اندفعت الموهوبة برواس بشرارتها الفنية , لتعلن على ان الفن والغناء في كوردستان العراق يعيش اجواء صحية متميزة فيه من التالق والابداع , لقد كررت اغاني ام كلثوم وحسب طلب اللجنة , وكذالك اغاني السيدة فيروز , اضافة الى انها غنت اغنية للفنان المرحوم صلاح عبد الغفور ( شلونك عيني شلونك ) باللغة الكوردية...
جوزيف الفارس
حينما نتحدث عن الموسيقى والغناء والتي تلهب الاحاسيس باكاديميتها وثقافة الفنانين والذين ساهموا بتطويرها والتي الهبت نتاجاتهم الفنية الاحاسيس واثارت المشاعر للمتلقين , وجب علينا ان ناخذ بنظر الاعتبار المؤثرات والتاثيرات والتي ساهمت في نشأتها وبمختلف الوانها والمتاثرة بالبيئة والتي نشأت منها سواء كانت في المنطقة الجنوبية والوسطى , او في المنطقة الشمالية , وهذه هي تفسيمات عراقنا الحبيب الجغرافية والتي نشأ في كل منهم مجتمع يختلف في العادات والتقاليد.
وكذالك في اللغة ولهجاتها المختلفة باللكنة والنطق , مثلا لكنة اللهجة الجنوبية تختلف عن اللهجة الريفية او البدوية , وتختلف عن ابناء الموصل ايضا , واما في الشمال من عراقنا فالبيئة واللغة تختلف عن باقي اقسام العراق الجغرافية , وهذا الاختلاف قد يشمل العادات والتقاليد الاجتماعية , اضافة الى الثقافة والفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية ان كانت المعاصرة منها او الكلاسيكية والتي اصبحت تراثا وفلكلورا لكل من هذه المناطق وهوية لها تعبر عن نشاة الاصالة التي يعتز بها افرادها ويستأنسون بذكرها في المحافل الاجتماعية والثقافية والفنية.
ولكن لو اننا تفحصنا وتابعنا تاريخ كل من هذه الفنون لتوصلنا الى حالة لا مناص منها وهي , ان منبع جميع هذه الفنون ياتي من سحر البيئة التي تكون القوة الدافعة والمعطاء لالوانها المتعددة وبموجب تنوع البيئة التي نشأت منها , مثلا الريفية في الاهوار الجنوبية ,والبدوية في القسم الغربي من مناطق العراق الجغرافية , والجبلية في القسم من شمال الموصل اي في منطقة كوردستان العراق الحبيب , حيث لكل منهما يختص بلون من الالوان المختلفة بالغناء والاداء , وباللالات الموسيقية , ففي منطقة الجنوب من العراق ولا سيما في منطقة الاهوار والمناطق الريفية الجنوبية , هناك نوعا من انواع الغناء والاصوات والتي عبرت عن هذه البيئة , حيث نشأت فيها اصوات ساحرة من امثال مسعود العمارتلي وحضيري ابو عزيز , وداخل حسن , وعبد محمد , وحسين نعمة , وجواد وادي والخ.
وهؤلاء المطربين تميزوا بهوية خاصة تمثل بيئتهم وتميزوا عن اقرانهم من مطربي الاغنية البدوية في المناطق الصحراوية من امثال ,سعد الحديثي , وابراهيم العبدالله , وعبد عكار --- الخ ,
وكذالك الاختلاف عن المناطق الجبلية في كوردستان , وكذالك الحال مع التراث والفلكلور والذي يتحدد كل منهم بتاثيرات البيئة والتي من خلال طبيعتها الجغرافية والطقسية يتمخض عنها الوان مختلفة من الموسيقى والغناء , فمثلا في المناطق الجبلية , اي في شمال العراق وبالتحديد في مناطق كوردستان العراق نشأت اصوات قوية ومختلفة الالوان في الاداء والالحان , الوان يشوبها الطرب والابداع والتالق , وقد تباينت هذه الالوان الغنائية نسبة الى مناطق كل منها , فمثلا هناك الوان من الغناء السوراني والبهديناني , وهناك اختلاف مابين اغاني كركوك واربيل والسليمانية ودهوك وزاخو , وكل منها وبموجب تاثيراتها المحلية , فنشأت اغاني عاطفية ووطنية , والاخرى والتي تصاحبها الايقاعات الراقصة على ايقاعات ( الدوله والزرنه ) يعني الطبل والمزمار او الزرنه ’ والتي يصاحبها انواع الدبكات وفنونها , وكذالك هناك الموسيقى والمتمثلة بالالات الوترية والايقاعية , والة الطنبورة والايقاع ( الطبلة ) .
