عبد الوهاب بيراني
في أحد سياقات كتابة التاريخ أو تدوينه فإنه يعتمد على تاريخ الأديان، أو تاريخ الحروب، أو تاريخ المكتشفات، أو تاريخ الأوبئة، أو تاريخ المدن والأمكنة، ولعل من أبرز التدوينات المفصلية في التاريخ هي تأريخ الثورات بجميع أشكالها، والتاريخ الكردي، أو تاريخ المنطقة الكردية، يمكننا تتبعه عبر تفاصيل ثوراته ضد الظلم والطغيان، فالثورات في القرنين الماضين تكاد تؤرخ لتاريخ المنطقة عموماً، والكردية خصوصاً، فمنذ منتصف القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين لم تتوقف العصيانات والتمردات والحركات التحررية. ولعل من أبرز الأحداث في بدايات القرن العشرين، والتي جاءت كمفصل تاريخي هام قبل الحرب العالمية الأولى، وبعدها ظهرت جمعيات كردية خاصة بين عامي 1908 -1923.
وكانت هيفي (الأمل) التي تأسست 1910 وانضم إليها المثقفون والوطنيون الكرد، وتوقف نشاط المنظمة أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب أوضاع الحرب وصعوبة التنقل والتواصل، لكنها عادت للعمل لاحقا بالإضافة إلى جمعية آزادي (الحرية) التي تحرك قادتها للنضال والعمل من أجل تحرير كردستان وذلك بعد فشل تمرد إبراهيم باشا المللي على السلطان عبد الحميد الثاني ومحاولته إقامة إمارة كردية خاصة به، حيث أعلن نفسه أمير أمراء كردستان (ميري ميران) والتي انتهت عملياً عام 1907 بوفاته، ومن المعلوم أن حركة الباشا الكردي المللي شكلت أملاً نحو نيل الاستقلال، أما في أتون الحرب العالمية الأولى وما لاقاه الكرد والأرمن والعرب وغيرهم من صنوف القتل والتجويع والنفي وهو ما توضح في إنكار حق الكرد لاحقاً، وبإبادة الشعب الأرمني والتي تجلت بمجازر ومذابح 24 نيسان عام 1915 ومن ثم إعلان روسيا وقف الحرب من جهتها والانسحاب من جبهات القتال إثر نجاح الثورة البلشفية في القضاء على القيصر الروسي، وفضح اتفاق سايكس – بيكو الذي قسم المنطقة وكردستان.
انهيار السلطنة العثمانية
مع بدء مرحلة الجمهورية التركية الأولى التي اعتمدت العنصر القومي والدولة القومية الفاشية رغم الادعاءات بالعلمانية منهجاً وأسلوباً لحكم البلاد والعباد، والتي لاقت المساندة والدعم من حكومة لينين السوفيتية وعدت أعمال أتاتورك بمثابة ثورة في الشرق، كما كان لنهاية الحرب العالمية الأولى نتائج متعددة وذلك بظهور كتل دولية تمثل إرادة الدول المنتصرة والدول العظمى، حيث لاح مفهوم المجتمع الدولي كقوة لها فاعليتها عالمياً، فعقدت الاتفاقيات وأبرمت المعاهدات، وبرزت حينذاك اتفاقيتا لوزان وسيفر اللتان تناولتا الشأن الكردي والقضية الكردية في أجزاء من موادها الأساسية.. وكانت لنتائج اتفاقية سيفر والدور الخياني لزعماء بعض القبائل والعشائر الكردية وأيضاً خيانة كمال أتاتورك لمبادئ “ثورته”، وخداعه للشعب الكردي، والنزعة التحررية التي سادت المنطقة، وظهور دول جديدة على الخريطة العالمية، كل ذلك كان إيذاناً لبدء وضرورة إعلان الثورة في ظروف جيوسياسية صعبة، وهكذا بدأت، واستمرت التحضيرات الأولية للثورة.
