاهين والمخرج رأفت الميهي سميت (سندريلا) فأنتجوا فيلم الموحشة عام 1978 من بطولة محمود عبد العزيز ومنى قطان وليلى فوزي ومن إخراج سمير سيف عن مسرحية للكاتب الفرنسي جان أنوى وكان دور سعاد فتاة سيرك،فاستحقت جائزة أفضل ممثلة من وزارة الثقافة.
عن مسرحية للكاتب شوقي عبد الحكيم وأمام كاميرا علي بدر خان صورت سعاد فيلمها شفيقة ومتولي عام 1979 ومن بطولة أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ويونس شلبي.
في بداية الثمانينات وتحديدا عام 1981 سطعت سعاد في فيلم أهل القمة مع المخرج علي بدر خان وعن قصة لنجيب محفوظ وأمام النجوم نور الشريف وعمر الحريري وعزت العلايلي.
كما وقفت أمام النجمين عادل إمام وفاروق الفيشاوي في فيلم المشبوه من إخراج سمير سيف،كما كانت على موعد على العشا و مع المخرج محمد خان والنمر المصري أحمد زكي والوسيم حسين فهمي في فيلم موعد على العشاء.
في عام 1982 أخذت سعاد بطولة فيلم غريب في بيتي من إخراج سمير سيف ومن بطولة نور الشريف وجورج سيدهم،وجا و موعدنا مع فيلم يعتبر من أجمل أفلامها والذي حقق جماهيرية عالية ويعتبر التجربة الوحيدة بين سعاد والمخرج محمد فاضل في فيلم حب في الزنزانة من بطولة عادل إمام ويحيى الفخراني،ولكن هذا العام شهد محطة باردة في حياة سعاد وكان ذلك بتقديم المخرج صلاح أبو سيف لسعاد بدور بسيط جدا في فيلم القادسية وبمشاركة عزت العلايلي وليلى طاهر ومن إنتاج عراقي ولكن المؤسف في الأمر أن المخرج صلاح كان قد قدمها بدور قوي في أقوى أفلامه القاهرة 30 ورضي أن يعطيها دورا ثانويا بسيطا في فيلم القادسية ناسيا أنها سندريلا مصر ونجمة الصباح وحورية النيل.
بدأ مستقبل سعاد السينمائي يكتب بالخطوط الرمادية نهاية لمشوارها،فشاركت في عشرة حلقات من مسلسل تلفزيوني اسمه هو وهي من إخراج يحيى العلمي عام 1985.
عن رواية لتوفيق الحكيم ومن إخراج يوسف فرنسيس وبطولة نور الشريف شاركت سعاد في فيلم عصفور الشرق عام 1986، كما وقفت أمام كاميرا المخرج علي بدر خان في فيلم الجوع بدور زبيدة التي كانت شخصية باردة لم تتماشى مع سير الأحداث فبقيت ساكنة ولم يرضي ذلك عشاق سعاد ليكون انكسارة أولى ويذكر أن الفيلم من بطولة يسرا ومحمود عبد العزيز بالإضافة لسعاد.
وجاءت نكسة سعاد الحقيقية بفيلم من الدرجة الثالثة اسمه (الدرجة الثالثة) من إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد زكي وجميل راتب،وشاركت أيضا بفلم من إنتاج مغربي اسمه أفغانستان لماذا ومن بطولة عبد الله غيث وإخراج عبد الله المصباحي.
كانت آخر محطة لسعاد في مشوارها السينمائي عام 1991 مع يسرا وأحمد زكي و مع زوجها السابق وصديقها المخرج علي بدر خان الذي قدمها في فيلم الراعي والنسا و إخلاصا لها وكان ولا و شخصيا لعلي،فقد كانت تضغط على آلامها وعلى حجمها الفني في الفيلم ليخرج إلى النور،وبدأت عندها السمنة تظهر عليها وجهها يفقد ضوءه الساطع ليكتب في النهاية خاتمة لمشوارها السينمائي وبداية لانطفا و نجمة الصباح وإخفا و الغيوم لأخت القمر.
يذكر هنا أنها قامت ببطولة عمل إذاعي في رمضان من خلال مسلسل أيام معك مع الفنان أحمد مظهر..