لقد بزغت اصواتا نسائية شابة ورجالية اثبتت حضورها الفني في الغناء والموسيقى ومن خلال اصواتهم الجميلة مما جاز لهم التسجيل في الاذاعة والتلفزيون , اي في مديرية وحدة الانتاج الموسيقى والغناء , والقسم الاخر من المطربين والمطربات حاولوا تسجيل اغانيهم على اسطوانات لشركات الجقماقجي , ومنير بشير , والمطربون والمطربات متعددون فمنهم .حسن الجزراوي ,ومحمد عارف , وعيسى برواري , وعلي مردان , ونسرين شيروان , ومريم خانم , وهذا الرعيل من المبدعين ساهموا في تطوير المسيرة الفنية للاغنية الكوردية , الا ان جميع هذه الاصوات بقيت محصورة في داخل العراق وجغرافية المناطق الشمالية.
وهكذا واصلت مسيرة الغناء الكوردي وتطورت , ان كانت على نطاق الغناء في الاداء والتلحين , ولكن المفاجئة والتي كسرت حاجز القيد الى ابعد من حدود جغرافية العراق , هو الصوت المبهر للموهوبة التي ابهرت لجان التحكيم في برنامج ( اراب ايدول ) واججت التصفيق الحار في القاعة الكبيرة لهذا الصوت المتالق والمبدع للموهوبة الكوردية برواس حسين , والتي غنت لعمالقة الغناء العربي من المطربات العربيات السيدة فيروز , والسيدة كوكب الشرق , واثبتت ومن خلال برنامح ( اراب ايدول ) انها فنانة موهوبة لا منافس لها , واصيلة في الصوت والاداء المتميز , ورفعت اسم كوردستان الى مصاف الرفعة والجمال , وجاز لنا تسميتها بسفيرة كوردستان في الفن والغناء , وعلى الرغم من انها لا تجيد اللغة العربية مما جعلها ان تستعين بمترجم كردي يتكلم اللغة العربية ليصاحبها في المقابلة مع لجنة التحكيم .
لقد اندفعت الموهوبة برواس بشرارتها الفنية , لتعلن على ان الفن والغناء في كوردستان العراق يعيش اجواء صحية متميزة فيه من التالق والابداع , لقد كررت اغاني ام كلثوم وحسب طلب اللجنة , وكذالك اغاني السيدة فيروز , اضافة الى انها غنت اغنية للفنان المرحوم صلاح عبد الغفور ( شلونك عيني شلونك ) باللغة الكوردية مما جعلت انتزاع تحايا من اعضاء اللجنة الى كردستان ولمسيرتها الفنية الناجحة.
تحية حب وتقدير لهذه الفنانة الموهوبة برواس حسين الكوردية الاصل والعراقية الجنسية لتعلن عن ان المسيرة الغنائية والاصوات الشابة في كوردستان مازالت تعيش تحت رعاية المسؤولين من الفنانين الكبار والذين يراعون حركة ومسيرة الفن الغنائي الكوردستاني , والتي كانت نتائجها نقل الفن الغنائي الى خارج حدود كوردستان وعن طريق الفنانة الموهوبة برواس حسين.[1]