شرارة الثورة
قامت الحكومة التركية باعتقال بعض قادة جمعية آزادي الكردية مثل خالد جبران ويوسف زيا اللذين أعدما رمياً بالرصاص في مدينة بدليس في خريف 1924. عندئذ، وقع الاختيار على الشيخ سعيد ليكون رئيساً للجمعية التي عقدت مؤتمراً في تشرين الثاني 1924 في حلب حضره علي رضا، ابن الشيخ سعيد ممثلاً عن والده، إلى جانب معظم القادة الكرد في تركيا وسوريا. قرر المشاركون في المؤتمر الكردي القيام بانتفاضة شاملة لانتزاع الحقوق القومية الكردية، على أن تبدأ في يوم العيد الكردي، أي في يوم النوروز 21 آذار 1925. وقد وصل الشيخ سعيد في الخامس من شباط 1925 إلى قرية بيران الواقعة في الجبال شمال “آمد” برفقة مئة فارس، وتصادف وصوله مع وصول مفرزة تركية جاءت لاعتقال بعض الكرد، وعندما طلب الشيخ سعيد من قائد المفرزة احترام وجوده، واعتقال من يشاء بعد أن يغادر القرية، رفض الضابط التركي ذلك، فوقع صدام مسلح بين قوات المفرزة ورجال الشيخ، قتل فيها بعض الجنود الأتراك وأسر آخرون.
وعندما انتشر خبر تلك الحادثة ظن قادة الكرد بأن الشيخ أعلن الانتفاضة، فهاجموا القوات التركية وسيطر الشيخ عبد الرحيم، أخو الشيخ سعيد، على مدينة كينج التي اختيرت عاصمة مؤقتة لكردستان، وانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وسيطر المنتفضون لفترة قصيرة على أراضي واسعة في ولايات الأناضول الشرقية، وفرض الثوار الحصار على مدينة آمد التي صمدت في وجههم حتى وصول القوات التركية المعززة بالأسلحة الثقيلة، ولم يتمكن المتمردون من السيطرة على المدينة رغم اقتحامهم لها، فأمر الشيخ سعيد قواته بالتراجع. بعدها، حاصرت القوات التركية الثوار ومنعتهم من الفرار إلى العراق وسوريا وإيران. وفي أواسط نيسان 1925 اعتقل الشيخ سعيد مع عدد من قادة الانتفاضة التي خبت نارها..
الشيخ سعيد ورغم أنه شيخ الطريقة النقشبندية في باكور لم يلجأ إلى فرض سيطرته أو زعامته الدينية، إلا أن هيبته وكاريزمته القياسية وعمق وعيه ومعرفته، جعلت منه القائد المقبول لدى كل الأطراف وتوحدت الآراء في قرار قيادته، وقام قبل الثورة بجولة واسعة في أنحاء كردستان وعمل على إصلاح ذات البين بين العشائر الكردية. ونجح في تقريب وجهات النظر والصلح، وحصل على وعود بالمشاركة، لما كان يتمتع بحس وشعور وطني، وغيرة قومية ووعي وفكر عميقين، وكان يدرك أن الاتراك محتلين وأنهم أبعد ما يكونون عن الإيفاء بوعودهم للكرد، وتبين ذلك حينما حنثوا بوعودهم إثر اتفاقيات لوزان وسيفر وإعدام قادة “جمعية آزادي” الذين كانوا يدعون إلى إنهاء الحكم التركي وضرورة تحرر الولايات الكردية والشعب الكردي من ربقة السلطنة، ومن إطار الجمهورية التركية لاحقاً، وجاء اختيار جمعية آزادي لشخصية الشيخ سعيد بيراني ليس فقط لكونه رجل دين يتبع له أغلب سكان المناطق الكردية من كرد وأرمن وعرب وشركس مسلمين، ومسيحين فحسب، بل كان رجل سياسة وله علاقات مع الجمعيات الكردية والتنظيمات الأرمنية، وله مكانته البارزة كشخصية وطنية عند الكرد والعرب والترك والشركس والسريان والأرمن وغيرهم؛ هو شخصية عملت على الدوام على حقن الدماء وإرساء الصلح والسلام بين القبائل والعشائر المتنازعة، ويشهد له حمايته لأملاك الأرمن وحماية أرواحهم من المذابح، فقد أنقذ ما يربو على عشرة آلاف عائلة أرمنية، ومنع الزواج من نسائهم ولم يقبل أن يتم أسلمتهم وإنما منع على مريديه ذلك، حيث كان الكرد والأرمن وفي قرى عديدة يسكنون متجاورين ويشكلون نسيجاً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً واحداً ولمئات السنين، وكانت له صلات وثيقة مع العائلات الوطنية كعائلة بدرخان بك وعائلة الشيخ عبيد الله النهري، ولهذا سطع نجمه في سماء كردستان لدرجة أن جواهر لال نهرو ذكره وسرد بعضاً من تفاصيل ثورته ومدى توحش الأتراك وأساليبهم في القضاء عليه وعلى ثورة الكرد في سبيل الاستقلال.
