قامشلو/ رشا علي
يعشق الرسم ويتقنه، ولا تقتصر موهبته على الرسم فقط، فهو صاحب صوت شجي ويجيد الغناء بطريقة مبهرة؛ ما يبشر بمستقبل واعد ومشرق؛ إنه الطفل فؤاد يونس.
بين مجموعة من الطلاب الموهوبين في مدرسة ” محمد سليم خلف” طالب لم يتجاوز عمره العشر سنوات، يجيد رسم الصور والأشكال الكرتونية التي يشاهدها على التلفاز وتظل في مخيلته، فيرسمها بألوان خشبية وبقلمه الرصاص أحياناً على الصفحات البيضاء, والأشكال التي يرسمها تثير دهشة من يرى رسمه بسبب دقتها، ولم تتوقف موهبته عند الرسم فقط، حيث يتمتع بصوت شجي ويجيد الغناء بطريقة مبهرة.
يرغب أن يصبح رساماً
ولمعرفته ورؤية موهبته عن قرب، التقت صحيفتنا مع الطفل الموهوب “فؤاد مسعود يونس” البالغ من العمر عشر سنوات, طالب في الصف الرابع من مدينة قامشلو ولديه أخ وأخت يصغرانه، فيتحدث إلينا عن نفسه: “في الصف الثاني بدأت بالرسم لكثرة حبي وعشقي لهذا الفن, أقوم برسم شخصيات كرتونية، بمجرد رؤيتي لإحدى الشخصيات ولمرة واحدة فقط تحفظ في مخيلتي وأقوم برسمها”.
يونس من بين الطلاب المجتهدين في المدرسة، ويحب مادة الرياضيات والرسم ويرغب عندما يكبر أن يتحقق حلمه ويصبح رساماً، قائلاً: “أتلقى التشجيع من والدي ومعلماتي في المدرسة, وأريد أن أرسم ويرى الجميع الرسوم التي أرسمها، وأشارك في لجنة الثقافة والفن لأتعلم أكثر وتزيد من خبرتي”.
تعلمت من والدتي الرسم والغناء
يستطيع فؤاد يونس الرسم بالألوان المائية ولكنه يفضل استخدام أقلام التلوين الخشبية أكثر، ويتابع فؤاد حديثه عن والدته بقوله: “أبي وأمي وخالي يمارسون الرسم، وأنا تعلمت من والدتي الرسم والغناء، وأجيد غناء الأغاني الوطنية والعاطفية”.
والتقينا أيضاً مع معلمته التي تدرسه وتعلمه خطوات الرسم “جاني شيخو” وهي معلمة الصف الرابع في مدرسة محمد سليم خلف، وتحدثت لنا عن مواهب الطلاب في المدرسة، وبالأخص عن موهبة فؤاد يونس قائلةً: “الطالب فؤاد بارع في الرسم والغناء ولديه تركيز ودقة عالية, وأتمنى من لجنة الثقافة والفن الاهتمام بالأطفال ذوو المواهب أمثال فؤاد”.
افتتاح معرض في المدرسة
ونوهت جاني إلى ضرورة إقامة المسابقات بين الأطفال الموهوبين لتشجيعهم ودعمهم معنوياً, وبينت بأنهم قاموا بتجهيز غرفة خاصة للرسم ضمن المدرسة تتوفر فيها أدوات الرسم، فقالت: “الطلاب يشعرون براحة كبيرة في هذه الغرفة, ونحن من جهتنا نعلمهم الرسم خطوة بخطوة نظرياً وعملياً”.
واختممت المعلمة جاني شيخو حديثها بالقول: “تشجيعاً لفؤاد سنفتتح قريباً معرضاً في المدرسة وسنعرض فيه رسوماته، وسنقدم له هدية تكون عبارة عن أدوات الرسم”.
وفي السياق ذاته التقينا مع والدة فؤاد يونس “جيان شيخو” البالغة من العمر 28 سنة، ونوهت بأنها عندما كانت ترسم لاحظت بأن ابنها ينظر إليها بتمعن وأدركت حبه للرسم ورغبته بتعلمه، فتعلم الرسم بالإضافة إلى الغناء: “فؤاد كان يرسم ويأتيني ليعرف رأيي برسومه، وكنت أشجعه، أنا لم أدرس الرسم ولكنني أعلم أشياء بسيطة عن طريقة الرسم فأرشدته إليها, لكن طريقة رسمه ورسوماته أفضل بكثير من رسمي”.
يرسم لساعات طويلة
وأما عن أدواته في الرسم بينت لنا جيان بأنه في البداية لم يكن يمتلك الكثير من أدوات الرسم وكان يرسم بقلمه الرصاص وأقلامه المدرسية، وبعدها جلبت له الألوان وأقلام التخطيط.
أما عن عشق فؤاد للرسم فتقول جيان “يرسم فؤاد لساعات طويلة في المنزل، ولكنني أعمل من أجل التنسيق بين الرسم والدراسة، لذلك دائماً أنبهه إلى ضرورة الدراسة إلى جانب الرسم”.
وأكدت جيان بأن ابنها مجتهد في دراسته ومن بين الطلاب الأوائل، وبأنه يتابع الدروس على اليوتيوب، كما يتابع فيديوهات الرسامين ويتعلم منهم ويطبقها على رسوماته.
وفي النهاية اختتمت والدة فؤاد يونس، جيان شيخو، حديثها: “دائماً سنقدم الدعم لفؤاد في موهبته وفي دراسته ليغدو في المستقبل رساماً نفتخر به وبموهبته”.[1]