إعداد/ غاندي إسكندر
تعتبر المنارة المظفرية ثاني أهم معلم تاريخي بعد “قلعة هولير” في مدينة “هولير” بباشور كردستان، ذاعت شهرة المنارة لجمال منظرها، وهندسة بنائها، يُعتقد أنها بنيت في عصر أتابكية أربيل والموصل في عصر السلطان مظفر الدين كوكبري، والسلطان صلاح الدين الأيوبي.
يبلغ ارتفاع المنارة حوالي 37 متراً، والمنارة من حيث الوصف الهندسي تتكون من الأسفل على شكل هندسي مثمن، وجزء علوي أسطوني، وهناك باب صغير من الجهة الجنوبية، يخرج من بداية الشكل الأسطواني، وهي مشيدة بالآجُرِّ الأحمر والجص، ومبنية على قاعدة مثمنة الأضلاع بأطوال متساوية إلا في ضلعين، ولها بابان مغلقان يفضي كل منهما إلى سلم منفرد دون التقاء بينهما، ويوجد داخل المنارة أسطوانة حيث يدخل المرء من البابين المذكورين للصعود إلى أعلى المنارة، وعدد درجات كل سلم 132 درجة من كل جانب لا التقاء بينهما إلا في البداية على الأرض، والنهاية في قمة المنارة بحيث يمكن لشخصين أن يصعدا أو ينزلا في وقت واحد، دون أن يرى أحدهما الآخر، وللمنارة في وسط ارتفاعها من الجهة الشرقية شباك لحركة الهواء، حيث يدخل منها الهواء بسرعة 40 كم في الساعة، والمنارة مزينة من واجهاتها الخارجية بزخارف تشبه إلى حد بعيد زخارف منارة “سنجار” ومنارة “الحدباء” في الموصل ومنارة “داقوق” في كركوك.
رواية بنائها
هناك حكايات تروى جيلاً عن جيل حول المنارة والهدف من بناء السلمين فيها، وأسباب التشابه بينها وبين المنارات الأخرى في كردستان، منها ما يروى بأن المهندس المنفذ للمنارة كان طالباً لدى مهندس منارة “داقوق”، ولكن بسبب خلاف أثناء تنفيذ العمل في منارة “داقوق” ترك الطالب أستاذه، وأشرف على إنشاء منارة “المظفرية” في هولير التي سميت فيما بعد بمنارة “جولي”، أي منارة البرية بسبب بعدها عن القلعة والأحياء المحيطة بها، وقد أدرك الطالب أن أستاذه سيزوره حتماً بعد سماعه خبر بناء المنارة “المظفرية” فاستعد لتلك الزيارة منذ البداية، وقد توقع من أستاذه الحسد والضغينة إذا ما شاهد هذا البناء الشامخ الذي بني بأحسن من بناء أستاذه لمنارة “داقوق”، فقرر التلميذ بناء سلمين داخل أسطوانة المنارة دون التقاء بينهما للخلاص من أي شر قد يضمره له أستاذه.
وبالفعل يطلب الأستاذ من طالبه أن يتسلقا المنارة معاً، فيبدأ الأستاذ بالصعود من السلم الأول، ولا يدرك أن هناك سلماً آخر، ويصعد الطالب السلم الثاني، فيلتقيان في القمة، فيدرك الطالب أن أستاذه في حالة نفسية غير طبيعية، فيخاف الطالب، ويستعجل بالنزول من السلم الأول، ويعتقد الأستاذ أن السلم الثاني يلتقي بالأول في الطريق النازل، فيختار الثاني، فيلتقيان ثانية على الأرض، وهناك أناس يتابعون الحدث فيقولون، عندها يتخلى الأستاذ عن الانتقام من طالبه، ويقوم أمام الناس بتهنئة طالبه على هذا الانجاز، فيسافر إلى الموصل ليبني منارة أفضل من منارة طالبه، فخرج بنتيجة أن منارته مائلة، ويتوقع سقوطها في أية لحظة، ففشل في مسعاه، والآن تسمى تلك المنارة ب “الحدباء” في مدينة الموصل. [1]