السيدة عاديلة إمرأة كوردية معروفة، بنت عبدالقادر بك صاحقبران، ولدت في سنة ١٨٥٩ في مدينة سنة من شرق كوردستان ونشأت بين عشيرة أردلان، وبعد سقوط سلطة البابانيين أستقرت هي وعائلتها في سنة.
في عام ١٨٩٥ تزوج من عثمان بك، بن محمد باشا جاف، وأستقروا في حلبجة وعاشوا فيها، وبعد رحيل محمود باشا،أصبح عثمان بك من كبار عشيرة الجاف وبالتالي أختير من قبل الدولة العثمانية لكي يتولى منصب قائمقام حلبجة آنذاك.
وكانت السيدة عاديلة تشاور زوجها في كافة أموره وتساعده، وكان هذا سبب لكي تكسب شهرة واسعة خلال مدة قصيرة بحيث روى عنها المؤرخون بسبب نشأتها بين الأردلانيين، أكتسبت محبة الأيرانيين لها،وعكس ذلك قُبلت بكره شديد من قبل الأتراك.
أشتهرت السيدة عاديلة برحمتها و حبها للخير، و أنشأت في مدينة حلبجة سوق و ثلاث منازل كبيرة، و شهدت حلبجة في ذلك العصر تقدم و إزدهار عمراني، و كان لها دور فعال
في توحيد عشيرة الجاف.
عاش الميجر سون فترة من الزمن في ديوان السيدة عديلة، و كتب عنها و عن شجاعتها في أحدى مذكراته، كذلك أشاد محمد أمين زكي بالسيدة عديلة و بحضورها المتميز و ذكائها
الذي كان له دور بارز في تسيير أمور زوجها و المنطقة بأكملها و إستطاعتها في الولوج في جميع النواحي العمرانية و الحضارية من أجل النهوض بمدينة حلبجة إلى مستوى أفضل.
في سنة ١٩٠٩، ذهب الميجر سون إلى حلبجة تحت أسم تاجر إيراني، و استطاع أن يتعرف عليها عن قرب من خلال صورة كانت بحوزته، هذه الصورة تركت أثراً بالغاً في نفسية السيدة عديلة.
حسب ماقاله سون، أن السيدة عديلة كانت إمراة متفهمة و صاحبة شخصية قوية جداً، حاكمة عادلة في منطقة شاره زور، ليس فقط في مجال السياسة و إنما كانت لها محكمتها
الخاصة و أنشأت سجناً و كانت تترأس المحاكمات بنفسها و تسجن العناصر المسيئة من الرجال.
بالإضافة إلى كل هذا انشأت منزل وبناية فخمة و سوق بالغ الترتيب و النظافة في حلبجة التي كانت أحد القرى التي تعاني من الإهمال و التقصير من جميع النواحي الخدمية و
الصحية نتيجة التقصير من قبل الدولة العثمانية، و استطاعت عديلة أن تجعل منها مركزاً سياسياً و تجارياً كبيراً، الأمر الذي أدى إلى إزدياد مطامع الساسة العثمانيين و محاولاتهم إلى تأسيس مقراً لهم، لكنها لم تدعمهم يحصلون على مبتغاهم في تواجد مقرللعثمانيين في حلبجة.
و في هذا الشأن لم يستطع أحد أن يخرج عن كلام السيدة عديلة، و أجربت كل الأطراف على إحترامها و الموافقة على كل آراءها.
ئيدموندز، و هو عضو ناشط في الكولونيال البريطاني في كوردستان و العراق أجمع آنذاك، وبعد أكثر من عشر سنوات بعد الميجر سون ذهب إلى السيدة عديلة و كتب عنها و وصفها مثل ما وصفها سون و أكثر.
السيدة عاديلة، بعد الحرب العالمية الأولى و بعد وفاة زوجها ترأست أكبر قبيلة كوردية التي كانت تعرف بقبيلة الجاف، و كان زوج السيدة عديلة عثمان باشا رجلاً عطوفاً و
مليئ بالحنية، و كان قليل البقاء في منطقة حلبجة، كان دائم التنقل و السفر بين مدن السليمانية و كركوك و الموصل، تاركاً جميع أعباء العمل و الحياة على عاتق زوجته
عديلة.
و كان ممثل قائد القوات البريطانية قد زار السيدة عديلة لتقديم الشكر و التقدير لها، و كان الأنكليز يدعونها بالـ سيدة، و من كثر محبتهم لها كانوا يلقبونها
بالسيدة الهندية السيدة به هادوور، و كانت عند الأكراد بمثابة الملكة التي لم تتوج.
وفاها الأجل في يوم ١٩ تموز في عام ١٩٢٤، عن عمر يناهز الخامسة و الستين، و دفنت في مقبرة أبا عبيدة الجراح المعرف عند الأكراد بـ عبابيلي.
المصدر: موقع كردسات