الدور التآمري للدول الإقليمية وروسيا وحكومة حزب أتاتورك
أدرك اتاتورك بأنه ضعيف أمام مواجهة ثورة كردية مركزها الأقاليم الكردية وأنه لا يستطيع إيقافها بقوة السلاح.. فلجأ إلى المكر والخداع كما فعل حينما أسقط مقررات لوزان في اتفاق سيفر أيضاً، فلجأ إلى شراء الذمم وتجنيد الخونة والمرتزقة في صفوف الثورة، واستطاع إقناع الكثير من الكرد وزعاماتهم واستدعاهم إلى أنقرة، ودفع لهم مبالغ مالية عالية، وطلب منهم الانخراط في الثورة وتفكيكها من الداخل والعصيان وعدم تنفيذ الأوامر، بل تنفيذ تعليمات أنقرة، ووعدهم بالجاه والمال والمناصب.
أما الذين لعبوا دوراً فعالاً لإخفاق الثورة وإفشالها عن طريق تفجير مستودعات السلاح التي كانت تقع بيد الثوار وزرع الفتن، ونشر الإشاعات، وبث الذعر، وتفكيك روابط الثورة وحواملها، وعدم قيامهم بتنفيذ الأوامر الموكلة لهم، مثل: عدم تفجير جسر طرابلس وعدم قطع الخط الحديدي المار بأراضي سري كانيه؛ فقد توجهوا إلى أنقره لاستلام ثمن خيانتهم ملبين دعوة أتاتورك، هذه الخيانات بالإضافة إلى أسباب خلقتها الثورة واستخدام الجيش التركي القوة المفرطة كعادته في إخماد حركات التحرر القومية، أدت إلى فشل الثورة.
بقي الشيخ وقواته محاصرين بين قوة عسكرية عنيفة أحرقت الأخضر واليابس وجيش من العملاء المختفين خلف أقنعة الثوار، وطابور خامس يلهج بزعامة أتاتورك، وحينما أراد الانسحاب لم يكن له سوى طريق الجبال نحو “روج هلات كردستان”، فقد كان الإنكليز في العراق وكردستان يحاربون طموحات الشيخ محمود الحفيد، بل ضربوا المدن بالطائرات الحربية، وحينما أراد التواصل مع الفرنسيين وجدهم أكثر خيانة من الإنكليز، فقد ساعدوا الأتراك بنقل جنودهم عبر الأراضي التي يسيطرون عليها في سوريا لقاء كميات من الذهب، واتصل الشيخ سعيد بالروس لكنهم خذلوه ولم يردوا له أي جواب، بل زادوا من دعمهم لكمال أتاتورك و”جمهوريته” وعّدوها ثورة الشرق وبأنها حاربت وأسقطت السلطنة التي كانت تشكل أكبر تهديد لمطامع روسيا، حيث أن روسيا الاشتراكية وقفت ضد رغبات الكرد في التحرر، وعليه كان على قيادة الثورة أن تلجأ إلى جبال شرقي كردستان للاحتماء بها من وحشية الجيش التركي، لكن العملاء والجواسيس ساعدوا الجيش في إلقاء القبض عليهم، وللعلم فقد استخدمت الحكومة التركية 35 ألف جندي و12 طائرة حربية.
