لم تعتبر الحكومة التركية سيطرتها على منطقة عفرين – شمال غرب سوريا احتلالاً، لتتنصل من واجبات ومسؤوليات تفرضها قوانين ومواثيق دولية، كما أن سلطاتها في المنطقة تمارس أسوأ تطبيقات اغتصاب أراضي الغير، فهي تواظب على سياسات التغيير الديمغرافي والقمع والاضطهاد بحق الكُرد فيها.
في ظل حالة الفلتان والفوضى، ونتيجة اقتتال ميلشيات مسلحة فيما بينها بسبب خلافات حول المسروقات والاستيلاء على الممتلكات والعقارات أو لأجل إعادة ضبطها من قبل جيش الاحتلال، وتوالي التفجيرات بين المدنيين، يتجنب أهالي عفرين التنقل وخاصة ضمن المدينة، إلا للضرورة، وكذلك هناك شلل عام في مجالات الانتاج والخدمات وبالتالي تدني فرص العمل إلى أدنى المستويات، إضافةً إلى سرقة ممتلكات ونهب مواسم، مما يهدد حياة المواطنين بالفقر والتشرد.
كما تجري عمليات الاختطاف والاعتقالات العشوائية بنفس وتيرة الأشهر الماضية، فأكثر من /1000/ محتجز، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، مجهولي المصير، منهم الحاج علي سليمان علو- مواليد 1933، قرية ميدانكي، منذ خروجه من بيته صباح 17/7/2018 متوجهاً إلى أرضه، والدكتور رياض ملا منذ ما يقارب أربعة أشهر لدى خطفه من منزله بعفرين، وهو أكاديمي مدرس إدارة أعمال في جامعة حلب قبل الحرب، وأسس مدرسة ابتدائية واعدادية خاصة، ومقصف تم نهبه وتدمير أجزاء منه. ومن قرية كورا-جنديرس، اختطف مؤخراً المواطن عبد الحميد سليمان من قبل فصيل مسلح وأُفرج عنه بعد ثلاثة أيام، واعتقل الشاب الثلاثيني محمد رشيد سليمان والمواطن محمد جلال خورشيد من قبل الشرطة العسكرية، والشاب الثلاثيني ريزان كدرو قد اعتقل منذ تسعة أشهر وهو مجهول المصير.
هذا، وبعد غياب يومين عن مركز عمله- محل حلاقة، وُجِد المواطن الثلاثيني خوشناف فائق حنان من قرية بربنه- راجو، بتاريخ #07-02-2019# متوفي شنقاً داخل منزله بمدينة عفرين.
قرية قُرت قلاق- ناحية شران، فيها حوالي /200/ منزل، وعاد إليها حوالي /170/ عائلة، وتم توطين أكثر من /30/ عائلة مهجرة فيها، إذ تعرض أهاليها إلى مضايقات شديدة وسرقات، وحصار أحياناً، واعتقال بعض أبنائهم، كما أن الغابات المحيطة بها قد تعرضت لعمليات قطع وتحطيب كبيرة، تهددها بالزوال.
وفي قرية حبو- معبطلي، بعد تعفيش المنازل وسرقتها سابقاً، عمد المسلحون إلى فك كافة أبواب ونوافذ سبع منازل، كما تم تخريب بعض قبور متوفيها.
وفي سياق إزالة بنى تحتية للمنطقة ومحاولة قطع سبل التواصل معها إلاّ عبر شبكات تركية، بغية التحكم والمراقبة وإضفاء الطابع التركي واحتكار مجالات الاستثمار، قامت السلطات المحلية بإزالة أبراج الاتصالات في ناحية جنديرس واستبدالها بأبراج تركية، إلى جانب تغطية شبكات النت التركية، وكانت قد قُصفت أبراج قرى (خليل، موسكه، بيخجه، قطمة) أثناء العمليات الحربية ضد المنطقة، إضافةً إلى سرقة أعمدة وكابلات شبكات الهاتف الأرضي ومجموعات توليد الطاقة وتحويل مباني بعض مراكزها إلى مقرات عسكرية في استهداف مبرمج لتعطيلها، حيث أن واقع الاتصالات السورية في المنطقة أصبح سيئاً للغاية.
تتعمّد حكومة العدالة والتنمية، عبر فتح معاهد دينية وجمعيات خيرية ومدارس بإدارة موالين لها، وفق برامج مدروسة مخططة، إلى نشر التعصب الديني والفكر القومي الطوراني المتطرف، إذ لم تخلو افتتاح معهد الفتح المبين في قرية كرزيليه ومدرسة في قرية بيباكا ومركز سليمان الحلبي في قرية كوتانا، من شعارات الذئاب الرمادية والأعلام التركية، وتشجيع الأطفال الصغار على تلقي تلك الثقافة، على خلفية وصف الكُرد بالأعداء والملاحدة، والتضييق عليهم لدفعهم نحو التهجير القسري، حيث أن الاهانات توجه إليهم بأشكال عديدة؛ مثال على ذلك، لدى توجيه طالبة عبارات مسيئة وشوفينية لطالبة وللكُرد في مدرسة (فيصل قدور، سيف الدولة- معهد آمارا) وضربها نشب عراك بين طالبات كُرد وعرب في الأسبوع الفائت.
في هذا الشتاء البارد نسبياً، يلجأ المسلحون والذين تم توطينهم من مهجري الغوطة وحمص وغيرها، إلى قطع الأشجار على نطاق واسع، أشجار حراجية ومثمرة، في جريمة منظمة ضد البيئة والمجتمع، تحت أنظار الجيش التركي، حيث أن أشجار مزار أصلان دادا قرب قرية كرزيل الجبلية- بلبل المعمرة قد تعرضت لقطع كامل، وكذلك شجرة معمرة تقع ضمن أرض المواطن رشيد حج قدري، خلف تل دديرا- بلدة ميدانكي، وأشجار زيتون شمالي مدينة عفرين وفي قرية كفرشيل، إلى جانب الكثير في مواقع ذكرنا أسماء بعضها سابقاً.
انتهاكات وجرائم ترتكب في وضح النهار وتحت ظلام الليالي، لم تنل نصيبها الوافي من تغطيات إعلامية ورصد تقارير حقوقية، ولا يمكن إنهائها إلا بإنهاء الاحتلال التركي الغاشم.
#09-02-2019#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)