الاستاذ صبحي داوودي هو من كبار التربويين واحد الكتاب المعروفين في الوسطين التربوي والثقافي في كركوك. قبل رحيله الابدي يوم الاحد الجاري (12/1/2020) بايام قلائل، زار برفقة عدد من الادباء والتربويين الكركوكيين وعلى رأسهم الاستاذ الكاتب عابدين رشيد والاستاذ الكاتب سيد حسن بيريادي مكتبة كاريز. القدوم الكريم لهؤلاء الاساتذة الى المكتبة كان فرصة ثمينة جدا...
حاوره: طارق كاريزي
الاستاذ صبحي داوودي هو من كبار التربويين واحد الكتاب المعروفين في الوسطين التربوي والثقافي في كركوك. قبل رحيله الابدي يوم الاحد الجاري (12/1/2020) بايام قلائل، زار برفقة عدد من الادباء والتربويين الكركوكيين وعلى رأسهم الاستاذ الكاتب عابدين رشيد والاستاذ الكاتب سيد حسن بيريادي مكتبة كاريز. القدوم الكريم لهؤلاء الاساتذة الى المكتبة كان فرصة ثمينة جدا، وقد تعرفت بفضلها عن قرب على استاذنا الراحل وفقيد الادب والتربية في كركوك (صبحي داوودي)، وجرت نقاشات مستفيضة حول قضايا الادب واللغة والنضالي الوطني خلال تلك الزيارة.
مداخلات الحضور والحوارات التي دارت اغنتنا جميعا بالجديد من المعلومات وزادتنا في العلم والادب بصيرة. ونظرا لكون الاستاذ داوودي يحتل منزلة استاذ الاستاذة لدينا، فقد دار لنا معه حوار مفتوح، تطرق فيه الاستاذ الراحل الى العديد من المواضيع.
حول سيرته النضالية قال: كنت عام 1974-1975 اثناء ثورة ايلول التحررية مدير تربية كركوك وخانقين. واضاف موضحا: واثناء مهاجمة جامعة السليمانية التي انتقل مقرها من مدينة السليمانية الى مدينة قلعةدزة، وذلك بسبب مغادرة الغالبية العظمى من الاستاذة والطلبة السليمانية وباقي مدن كوردستان والتحاقهم بصفوف الثورة، نعم اثناء مهاجمة هذه الجامعة في مكانها الجديد في مدينة قلعةدرة من قبل الطيران الحربي للنظام البعثي آنذاك، كنت موجودا هناك، حيث استشهد اكثر من 300 طالب وطالبة جامعية وجرح الكثيرين وترك هذا الهجوم الفاشي الكثير من الخراب والدمار في المدينة.
وبعد شهادات ادلى بها كل من الكاتبين عابدين رشيد وسيد حسن بيريادي عن الدور الرّيادي للاستاذ، اكد الجميع وبضمنهم الاستاذ الراحل صبحي الداوودي: ان اساتذة ذلك الزمان (اساتذة اواسط القرن الماضي) في كركوك والعراق عموما كانوا صنّاع الاجيال، حيث كانوا بمستوى متقدم من حيث الشعور بالمسؤولية والتعاطي مع مهام التربية والتعليم وتنشأة الاجيال، وقد كان الاساتذة من انصار الفكر اليساري وايضا الاساتذة من انصار الحركة التحررية الكوردستانية وايضا الاساتذة المصريون المنتدبون للتدريس في العراق، ذو امكانات تربوية عالية استطاعوا من خلالها تربية اجيال تبوءت تاليا مواقع مهمة في السلم الاداري وفي القطاعين العام والخاص في البلد.
واشار الاستاذ الراحل الى ان مؤسسات التربية والتعليم دخلت مرحلة التراجع والنكوص بعد دفع اعداد كبيرة من انصار حزب البعث اليها لينتهي المطاف بها بغلقها على البعثيين حصرا، وقد كان السلم الحزبي اثناء فترة حكم البعث بمثابة الثغرة التي تسلل عبرها المعلمين والمدرسين غير الكفوئين وقد تسببوا في تدهور التربية والتعليم وتحوله الى مؤسسة تابعة لسياسة العسكرة والتجيّش والبعثنة.
ومن الطرائف التي تحدث عنها الاستاذ الراحل صبحي داوودي بانه كلف لتولي منصب وكيل وزارة في حكومة اقليم كوردستان، وقد كان جوابه بالحرف الواحد: لقد قلت لهم لن ارضى بمنصب ادنى من منصبي. فقالوا لي: وما هو منصبك؟ قلت انني كنت مدير تربية كركوك وخانقين اثناء ثورة ايلول، ومنصب المدير ابان عهد الزعيم مصطفى البارزاني لهو اكبر بكثير عندي بما تعرضونه عليّ، عليه لن ارتضي بما دون منصبي ذاك.[1]