إعداد/ عبد الرحمن محمد
الكثير من جيل الخمسينات والستينات يتذكر صوتا خالداً طالما داعب أسماعهم، وكثيراً ما انتظروه بشغف، صوتاً كان متفرداً في وقته، وبقي مميزاً ورائعاً حتى بعد رحيله، وبقيت نبرة صوته الكردية الخالصة منقوشة في أسماع وضمائر الكرد في أرجاء المعمورة وعبر القسم الكردي في إذاعة يريفان التي كانت تبث من ارمينيا، “كرمي صياد” من أوائل وأبرز الإعلاميين والصحفيين والمثقفين الكرد.
كرمي صياد “كرم صياد خالد” من مواليد قرية هكو – التابعة لناحية – تلين في جمهورية أرمينيا عام 1938م. وانضم إلى إذاعة يريفان منذ عام 1960 وبقي يعمل فيها لأكثر من خمسين عاماً، وإلى جانبه زوجته وولده وابنته اللذين انضما للعمل مع والديهما بعد تقاعد الأب عام 2014م.
عرف كرمي صياد كأبرز العاملين في مجال الإعلام المسموع، وإلى جانب ذلك كان له نشاطات صحفية أخرى، وكان من المثقفين النادرين، بسعة فكره وثقافته العالية، وسخر كل ذلك وعبر الإذاعة للدفع بالثقافة واللغة الكردية للأمام وتطوير عمله وإيصال رسالته السامية.
توقفت الحكومة الأرمنية عن تقديم الدعم المادي للإذاعة، في فترة معينة عصيبة، لكن كرمي صياد لم يتوقف وقدم كل النفقات المالية وخلال تلك الفترة من حسابه الخاص، وقال كرمي صياد عن ذلك: “تخلت الحكومة الأرمنية عن دعم القسم الكُردي للإذاعة لأسباب اقتصادية في فترة ما، فاضطر 12 عاملاً في الراديو لترك العمل”، مضيفاً: “أنا وزوجتي تابعنا عملنا ومن دخلنا الخاص تمكنا من الإبقاء على القسم الكردي حياً والاستمرار في البث”. وكان مثالاً للمصداقية في العمل والعطاء.
سخر كرمي صياد سنوات طويلة من عمره من دون كلل في سبيل تقدم وتطوير الأدب واللغة الكردية، وعمل كمذيع ومدير في راديو يريفان، كما كان له دور مؤثر وفاعل في نشر الثقافة واللغة الكردية في أرمينيا وبلدان أخرى من الاتحاد السوفييتي السابق.
كانت الإذاعة تبعد عن مكان إقامة صياد حوالي 24 كم مع ذلك كان يعمل يومياً ولا يتخلف عن موعد عمله إلا في حالات الضرورة القصوى، ولعمله المتفاني كرم لعدة مرات في أرمينيا وخارجها وكان آخرها تكريمه رسمياً في أرمينيا عام 2006م.
توفي كرمي صياد يوم السبت 27 آذار 2021 عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاماً، ودفن يوم الثلاثاء في مسقط رأسه يريفان.[1]