حمدي أولوكايا، المهاجر و راعي الغنم البسيط الذي استحوذ على مصنع Kraft المتهالك وصنع منه احد اكبر علامات الألبان في العالم. في قصة ذهابه للدراسة في امريكا ومن ثم تحوله لريادة الأعمال باسلوب انساني فريد الكثير من الإثارة والالهام، اتناول هنا اهم محطات هذه القصة في سلسلة مختصرة.
نشأ حمدي في عائلة تركية بسيطة ذات أصول كردية مسلمة، تملك هذه العائلة مزرعة صغيرة للضأن والماعز شرق الأناضول تصنع منها بعض المنتوجات من الحليب ومشتقاته. وفي عام 1994وهو ذا ال22 ربيعا، قرر حمدي مغادرة هذه المزرعة والذهاب الى الولايات المتحدة الأمريكية لتعلم اللغة واكمال الدراسة!
وأثناء زيارة والده له في مقر دراسته بجامعة SUNY شمال نيويورك، لاحظ والده رداءة منتوجات الألبان وبالأخص سوء جودة جبنة الفيتا هناك!! فنصحه باستيراد الأجبان من تركيا وبيعها في امريكا. وبالفعل، بدأ نشاط بيع جبنة فيتا بشركة اسماها الفرات وفتح مصنعه الخاص هناك عام 2002.
بعد فترة وفي عام 2004 شاهد اعلان عن بيع مصنع قديم للزبادي عمره يتجاوز 84 عام تابع لشركة Kraft. يقول حمدي أذهلني سعر البيع حتى أني اعتقدت أن هناك صفر سقط بالخطأ. على الرغم من أنه لم يكن لديه المال الكافي الا انه حصل على قرض من هيئة المنشآت الصغيرة الأمريكية واشترى المصنع ب700 الف دولار
كانت هذه بداية شركة Chobani. خطوة الشراء كانت أقرب للمقامرة حتى أن جميع من استشارهم بمافيهم محاميه ومستشار اعماله كانوا ضد الخطوة وقالوا في مامعناه لو فيه خير ما عافه الطير، يقول حمدي دافعي كان ينبع من شعور داخلي بأن هناك فرصة لقلب المعادلة بتقديم منتجات البان ذات جودة عالية!
حمدي كان يؤمن بمستقبل الطلب على الزبادي اليوناني والذي كانت حصته السوقية وقتها من مجمل سوق الزبادي لاتتجاوز 0.5% ،، واليوم، بالفعل، تحقق ماكان يؤمن به حمدي، وأصبح الزبادي اليوناني يشكل أكثر من نصف سوق الزبادي في امريكا، وبطبيعة الحال أصبحت شوباني market leader في هذا السوق.
اليوم، الشركة تبيع بما يقارب 1.5 مليار دولار من منتجات الألبان وقد توسعت مؤخرا لمنتجات أخرى كمنتوجات الحليب البديلة plant-based والقهوة المبردة. وقبل عدة ايام ظهر خبر عن طرح الشركة للأكتتاب العام بقيمة تقارب 10 مليار دولار!
Chobani confidentially files for U.S. IPO, valuation may exceed 10 bln
https://www.reuters.com
و حسب التقييم الأخير يعتبر حمدي اليوم أحد أثرى الأثرياء ذو الأصول التركية بثروة تتجاوز 2 مليار دولار، وهو يعتبر من قبل الكثيرين مثال حي لمايسمى بالحلم الأمريكي. ريادي حقيقي وثروة مستحقة!
من المثير أن حمدي في 2016 وفي خطوة انسانية أعلن عن توزيع 10% من قيمة الشركة للموظفين حسب مدة خدمتهم في الشركة. تقول بعض التقديرات أنه عند طرح الشركة للإكتتاب ووفقا لتقييم الشركة الأخير سيحصل كل موظف في المتوسط على مايقارب 400-500 الف دولار (1.5-1.8 مليون ريال سعودي)!!
تجدر الإشارة أن حمدي اشتهر بدعمه للمهاجرين والمغلوبين على أمرهم. حتى أنه يقود حملة مثير للإهتمام تدعم الموظفين وضد التنفيذيين اسماها Anti-CEO playbook. هنا محاضرة لحمدي على منصة Ted يحكي فيها تجربته ويتحدث عن هذه الحملة![1]