د. آزاد أحمد علي
مركز رووداو للدراسات
2017
شغلت مسألة مروعية السلطة وتحسن أنماط الحكم، بالتالي شكلت الديمقراطية هاجسا للإنسان عر عﮪود طويلة ومتعاقبة من الزمن، حتى باتت الديمقراطية أول المخارج في سياق البحث عن حل لإشكالية السلطة. كما تعد الديمقراطية بحق من أﮪم المنجزات الفكرية – السياسية التي تفاعلت بعمق مع الحياة الاجتماعية ونظمتﮪا منذ آلاف السنن، فقد أثرت بدرجات متفاوتة في أشكال الحكم والنظم السياسية، وإن في فترات متباعدة. كانت الديمقراطية ومازالت من الأهمية لدرجة أنﮪا نافست الأيديولوجيات، بل حتى الأديان السماوية عر التاريخ، فتمكنت في كثر من الحالات والظروف، أن تضبط إيقاع وسطوة المقدس وبالتالي تأثره الشديد عى حياة الإنسان والمجتمعات. لذلك نفترض بأن الديمقراطية من التأثر والقوة، بحيث كادت أن تتحول إلى دين جديد، إلا أن طبيعته الوضعية الصريحة حصنته ومنعته من ذلك. وبفرض أن شخصا محددا قد إبتكرﮪا وطالب الأتباع بنرﮪا، لربما كانت اليوم في مصاف الأديان السماوية، تنافسها حينا وتزحيﮪا أحيانا، إن لم تكن في مقدمتﮪا جميعا. خمدت الديمقراطية كمنظومة حكم ومروع إصلاح، حتى تم نسيانها لآلاف السنن، ثم تجددت بعد عصر النهضة الأوربية، خاصة بعد هيمنة النظام الرأسمالي الغربي. إلى أن إزدادت الحاجة للديمقراطية في الزمن المعاصر مع تراكم معضلات المجتمعات والدول الواقعة خارج العالم الأوروأمريي. تبلورت ﮪذه الحاجة بعد أن إنتقل الصراع حول أفضلية نمطي الديمقراطية الليرالية أو الإشتراكية إلى العالم الثالث منذ أواسط القرن العرين، ليزيد من تعقيد عملية نقل وتوطن الديمقراطية في البلدان النامية، أو في الدول ما تحت المستعمرات، التي تحولت أغلبﮪا إلى دول مستقلة، أواسط القرن العرين. عى ضوء تزايد ﮪذه الحاجة لمعرفة أسس الديمقراطية في عموميته، اندرج ﮪذا البحث، كما أن الﮪدف الخاص من صياغته ﮪو تسليط الضوء عى هموم الحكم وتلمس آفاق تطوير الديمقراطية في إقليم كوردستان العراق، كونﮪا ترجمة لحكم الكورد من جﮪة وتعبر عن استثنائية الحالة الكوردية عى الصعيد العالمي.[1]