تقرير/ عبدالرحمن محمد[1]
روناهي/ قامشلو: الشعراء ضمائر الأمم ووجدان الشعوب، ونبض القلوب العاشقة للأرض والحياة، فلكل نصٍ شعري جميل حكاية حب تجذّرت في الأرض وأينعت في السماء، وكُتبت حروفها على صفحات القلوب قبل أن تكتب على صفحات الدواوين والكتب.
في قامشلو وبرعاية اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة أُقيم حفل فنيٌّ بمناسبة الذكرى الحادية عشر لرحيل الشاعر الكردي “بي بهار- يوسف برازي” يوم الأربعاء 15-1-2020م. وذلك في صالة المسرح والعروض بمركز محمد شيخو للثقافة والفن، وتضمن الحفل إلقاء كلمات وفقرات غنائية وإلقاء قصائد شعرية باللغتين العربية والكردية.
الحفل أقيم بحضور شخصيات رسمية في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة وشخصيات سياسية وبمشاركة العشرات من محبي الشعر والأدب وأعضاء الاتحاد ومحبي الشاعر الراحل “بي بهار” وأصدقائه من سري كانيه وباقي مدن وبلدات إقليم الجزيرة.
بدأت فعاليات الحفل بكلمة ترحيب بالحضور والوقوف دقيقة صمت ومن ثم إلقاء كلمة باسم اتحاد المثقفين ألقاها الباحث والكاتب “خالص مسوَّر” عضو الاتحاد، تحدث فيها عن خصوصية ومزايا شعر الراحل وجوانب من حياته، مسوَّر قال في سياق كلمته: “الشاعر بي بهار كان مثال الشاعر الملتزم بقضايا وطنه وشعبه، وفي كل قصيدة من قصائده نلتمس الحس الوطني والانتماء والتمسك بالأرض والأصالة الكردية، ولذلك بقيت قصائده مُخلدة في الأدب والوجدان الكردي، وبات العديد منها أغنيات تمثل ثوابت وأعمدة الأدب والفن الكردي”.
“بي بهار شاعر المجتمع الكردي”
كما قدم كل من الفنانين القديرين “محمد علي شاكر، مزكين طاهر، زيدان بافي فريد” أغنيات مميزة من كلمات الشاعر الراحل، فيما تناوب كل من الشعراء: “أناهيتا سينو، إبراهيم بركات، كوفان كنعو، حسن ابو رامان” على إلقاء قصائد شعرية وجدانية، كما تحدثوا عن خصوصية ومكانة الشاعر الراحل وجميل خلقة والخصال الحميدة التي كان يتحلى بها، مما جعله من الشعراء المميزين ومن القامات الأدبية في الثقافة الكردية.
والشاعر يوسف برازي المعروف ب “بي يهار” من مواليد تل جرجية في منطقة الباب عام 1931م. وينحدر من عائلة كوبانية الأصل، انتقلت عائلته إلى منبج ومن ثم إلى سري كانيه لتستقر بها، عُرف بحبه وشغفه للأدب والشعر الكردي على وجه الخصوص وله أكثر من عشر دواوين شعريه، وغنى له كبار الفانين الكرد أكثر من خمسين قصيدة شعرية، ومن أبرز من غنى له الفنانين الكبار “محمد شيخو، محمد علي شاكر، سعيد كاباري وغيرهم” وانتقل إلى جوار ربه في 15-1-2009م. ووري جثمانه مقبرة سري كانيه.