صلاح جلال/ ماجستير أديان [1]
صدرَ مؤخراً كتاب في شكل ملزمة لطلاب قسم (الأديان والمذاهب وحوار الحضارت) بعنوان فلسفة الدين والتدين –في منظور الدعوة الى الله –رؤية تحليلية معاصرة من تأليف د. رعد توفيق البياتي. وهو موضوع جديد من حيث الشكل والمضمون ولأول مرة يتطرق الى هذا العنوان في التأريخ الإسلامي، وهو مصطلح نحت في أواخر القرن الثامن عشر ليحل محل الإلهيات الطبيعية التي تعد على مناهج البحوث ومعايير العقلانية الفلسفية، في اللاهوت عند المسيحيين،. كما أشار اليها الباحث تحاول أن تلفق بين أمرين:الفلسفة التي فيها صبغة نقدية والمسيحية التي دخل عليها الجرح والتعديل كي تبدو عقلانية أكثر، ايتقبلها العقل.
وبهذا يحاول المصطلح اثبات عقلانية وعدم مثالية التعاليم المسيحية. بأن فلسفة الدين هي تفكير حول مجرد الدين يمكن أن يتفلسف بالدين دون تبرير أو دفاع.
وقد تشبه فلسفة الدين من حيث الموضوع الإلهيات والعقيدة وعلم الكلام ودراسة الأديان لكنه يختلف من حيث المنهج وطريقة الاستدلال.
وقد تشبه من حيث المنهج والهدف علوم مابعد الطبيعية وفلسفة الإلهيات من حيث المنهج العقلي والتأملي لكن موضوعاتها تختلف. ويشير الباحث بأن المصطلح يتراوح بين الإلهيات والفلسفة وأيضا يختلف عن علم الكلام لدى المسلمين.
والذي هو دفاع عقلاني واستدلالي وفلسفي عن الدين. في حين أن الفلسفة كأحد فروع الفلسفة: هي حركة العقلية والتفكيرية الحرة في نطاق الدين والمذهب.
وفي المحاضرة الثانية يحتفل في مجالات فلسفة الدين. بما هو تغطية ودراسة الأبعاد السبعة التي تظهر على النتائج للتدين القولي والعملي للمؤمن بالأحكام والتعاليم والتي تدل عليها النصوص المقدسة لكل الدين من عدة أبعاد وهي: البعد العقدي، البعد الحماسي والعاطفي، البعد الأرادي، البعد الأخلاقي،البعد الإجتماعي،البعد التجريبي.
وتظهر أيضاُ أبعاد وأوجه للدين كالتالي : البعد العبادي و الأسطوري و العقدي والأخلاقي والإجتماعي والتجريبي.
ويتعمق الباحث في صيرورة بحثه عن الإتجاهات في فلسفة الدين.
2-إتجاه وجود الله وله مسارات أربعة في النظر.
3-إتجاه نقد الدين في فلسفة التحليلية، بمسارين لغة الدين وكلام المتهالهين.
4-إتجاه المتأثر بالعلوم الإنسانية.
5-إتجاه هرمنيوطيقيا لغة الدين أي لغة تأويل النص.
وفي غاية الدين يتعمق الباحث بانماط فلسفي جاد ويحمل تساؤلات متعددة للإنسان في زمن أو ارضٍ أن ينغمر في كل اللحظات.
بإيجاد عدة تساؤلات متعددة إشارة إلى تعمقاته في جنون عبقري وهو غاية فلسفة الدين وهو الحقيقة فقط لأن فلاسفة الدين لا يلجؤون لفلسفة الدين للأثبات أو النفي. وكما موضوعاته، حاجة البشر إلى الدين، لماذا نحتاج إليه. وهل ثم بديل آخر وعلاقة المعرفة بالإيمان. وتفلسف المتفلسفين حول أصل الوجود ومصيره، هل إيجاد الخلق من أي صورة ان يحمله المتخيل حول حقيقته وهكذا دواليك. و دعوى إقتصار الصدق على الدين دون دين آخر وحدود التقارب بين الأديان و نتائج الأحكام في الطرق العادية التي تشمل الفلاسفة، وطرق غير عادية وهي مقصورة على المصطفين من الأنبياء. وعلم الأخلاق بالدين.