قصة المرض والأقلام السودا و:
أصيبت سعاد في صغرها بإصابة في العمود الفقري،فأثرت الحادثة على حياتها في المستقبل وأخبرها الأطبا و باحتمال إصابتها بالشلل،تابعت علاجها في فرنسا ولم ينجح فغادرت إلى بريطانيا لتكمل العلاج واكتشفت هناك أنها مصابة بالتهاب عصبي أدى إلى تغيير ملامح وجهها وصعوبة في تحريك ذراعيها.
أغلقت كل المنافذ في وجه سعاد بفقدها لوالدها الروحي صلاح جاهين،ثم فشل أواخر أفلامها وبدأ يزداد وزنها وأضرت الأدوية بأسنانها مما دعاها إلى زراعة أسنان جديدة وأصيبت بشلل في عضلة الوجه.
أشاعت بعض الأقلام السودا و شائعات بأن سعاد تتسول في لندن وتستدرج عاطفة الجالية العربية هناك وحاول الكثيرون وقف المنحة المقدمة من الدولة لعلاجها بحجة أنها تقوم بعمليات تجميلية ترفيهية مما يرهق الميزانية،وقررت الحكومة المصرية إلغا و قرار العلاج واتهمها البعض بالإدمان على الكحول والمخدرات.
وكما ذكر الإعلامي المصري مفيد فوزي في زيارته لسعاد بأنه كان يحمل شيكا بمبلغ كبير إلا أنها عندما سألته عن مصدر الشيك قال إنه من فاعل خير فرفضت سعاد أخذ المال،وطلبت منه إعادته إلى صاحبه مع تقديم الشكر نيابة عنها.
رحلة اڵالام:
وصلت سعاد لندن يوم الأربعا و 16 تموز عام 1997 فسكنت مع صديقة لها خارج لندن في منطقة (كنت) وهكذا بدأت رحلة العلاج ولكن المسافة الطويلة الشاقة اضطرها للسكن في بيوت الطالبات في منطقة الكروم ويل،ثم ذهبت لفندق اڵاليزابيث في نفس الحي وأمضت ست أشهر ثم استأجرت شقة صغيرة رقم 7 في البناية رقم 8 تقع في شارع كولنجهام في حي ليسنجتون الراقي،ثم غادرت بعد ستة أشهر إلى الشقة رقم 5 في المبنى لتسكن فيه المرافقة لها اڵانسة مها طالبة مغربية كانت خير عون لها.
بعد ذلك قامت بتأجير شقة رقم 3 في نفس المبنى لتضع فيها أغراضها ومتعلقاتها من كتب وملابس وكانت الشقة ملكا للأستاذ العراقي فيصل علي،ثم غادرت في 20آذار عام 2001 إلى مصحة شابنينز..
جرعة ألم:
تعرضت سعاد في المصحة لبرنامج قاس وهنا برنامجها اليومي:
الاستيقاظ الساعة الثامنة ثم مشي نصف ساعة من الثامنة والنصف حتى التاسعة والنصف إفطار صحي من التاسعة والنصف حتى العاشرة والنصف تدليك،من العاشرة والنصف حتى الحادية عشر راحة،من 11،30 حتى 12 مشي مع تحريك كل عضلات الجسم،من 12 حتى 12،30 راحة،من 12،30 حتى 2 غداء،من 2 حتى 3 مشي بطيء، من 3حتى 3،30 علاج طبيعي على البطن،من 3،30حتى 4 راحة،من 4 حتى 5 محاضرة عن الأكل الصحي كانت تغيب عنها،من5حتى 6 استرخا و تام،من 6حتى 7 يوجا،من 7 حتى 9 فترة العشاء،وبعدها مشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب أو النوم.
فقدان القمر لشقيقته:
قررت سعاد العودة إلى مصر بعد تحسن ملحوظ في صحتها في حزيران عام 2001 ولكن فوجئ الجميع بأن سعاد قد لقيت مصرعها في 21 حزيران عام 2001 في لندن إثر سقوطها من الطابق السادس في مبنى ستيوارت تاور من شرفة شقة صديقتها نادية يسري التي انتقلت إليها قبيل رحيلها بأيام ليرتطم ذاك الجسد الناعم بقسوة قلب الأرض وتفقد الحياة إثرها وليختفي قمر أسطع سما و السينما المصرية لعقود من الزمن والأزمان.
من حجب القمر؟؟!!..
