قامشلو/ شيرين خليل
ترك رحيل الفنان سعيد يوسف أثره الكبير في نفس عشاق الطرب والفن الكردي والعربي الأصيل وفي قلب محبيه على امتداد أرجاء كردستان والوطن العربي، فقد قدم الراحل الكثير للفن والموسيقا العربية والكردية، بل والعالمية.
أغنيات سعيد يوسف ترددت على أسماعنا آلاف المرات ورددتها شفاهنا ودندنّا بها عشرات المرات حتى غدت أغنياته من أكثر وأعذب الأغنيات انتشاراً، وفي لقاء مع نجله الفنان والملحن زورو سعيد يوسف ألقى الضوء على جوانب هامة من حياته.
عاشق الفن منذ الطفولة
عن بدايات والده الموسيقار يتحدث زورو بداية: ولد سعيد يوسف عام 1947 في قدور بك وترعرع فيها، قرأ القرآن قبل الذهاب للمدرسة، وكان صوته مميزاً وقوياً، ومخارج الحروف لديه ملفتة، كان محبوباً جداً في مدرسته لتفوقه، كان يغني كثيراً في المدرسة للمعلمين وزملائه، قبل أن يقتني الطنبور أحبه جداً، وكان وضع عائلته المادي سيئ جداً، وبعد فترة من التعب وتحصيل المال استطاع جدي شراء طنبور له ب”13″ ليرة سورية، في ذلك الوقت كان مبلغاً كبيراً.
الصعوبات التي واجهها
وأضاف: “لم يكن أحد يقتني بزقاً في ذلك الوقت، كان والدي يستمع لأمير البزق “محمد عبد الكريم ” كثيراً عبر إذاعة دمشق وغيرها، آنذاك كان يتأثر كثيراً به، فأراد شراء بزق كبزق عبد الكريم والعزف عليه، وكان أول من يدخل البزق إلى روج آفا، وأول أغنية ألفها واشتهر بها كانت أغنية “امان جيهان” وذلك في سنة 1967 وغناها من بعده “شفان برور” بلحن آخر وألف بعدها الكثير من الأغاني المميزة”.
ماذا قدم يوسف لجمهوره
“سعيد يوسف” كان جسراً بين الفلكلور والحضارة، كان في وقته مناضلاً بأغانيه الحضارية، اختصر الكثير من المواويل والأغاني الكردية الطويلة كأغنية “فاطمة صالح آغا ودرويش عبدي” الملحمية، وطور الفن واللحن وألف أغاني جميلة تنوعت بين القومية والرومنسية والوجدانية”.
في بيروت وبعد عام من سفره إليها وفي عام 1970 أسس فرقة نوروز، وكانت تضم 45 عضواً بمجالات مختلفة كالرقص والعزف والغناء، انضم الراحل “محمد شيخو” إلى الفرقة كعازف، والأستاذ محمود عزيز، والكثير من الشخصيات المعروفة.
في السنة ذاتها ألف الكثير من الأغاني القومية مثل “أي نوروز” و”كردستان يا نمان” والكثير من الأغاني… في وقت لم يكن يتجرأ أحد بالقول إنني كردي، وعرف بأغانيه القومية وليس فقط بأغاني العشق، وأعطى الأغنية القومية حقها الكامل.
وصل صوت وفن سعيد يوسف إلى أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا والوطن العربي، خاصة في لبنان، وكان محبوباً من قبل عائلة الرحباني، حيث قال زياد الرحباني: “لم أعرف شيئاً عن الموسيقى الكردية حتى سمعت سعيد يوسف فأحببتها”.
أمير البزق والمرأة
اهتم “يوسف” كثيراً بالمرأة وألف أغاني كثيرة عنها، كان للمرأة دور كبير في حياته، كان يعشق زوجته التي تزوجها عام 1969 ورزقا بأحد عشر طفلاً، كانت أغنياته وألحانه الجسر المؤدي للشهرة للعالم وتقديم أغانيه لجمهوره ومحبيه بشكل مميز.
و يضيف زورو: “سعيد يوسف ابن قامشلو ترعرع فيها، وأوصلته لشهرته ونجوميته، لكنه كالكثير من الفنانين لم يأخذ حقه”.
من سيحمل إرث الراحل
ولأن زورو يوسف سار على درب أبيه منذ البدايات، يضيف: نحن “أبناء سعيد يوسف” ملزمون أن نحمل بزق والدنا وإكمال دربه ومسيرته الفنية حتى النهاية، سوف نكمل مدرسته وفنه، هناك الكثير من كلماته وألحانه لم توزع بعد، وستكون متاحة للأجيال القادمة ولن يخبو صوت سعيد يوسف”.[1]