وفي محاضرته الثالثة يتعمق الباحث من التجربة الدينية وعلاقتها بفلسفة الدين ،أي ذلك البعد الذي يجده من عالم الغيب ما وراء الطبيعة، وقد وصل الأنبياء أنفسهم إلى النبوة في تجربة الشخصية. لا يمكن اعتبار الماركسية أو النزعة الإنسانية ديناً، لأنه لا مجال فيها لعالم الغيب. ويشير الى بعض الآراء بأن البعد التجريبي هو أصل للدين. ويشير إلى بعض التجارب المميزة من المسيحية والإسلام من الأنبياء والأولياء والفقهاء.
وفي محاضرة رابعة يخصص موضوعها لتعريف الدين لغةً وإصطلاحاً ويشير إلى بعض التعريفات عند الفلاسفة وبالأخص مقالة الستون وشواخصاته الستة للدين. وثم يقوم بعرض الأبعاد الديني بين التدين الإيجابي والسلبي والروحي والمادي و الذاتي والموضوعي والبعد المنهجي.
ويختتم بفطرية التدين في مفهوم اإسلامي، ويقوم بشرح اختلافات بين مفهوم الدين والتدين، بأن الأولى هو ذات التعاليم التي هي شرع إلهي والثاني هو الشرع بتلك التعاليم. ويستدل بقوله تعالى ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) ويميز المراحل للتدين المعرفي والوجداني والسلوكي والتظاهري وإشكالياتهم في اصول التدين. ويتعمق في الإلحاد و الإنكار واللادينية واللاإرادية وكفر وكافر.
ومراحل الإلحاد في القديم والحديث ويبدأ أولاً من الدهرية وثانياً الطبائعيون والفلاسفة ويشرح المذاهب الفلسفية التي ظهرت في الغرب من الشيوعية ومروراً بالوجودية.
وفي المحاضرة التاسعة يتعمق بمفهوم العولمة تعريفاته وتدخلاته الواضحة في أمور الاقتصاد والإجتماع والثقافة والسلوك في الحدود السياسية للدول ذات السيادة ويسعى إلى هدم كل النظام وإعادة صياغة جهاز المفاهيم بحيث يصبح التفكيك هو السمة البارزة، تفكيك العقل لكي لا يصبح الشخصية والغرائز البشرية، وتفكيك النظام حتى يمكن الأفكار الهجينة والشاذة، وتفكيك المجتمعات والدول حتى تعيد تشكيلها وبنائها وصياغة قيمها من جديد.
وفي المحاضرة العاشرة يشرح توظيفات الدعوة شرحا مفصلاً من تأريخ الدعوة من زمن آدم عليه السلام. ونشأة الدعوة من عصر المنبي عليه السلام إلى يومنا هذا.
وأصول الدعوة وناهج العوة وأساليب العوة وعناصر الدعوة. بعد اختتام قرأتنا لهذه الكتاب في شكل ملزمة نواجه مواضيع مهمة وخطيرة وجديدة من نوعيتها ويحمل قراءات المتعددة في نوعيتها بسبب تطرقاته من أبواب جديدة وأفكار وتقنبات كلامية و موضوعية وفكرية، وهو تعمقات في الفكر الإنساني ومواجهاته في التأملات اليومية وإيجاد تساؤلاته نحو الدين والتدين، وأكيد هذه المواضيع يحتاج لوقت لاكماله ويحتاج بمراجعات وإضافات، حول تعمقه نحو لبة الدين كطاقة كهربائية أن يجذب كل الخلافات للمذاهب ويجمعهم في فلسفتهم الإلهية وهو الله رب العالمين وكتابه القرآن الكريم ونبيه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى عليه السلام ودينه الإسلام . ولذلك اتمنى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورئاسة الجامع العراقية وكلية علوم الأسلامية أن يخصص وقتا لمؤلفه ان يقوم بأكتمال هذه الموضوع الفريد والمهم في تأريخ الأمة العربية والإسلامية.