تقول نادية يسري:(الذين اتهموها بقتل سعاد وهي صديقة سعاد من حوالي 30 عاما للاستيلا و على مجوهراتها ودفتر مذكراتها،وقد دافعت نادية عن نفسها بعبارات ملخصها: لقد قامت بقص أسلاك الشرفة الذي تم وضعه لمنع الطيور من الدخول،كما كانت تعاني من نوبة اكتئاب بعد أن قرأت قصة تسولها في لندن في إحدى الصحف المصرية وفي يوم الحادث خرجت نادية لشرا و طعام العشا و وتركت سعاد بمفردها وعندما عادت لم تجدها فخرجت إلى الشرفة لتتفاجى و بالناس متجمعين حول جثة سعاد ولم يكن لديها سوى 3950 جنيه إسترليني للعلاج و58 جنيه للنفقات.
أما شريهان فقد أكدت أنها هاتفت سعاد في ظهر الخميس اليوم الذي صادف مصرعها وأن سعاد أخبرتها بأنها عائدة لتوها من السينما وسعيدة بإنقاص وزنها وسوف تعود في شهر يوليو..
وعلى الأغلب بأن سعاد قتلت ولم تنتحر لأنها أعلنت توبتها بالإضافة إلى أن هذه العمارة اسمها عمارة الموت قتل فيها عشرة أشخاص في ظرف 10 سنوات،ولكن السبب الرئيسي ورا و مقتلها هل هو السرقة أم بدافع سياسي بسبب مذكراتها الصريحة أم بسبب الغيرة الفنية لنقرأ ونتمعن السطور القادمة ونحكم:
أقوال الشهود:
السيدة دانييلا إيليون الممرضة في المصحة قالت:(أنها فقدت وزنا ملحوظا وكانت باسمة على الرغم من التعب الواضح على وجهها).
السيدة جيل كروزون مدرسة الكمبيوتر في المعهد الذي كانت تدرس فيه نادية يسري قالت بأن نادية كان عندها امتحان في ذلك اليوم يوم الخميس الساعة 6 مسا و ولكنها غادرت مبكرا عن الموعد المحدد للانصراف.
شهادة سيدة مغربية اسمها إيمان الإدريسي تقيم مع أسرتها في عمارة ستيوارت تاور:
ابنها كان شاهدا على واقعة السقوط،تقول السيدة:
إن ابنها أحمد يبلغ من العمر 6 سنوات كان يلعب على الشرفة ورأى شخصا يسقط وجرى إلى والده في صالة الشقة وقال انه رأى شخصا يسقط على ارض الكراج فنظر والده ورأى الجثمان، فنزل غليه فورا وقال لزوجته أن تبلغ الشرطة وأكملت بأن زوجها هو أول شخص يصل للجثمان وكان معه احد السكان وقال زوجها أن نادية جاءت من الخلف تركض إلى الجثمان وتحاول أخذ شي و من اليد اليمنى لسعاد ولكنه منعها أن تقترب..
وتكمل السيدة: بأن هناك كان مشاجرة كلامية مسموعة داخل شقة نادية يسري قبل عشرين دقيقة من وقوع الحادث بين رجل وامرأة تستغيث.
قال الصحفي منير مطاوع: (بأن هناك شاب مصري يملك مفەتاح شقة نادية يسري يرعى المكان في غيابها).
وفشلت القضية في حل رموزها نتيجة الكسل في التحقيقات البريطانية العمدي أو الغير عمدي والله أعلم وأدلة تصرخ قادمة:
الأداة الحادة التي قطعت بها الأسلاك لم تكن موجودة فهل قطعتها سعاد بأيديها !!؟؟
لمَ كل أرقام جوالها الصادرة والواردة مُسحت.
ما سبب الكسر الموجود في أعلى جمجمة رأسها التي أكدت عليها السيدة جنجاه أخت سعاد.
المصادفة الغريبة أن ترحل سعاد في نفس يوم ميلاد العندليب الأسمر.
وأخيرا رحلت أخت القمر دون أن يتحرك المجتمع ودون أن يستكشف أحفاد شارلك هولمز الحقيقة،ويكونوا عارا على شرطة اسكتلنديار وسام خزي لفشلهم وتملصهم من المسؤولية.
وأذكر هنا أن تكاليف المحاكم كان قد تكفلها كل من الأستاذ ماهر عواد والسيدة جنجاه ولم يتقاضى المحامي المصري عاصم قنديل والمترجمة مروة جاد الله أية نقود مقابل أتعابهما. [1]