إعداد/ عبد الرحمن محمد[1]
في أسرة عفرينية فقيرة الحال، كان مولد العلامة، والكاتب المفكر “إبراهيم خليل عيسى” المعروف ب “خليل حمدو” في قرية “كوخرة ” التابعة لبلدة “معطلي” سنة 1936م، ولأبوين “حمدو- ميمو” اللذين رُزقا بأحد عشر ولداً من الصبيان، والبنات، لم يبق منهم على قيد الحياة سوى “خليل” وشقيقته “زينب” بعد أن توفي أخوه الشقيق “ضربا” من أحد الضباط، وهو يؤدي الخدمة الإلزامية في الجيش السوري آنذاك.
عانى خليل الكثير في حياته، ولم يكن بمقدوره إكمال دراسته؛ لضيق ذات اليد، وكان لحصوله على شهادة الابتدائية 1949م في ذلك الوقت، معنى كبير وإنجاز عظيم، إلا إن والده، الذي كان يعمل بائعا متجولا في القرى، كان يصر على أن يكون لابنه شأن في العلوم والمعرفة، رغم معاناته مع الفقر، ويُروى عنه، إنه ذات مرة كان يود زيارة ابنه خليل، وهو يدرس في حلب، فترك حماره، الذي يحمل ما يبيعه من أغراض عليه، في قرية “ماتنلي” لدى أقارب له، وأراد الذهاب من هناك إلى حلب سيرا على الأقدام، فدفع إليه خال ولده “قادر ايبش” ب “ليرة ونصف الليرة” ليستقل الباص إلى حلب، لكنه بعد خروجه من القرية، فضّل المتابعة سيرا على الأقدام ليوفر ذلك المبلغ لابنه، وكان يحمل معه سلة عامرة بالتين اليابس، والجوز والعنب.
ورغم الصعاب كلها، كان حُب خليل للعلم دافعا له للتميز، وحصل على الإعدادية، بعد أن درس بشكل حر، وحصل على وظيفة في دمشق بعد معاناة، ورفضِ من الجهات المعنية لمرات عديدة، ولم يتوقف طموحه عند الوظيفة، بل تابع دراسته إلى جانب العمل، وحصل على الثانوية، ليكمل تحصيله العلمي، ويتخرج من كلية الشريعة في دمشق عام 1969م، ومن ثم عمل مدرسا للمرحلة الثانوية في منبج عام 1972م، ومدرسا معارا في المملكة العربية السعودية، ومدرسا في ثانوية عفرين الشرعية، بعد عودته من السعودية.
كان “خليل حمدو” متفتح الذهن، واسع الأفق متقد الفكر، قريبا من كل الثقافات، والمذاهب والقوميات، قريبا من الجميع متقنا للإنكليزية، والعربية، والكردية متمكنا من أجناس وقواعد اللغات الثلاث، وأحيل إلى التقاعد في عام 1991، وانتقل إلى جوار ربه 19-9-2013م.
كان دائم الانهماك في مكتبته، التي قل نظيرها في المنطقة من حيث أعداد الكتب، التي ضمتها وتنوعها، وهو يواظب على المطالعةً الواسعة، وشغوفاً بالتأليف والكتابة، وذلك في محل إقامته بعفرين.
قال عنه الدكتور أحمد محمود الخليل، في معرض الحديث عنه: “الأمر الذي رسّخ العلاقة بيننا أكثر هو الاهتمام المشترك بالعلم، والمعرفة، فقد دأبت منذ أن كنت طالباً في المرحلة الإعدادية على مطالعة كل ما يقع بين يدي، وكم كان سروري غامراً حينما اكتشفت أن الصديق الراحل كان ينهج النهج نفسه، وصحيح أنه كان متخصّصاً في علوم الدين، بتخرّجه من كلية الشريعة في جامعة دمشق، لكنه كان منفتح العقل، بعيداً عن التزمّت، مطّلعاً على علوم الرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم، إنه كان يذكّرني بكبار علماء الكرد، الذين كانوا يجمعون بين التبحّر في العلوم الدينية، والعلوم الطبيعية، والفلسفة”.
الزاد الثقافي للكاتب
“أخطاء لغوية شائعة، رسالة ميدانيَّة،” رفيق الحاجِّ ل ”أحكام الحج والعمرة” عند الفقهاء على المذاهب الأربعة، عام 1978، تبسيط أحكام التجويد لمعهد تحفيظ القرآن بعفرين عام 2003، المواريث في الشريعة الإسلامية /في مجلدين/ مخطوطة عام 1982، مع معلومات حسابية لازمة، المواريث في الشريعة الإسلامية، مقارنة مع القانون عام 2002 في مجلد واحد، الصحيح من الأدعية والأذكار، وثمارهما عام 2005/ في نحو 400 صفحة، قيدَ الإعداد للطباعة، المقاييس والمكاييل والموازين القديمة، مقارنة مع القرن العشرين 1980 /مخطوطة/، قصائد شعرية كردية / غزلية، واجتماعية بين أعوام 19521960 / بالخط العربي، رسالة عن” حقوقٌ المرأة في الإسلام / كردي – لاتيني في80 صفحة، قياس كبير/ عام 1997، قطوف دانية في ضفاف الأذكار والأدعية”.
29