رسالة المعلم الثوري فرزاد كمانكر والغاية منها
#09-05-2019#
تم إعدام المعلم والناشط والثوري الكردي فرزاد كمانكر مع أربعة من رفاقه (علي حيدريان وفرهاد وكيلي وشيرين ألمهولي ومهدي إسلاميان) في التاسع من أيار عام 2010 من قبل جمهورية الإعدام الإيرانية. قام الشهيد فرزاد كمانكر في فترة سجنه بكتابة الكثير من الرسائل. سوف نقدم لكم محتوى وجوهر وغايته التي وضحها في رسائله في الذكرى السنوية التاسعة لشهادته، ومرة أخره نستذكرة بكل إجلال واحترام.
قبل عدة سنوات ولأسباب متنوعة تمت كتابة العديد من الرسائل من قبل الناشط المدني والمعلم المحب للإنسانية فرزاد كمانكر في السجن. تعرفت كل من إيران وكردستان والعالم أجمع على فكر فرزاد من خلال رسائله.
تلك الرسائل التي كُتبت في السجون المظلمة وتحت تأثير الضغط والتعذيب، جعلت اسمه يتعدى قريته كامياران وينتشر حتى أبعد من مدن وقرى كردستان.
يبيّن فرزاد في رسائله وبكلمات يملؤها العشق، عشقه لأطفال قريته ولشعبه ولإيران للحرية والعدالة.
تُظهر تلك الرسائل التي كتبها معلم كردي بلغة الألم والعذاب وبلغة أدبية بسيطة حقيقة شعب وحقه المضطهد.
مانيفستو أفكار ومعتقداته كانت مخبأة في تلك الرسائل التي كتبها على طول الأيام والسنين التي عاشها في تلك السجون المظلمة وعرضها لكل إنسان متعطش للحرية.
ذهبنا مع تلك الرسائل إلى أقصى القرى الموجودة في أحضان جبال شاهو وحتى مرتفعات قنديل، شوارع وأزقة كرمانشان وحتى الحجرات الإنفرادية في مدن خوي، كرج وأفين واستمعنا لضحكات الأطفال وصراخ وأنين متعطشو الحرية وبكاء الأمهات.
من خلال تلك الرسائل بكينا على جنازة كل من إبراهيم لطف الله ونادر وكيومرس محمدي وحسن حكمت دمير والكثير من الشخصيات. وشعرنا بأنامل الأطفال الكادحين وكبت عشق الفتيات الشابات.
وبرسائله هذه أفصح عن أفكاره وأعماله وعاش معها الألم والعذاب الذين كانا مرسومين على أرواحهم وأجسادهم في تلك السجون المظلمة.
عند قراءة تلك الرسائل يتراءى للمرء أن هذا المعلم الكردي لم يكن في يوم كاتباً بل كانت لديه القوة في مجال المطالعة والكتابة وعلى الرغم من أن تلك الرسائل كُتبت بلغة أدبية لكن يوجد فيها صدىً فلسفي عميق وتاريخي وميثولوجي ومعتقدات دينية ومجتمعية.
وهذا ما يوضح لنا أنه تعرّف على تاريخ شعبه والشعوب الأخرى جيداً وكعالم اجتماع حلل مجتمع شرقي كردستان وإيران ونقدها وتكلم بشكل علني عن سجون إيران ووضع السجناء فيها.
كانت الإنسانية بالنسبة لفرزاد قبل كل شيء، وهذا الحس الإنساني يجبره على التحرك من أجل حماية حق شعبه مثل الكثير من الشعوب التي لاقت العذاب. كما كانت لديه تلك القوة والجسارة أن يوضح الحقيقة كسقراط أكثر من معرفته لاستمرارية أنفاسه، تلك الأنفاس التي كانت على وشك الانقطاع في الحجرات الإنفرادية لكامياران وكرمانشان وسنى وأفين طهران ورجاييشهر كرَج.[1]