حسن دلف_
تعد الأزياء التقليدية سجلا يحفظ بين طياته عادات الأمة وتراثها، ويعرف من خلالها الكثير من العادات، والتقاليد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمكانة الاجتماعية، وتحدد عمل وهوية لابسها وجنسه وعمره.
والأزياء وسيلة هامة للكشف عن تراث الشعوب بمختلف الأزمان، وإن اختلفت أشكالها وألوانها فهي تعبر عن المراحل التاريخية المتعددة، التي مرت بها المجتمعات الإنسانية، فاللباس هو جزء من ثقافة المجتمع المتوارثة عبر الأجيال، وهي وسيلة من الوسائل، التي تتبعها الأمم للحفاظ على موروثها الثقافي من عادات وتقاليد، وكافة الأنماط الثقافية في المجتمع.
ففي كردستان يعدّ يوم العاشر من آذار من كل عام يوما للزي الكردي، ويتم الاحتفال بهذا اليوم من خلال ارتداء الأزياء التقليدية، والتي تكون ذات طابع تاريخي، وألوان زاهية تعبر عن الجمال والرونق، الذين تتمتع بهما الأزياء الكردية، وحاليا أصبح الزي الكردي مرتبطا ارتباط وثيقا بالمناسبات، مثل يوم المرأة العالمي، وخاصة المناسبات القومية مثل عيد النوروز، ويوم اللغة الكردية.
لا تزال النساء الكرديات في كردستان يتفاخرن، وعلى مر الأزمان والعصور، بارتداء الزي التقليدي، وذلك بالرغم من تنوع الألبسة المستوردة، والماركات الأجنبية، التي فرضت نفسها، والتي أصبحت أكثر بساطة وتماشيا مع العصر الجديد والتي من خلالها استوردنا جزءاً من الثقافة الغربية لمجتمعنا، حتى أصبحت الأزياء الأجنبية شريكا قويا للزي القومي الرسمي، لكن دور المرأة دائما هو البناء والحفاظ، فهي الأكثر تمسكا، ومحافظة على الزي التقليدي حتى مع إدخالها لتصاميم الحداثة على زيها لكنها حافظة على الهوية الرسمية للزي، والحفاظ على السمة الفلكلورية ودمجها لجمالية الماضي بها، فزي المرأة الكردية يسحر ناظره ببريقه ولمعانه، وألوانه الزاهية المستوحاة من الطبيعة الخلابة، التي تمتاز بها جغرافية كردستان، الملابس التقليدية للرجال في كردستان تتكون من السراويل الفضفاضة، التي قد تكون ملونة أو ذات طابع تقليدي بألوان غامقة.
يرتدي الرجال قمصان عادية فوقها سترات واقية، أو سترات على قمصانهم حسب طقس، ومناخ المنطقة المتواجد بها ففي الجبال تكون الألبسة أغلبها مصممة من أقمشة تقي البرد مع الحفاظ على التصميم الفلكلوري، على العكس من الأزياء التي يرتديها أبناء السهول، ويكتمل زي الرجل بحزام كبير أو وشاح مربوط حول الخصر، بالإضافة الى ذلك يشمل الزي الكردي للرجال على عمامة ملفوفة حول الرأس، وخنجر تقليديا مدسوس في وشاح كبير في الخصر.
أما اللباس التقليدي للمرأة في كردستان، يتكون من ملابس ملونة للغاية، عادة ما يتم ارتداء لباس، أو ثوب طويل، ويتم تضمين الأحزمة الملونة، وكذلك السراويل الملونة، أما الرأس فكانت المرأة تضع شالا ذا ألوان زاهية، متناسقة مع الزي واللباس بشكل عام.
الأحذية التقليدية للنساء الكرديات، هي أيضا ملونة، وقد تكون مطرزة بالخرز، أو الأحجار الكريمة بالإضافة إلى ذلك كانت ترتدي حزاما حول خصرها، إما حزام ذهبي أو فضي أو حزام آخر حسب المكانة والمنزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك فاللباس التقليدي للمرأة الكردية، والرجل لباس محتشم يعبر عن النمط الأخلاقي العالي، الذي كان يتمتع به المجتمع الكردي منذ عمق التاريخ وإلى اليوم وعن مكانة المرأة ودرجة اهتمامها في حفظ نفسها وحفظ القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد وابتعادها عن التبرج المبتذل كل ذلك يظهر من خلال الزي التاريخي ونوعية الأقمشة والتصميم.
على مر السنين تغير هذا النمط، وربما بسبب الدين ودخول ثقافات أخرى الي المجتمع، اليوم ترتدي النساء الأكبر سناً ألوانًا أغمق وصامتة في حين أن النساء والفتيات الكرديات الشابات هن اللائي يرتدين العباءات والفساتين التقليدية الزاهية الألوان.[1]