روناهي/ كركي لكي: بألوانها الزاهية وروحها الكلاسيكية المتعلقة بالتراث والحياة البسيطة الريفية شكّلت الفنانة التشكيلية سيران أحمد لوحاتها التي تنبض بالحياة وتشد الأنظار وتدفء القلب بمعانيها العميقة واللطيفة
الفنانة التشكيلية سيران أحمد خريجة معهد الفنون النسوية عام 1995م، هي الفتاة الريفية التي عثرت على ذاتها الفنية فاندمجت بين ألوان الحياة الزاهية، اجتهدت حتى وضعت نفسها على درب الاحتراف، أحبت مسقط رأسها قرية المصطفاوية فرسمت بيئتها الريفية المميزة بكل ما فيها من قيم، لاقت السند والدعم من العائلة منذ نعومة أظفارها فأبدعت، شاركت في العديد من المهرجانات الفنية، واستمدت من مشاركاتها شحنات إيجابية للمضي قدماً نحو عالم الألوان، ولمعرفة المزيد عن قصة الهيام بينها وبين ريشتها كان لصحيفتنا “روناهي” معها هذا الحوار.
حدثينا عن بدايتك مع فن الرسم
بدأت قصتي مع الرسم منذ سن الطفولة، فقد كنت أسكن قرية جميلة مميزة بطبيعتها وبناسها، لقد استهوتني طبيعة القرية والحياة القروية النقية البعيدة عن صخب المدينة، عشقت أيام الحصاد، ووقفة الأمهات، والنساء أمام التنور وغيرها من تفاصيل، ويوميات الفلاحين فخزنت هذه اللوحات الحية في قلبي وعقلي وكانت منطلقاً لي للتعبير بالريشة والقلم.
من دعمك وأخذ بيدك للدخول إلى ميدان الرسم؟
أبي كان داعمي وسندي ومثلي الأعلى؛ فقد ورثت ألف باء الرسم وأنا بين أحضانه، فقد كان بالرغم من عدم معرفته القراءة والكتابة إلا أنه كان دائماً يرسم الغزلان والأسود وأدوات الحصاد، فصرير قلمه كان دافعاً لي للولوج إلى عالم الفن.
ما الذي يمثله الرسم بالنسبة لكِ؟
أرى في الرسم الحياة الحرة والراحة النفسية، فمن خلاله أتنفس الهواء النقي، وهو مأواي من سوداوية الحياة وأعده أهم وسيلة للتواصل بيني وبين خزان ذكرياتي.
هل هناك صعوبات واجهتكِ في بداية ممارستك لهذه الهواية الجميلة؟
كون أبي كان مولعاً بالرسم ويشجعني عليه، فلم أجد أي صعوبة في صعود درج هذا الفن؛ لذلك أعتبر نفسي من المحظوظات التي لاقت التشجيع من العائلة، وحتى عندما تزوجت وكونت عائلة، كان ولايزال شريك حياتي من أكبر الداعمين لي في مسيرتي الفنية.
هل هناك وقت محدد للرسم لديكِ؟
لا يوجد وقت محدد للرسم فكلما سنحت لي الفرصة وكلما نادتني الريشة ألبي نداءها دون تقاعس.
بماذا تتميز لوحاتك وماذا ترسمين؟
أرسم التراث القروي “الفلاح، المعول، آلة الحرث، اللباس الفلكلوري..” كما أنني أعبر في لوحاتي عن العادات، والتقاليد الكردية بفرحها وترحها وأحاول أن أنقل من خلال لوحاتي الحياة البسيطة لبيئتي التي ترعرعت فيها للأجيال القادمة.
ماذا تفضلين، الرسم بالرصاص أم بالتظليل أم بالألوان؟
أفضل الرسم بالألوان فهي تعطي اللوحة رونقاً وجمالاً أخاذاً.
إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟
هناك مدارس متعددة للفن، ولكني أفضل المدرسة الواقعية فالفن هو صورة عن الواقع، والفنان ابن بيئته ويجب أن لا نبتعد عن واقعنا.
هل لمشاكل الفنان وحالته النفسية ولاسيما ظروف الحرب القاسية دور في تحديد مواضيع اللوحة؟
نحن في سوريا ومنذ حوالي العقد من السنين نعيش في ظروف نفسية صعبة للغاية، فالحرب السورية، وتبعاتها من هجرة وتشريد، ودماء مسالة، وضبابية المستقبل، لها تأثير على كل إنسان، والفنان بطبيعته حساس لذلك لا نستطيع أن نبتعد عن واقعنا، فالواقع له دور في تحديد مسار لوحاتنا ولاسيما إن أردنا أن ننقل رسالة شعبنا ومعاناتهم.
ما هي أهم المعارض التي شاركتِ فيها؛ وهل للمعارض والمهرجانات الفنية دور في صقل الموهبة؟
لقد فتحت معارض عديدة ولاسيما في إقليم الجزيرة، فافتتحت معارض في قامشلو، وتربه سبيه، ورميلان، وديرك؛ كما شاركت في مهرجانات فنية في باشور كردستان ولاسيما في هولير، والسليمانية، وحقيقة إن جميع المعارض والمهرجانات التي شاركت فيها دفعتني للمزيد من التقدم وكانت زاداً لي للاستمرارية.[1]