الموكرياني هو حسين بن عبداللطيف بن الشيخ إسماعيل بن الشيخ عيسى بن الشيخ لطيف الخزايي. ولد في منطقة سابلاخ في مهاباد في كردستان إيران في 12 أيلول 1893. و لقبه حزني الذي عرف به, مشتقةٌ من الحزن العربية. تلقى تعليمه على يد والده و أخواله.
كان موكرياني تواقاً للحرية, شديد الميل للترحال لذا قرر السفر وهو ابن 12 سنة ليحط أول رحاله في روسيا عن طريق مراغة فتبريز و يريفان. أقام في روسيا سنتين. زار خلالهما بطرسبورغ و موسكو في تلك الفترة الحساسة (1905 1907) من حياة روسيا القيصرية. زار تركيا أيضاً و مكث فيها عامين, تعلم خلالهما فن الخط و حفر الأختام و الزنكوغراف. كما تعلم الحفر و النقش على الأحجار الكريمة. زار أيضاً كلاً من إيران و أفغانستان و الهند و سوريا و لبنان و مصر و الحجاز و فرنسا و ألمانيا. و يقال بأنه جال كردستان كلها متنكراً بالملابس الأفغانية. كان ينشر مشاهداته خلال ترحالاته في صحيفة (كردستان) القاهرية الصادرة باللغة الكردية.
أتقن موكرياني اللغة الكردية و الفارسية و العربية و الروسية و الهندية و الأفغانية و التركية, و كان ملمّاً بالإنكليزية و الفرنسية. و في عام 1915, و عندما بلغ الثانية و العشرين من عمره سافر إلى ألمانيا حيث اشترى من برلين آلة طباعةٍ عربيةٍ و نقلها إلى حلب, حيث قام بنفسه بصنع قوالب و سكٍّ للأحرف الكردية غير الموجودة في العربية (پ، ڤ، ژ، گ، چ) لتتوافق مع الأبجدية الكردية المكتوبة بالأحرف العربية. وبدء بطباعة الكتب والصحف والمجلات الكردية. وبذلك يكون المؤسس لطباعة الأبجدية الكردية المعدلة عن الأحرف العربية. و أول كتاب طبعه كان (مم و زين) للشاعر والمتصوف الكردي أحمدي خاني.
أصدر مجموعة مجلاتٍ في حلب بصورة سريةٍ أو شبه سرية. عمل الفرنسيون على تعطيل الواحدة منها بعد الأخرى لأنها لم تتوافق مع سياساتهم. وقد صدرت هذه الصحف لغاية 1925 وهي: 1-مجلة آرارات 2-كردستان 3-بوتان 4-جيا كرمانج 5-ديار بكر 6-سوران. و للأسف لم يتم العثور على نسخةٍ واحدةٍ من الصحف السابق ذكرها, الأمر الذي قاد البعض للتشكيك بإصدارها أساساً. و من آثاره الأخرى المنشورة في حلب: ميرگەى دڵان (روضة القلوب) 1920. و غونچەی بەهارستان (البراعم الربیع) 1925.
بقيت هذه المطبعة الكردية موجودة في مدينة حلب حتى عام 1925 عندما اشتعلت انتفاضة الشيخ سعيد بيراني في كردستان تركيا، حيث نقلها إلى بغداد, لينقلها مجدداً بعد ستة أشهر إلى مدينة رواندوز و ليطلق على المطبعة اسم زاري كورمانجي (اللغة الكردية) و يصدر مجلةً بنفس الاسم ، ومجلة أخرى باسم روناكي (النور). طبع موكرياني في رواندوز حوالي ثلاثين كتاباً مختلفاً إلى أن مات مسموماً في 21 ايلول عام 1947. في مسيرة حياته الشاقة تعرض الى الضائقة المادية والملاحقة والتشريد والسجن مرات عدة، و اقتيد إلى المحاكم أكثر من مرة، واتهم بشتى التهم الملفقة به زوراً ولكن عزيمته المتينة لم تثنه أبداً عن مشروعه الثقافي.
ينتصب لموكرياني الآن تمثالٌ في رواندوز باعتباره أحد أعلام الكرد المعاصرين و أحد أوائل المؤرخين الأكراد الذين كتبوا التاريخ الكردي باللغة الكردية. فضلاً عن التمثال ذاك, هناك متحفٌ خاص به، يضم مطبعته العتيدة التي أتى بها من حلب، إلى جانب نسخٍ قديمةٍ من كل الصحف والمجلات التي صدرت عن مطبعة (زاري كرمانجي).[1]