ودفع الأتراك بمائة وعشرة آلاف جندي إلى “آمد” لإخماد الثورة، وأشار الشيخ سعيد القائد بمحاصرة هؤلاء الجنود الجدد، ولكنه أخفق نتيجة الفساد ودور العملاء، وأصبح يائساً من استمرار ونجاح ثورته التحررية. وهكذا وقع أسيرا بيد الجيش التركي.
المحاكمة ومصير قادة الثورة… والثوار
قُدِّم الشيخ سعيد ورفاقه إلى المحاكمة، وسيقوا إلى محاكم عسكرية، عرفت باسم “محاكم الاستقلال” ثم شنقوا، وتركوا معلقين على أعواد المشانق.
وفرّ قسم من المقاتلين إلى رؤوس الجبال، أو إلى الدول المجاورة، سوريا والعراق وإيران، وبدأت محاكمة الشيخ سعيد، التي استمرت شهراً كاملاً، وكان معه في قفص الاتهام، الشيخ عبد الله، والشيخ إسماعيل، والشيخ عبد اللطيف، والرائد قاسم إسماعيل، وحاجي خالد عبد الحميد، والشركسي رشيد، وعدد آخر من قادة الانتفاضة.
ثم أعلن رئيس المحكمة، الذي حكم بالإعدام على ثلاثة وخمسين زعيماً من زعماء الثورة، وسيق الشيخ سعيد إلى المحكمة وحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، ونفذ الحكم في اليوم التالي.
وأمام حبل المشنقة قال الشيخ سعيد: “إذا مت فكل كردي سعيد وسيخلصون كردستان ويخرجونها من عيونكم”، وأضاف: “إن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها، ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي، إننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا من أمام الأعداء”، وكان ذلك في ال30 من أيار عام 1925.
مصير العملاء
أما العملاء الذين ساعدوا الأتراك في القبض على زعامات الثورة فقد تم دعوتهم لزيارة أنقرة والالتقاء بكمال أتاتورك الذي خاطبهم قائلاً: “إنكم أيها العملاء أخس وأرذل من وجد على وجه الأرض، حيث خنتم ثورتكم، وبلادكم، وشرفكم، ودينكم، وعزتكم” وأمر بإعدامهم جميعاً.
انتقام أتاتورك
قال أتاتورك مشيراً إلى قبره: “هنا يرقد الشعب الكردي وإلى الأبد، ولا كرد بعد اليوم.. وإنه فقط هناك جمهورية تركية… وطن السعداء والشجعان، وإنه عليك أن تكون سعيداً كونك تركي”.
بعدما قام الترك بإبادة وقتل وذبح وترحيل أكثر من ثلاثة ملايين أرمني، جاء أتاتورك مكملاً الوحشية والتدمير، فنكل بالكرد مدمراً أكثر من 900 قرية ممارساً التدمير والحرق والتهجير والتتريك، وأُحرق 8758 منزلاً، وقالت يومها جريدة “وقت” التركية: “ليس هناك مسألة كردية، حين تظهر الحِراب التركية”، وتكبّد كلٌّ من الكرد والأتراك، خسائر فادحة وكان من نتائجها صدور قانون الحفاظ على الأمن أو (تقرير سكون قانوني)، الذي جرى بموجبه تشتيت آلاف الأُسر الكردية وتهجيرها، ودمِّر كثير من القرى الكردية، ونُفي زعماؤها الذين لعبوا فيها بعد أدوار قيادية في حركة التاريخ الكردي، وخاصة في سوريا.
ثورة الشيخ سعيد ثورة إنسانية وطنية تحررية وليست حركة دينية
العديد من الباحثين والدارسين الذين تناولوا ثورة الشيخ سعيد بيراني تاريخياً، قالوا بأنها ثورة دينية، ولكن يمكننا القول أنها لم تنطلق من الجوامع أو المساجد وأنه تم اتخاذ قرار البدء في مؤتمر لحركة آزادي (الحرية)، والتي انطلقت في الخامس من شباط لأسباب قاهرة رغم أن ساعة الصفر تم تحديدها بالحادي والعشرين من آذار، والذي يصادف عيد النوروز، العيد القومي الكردي الأكبر ورأس السنة الكردية، التي تعد رمز قوتهم ونضالهم التحرري عبر التاريخ، ذلك اليوم الذي تم اختياره لما يحمله نوروز من رمزية قومية كردية إنسانية تحررية، وقد تم إقرار الثورة بناء على قرار جمعية آزادي وبعد مشاورات واتصالات مع زعماء ورؤساء القبائل الكردية وعشائرهم، وعبر التواصل مع عرب وأرمن المنطقة، ولم يكن قراراً صادراً عن تكية دينية، ولا يمكن أن يغفل التاريخ عن تلك الروح الثورية للمقاتلين والمحاربين والثوار وهم يندفعون نحو جبهات القتال ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الحرية وهم يطلقون الجملة الثورية الخالدة “عاشت كردستان”، وإن كانت حركة دينية إسلامية فما حقيقة مشاركة السريان والأرمن بالثورة، ولو كانت ثورة كردية خالصة فما معنى مشاركة بعض عشائر العرب فيها، ومما سبق يمكننا القول بأنها كانت ثورة كردستانية شاملة ضد الشوفينية التركية وسياسة حكومة أتاتورك التتريكية، ولم يكن هدفها إعادة الخلافة أو نظام السلطنة العثمانية وإلا كان السلطان المخلوع وأتباعه من داعميه وسيوفهم وبنادقهم مع الشيخ لا عليه.
كانت الثورة رداً على حنث الأتراك بوعودهم لاتفاق لوزان وسيفر، وكان الكرد والأرمن كغيرهم من الشعوب التي كانت تسعى للاستقلال عن أراضي السلطنة العثمانية المنهارة كالبلغار واليونانيين والعرب الذين أنشؤوا دولهم وحازوا على استقلالهم، ومهما اختلفت الآراء حول ثورة الشيخ سعيد من قبيل أن الشيخ ورفاقه كانوا يسعون إلى إعادة الخلافة، التي ألغاها مصطفى كمال أتاتورك، عام 1923، فإن الأعداء قبل الأصدقاء رددوا آنذاك بأن الكرد انفصاليين وأنهم يسعون للاستقلال، فقد قالت الجرائد التركية: “إن الجمعيات الكردية، دبرت الثورة تحت ستار الدين، لتصل إلى غايتها الوحيدة، وهي إنشاء كردستان مستقلة”، فلو كانت ثورة الشيخ لإعادة الدولة العثمانية لالتجأ إليهم السلطان في الولايات الشرقية من تركيا، إلى مختلف الولايات التركية العثمانية في ذاك الوقت.
لكن الحق أن ثورة الشيخ سعيد كانت ثورة تحررية لتطبيق العدل ورفع الظلم عن كاهل شعبه ولاستقلاله. وهنا يمكننا إيراد ما قاله رئيس محكمة ما تم تسميتها آنذاك بمحاكم الاستقلال في إشارة إلى إن الاستقلال جريمة، والذي حكم بالإعدام على ثلاثة وخمسين زعيماً من زعماء الثورة قائلاً: “لقد اتخذ بعضكم إساءة استعمال السلطة الحكومية، والدفاع عن الخلافة، ذريعة للثورة، ولكنكم كنتم متفقين جميعاً على إقامة كردستان المستقلة”.[1]