المهندس يوسف محمد شوان مولع بعالم الادب والثقافة الى جانب تحصيله واختصاصه في حقل الهندسة. يرأس منظمة (برةو) المدنية المتخصصة بمجال التنمية البشرية. يمارس الترجمة من الكوردية الى العربية، انه انسان متعدد المواهب. خلال زيارة له الى مكتبة كاريز، وجهنا له عدة أسئلة...
حاوره: طارق كاريزي
المهندس يوسف محمد شوان مولع بعالم الادب والثقافة الى جانب تحصيله واختصاصه في حقل الهندسة. يرأس منظمة (برةو) المدنية المتخصصة بمجال التنمية البشرية. يمارس الترجمة من الكوردية الى العربية، انه انسان متعدد المواهب. خلال زيارة له الى مكتبة كاريز، وجهت له الاسئلة التالية:
*الهندسة والادب حقلان متباينان، ما الذي دفع بك انت المهندس للانخراط في عالم الادب والثقافة؟
-ان قراءة نصوص الادب تزودك بالكثير من المتعة والاحساس بالجمال بالشكل الذي يغري المرء لمتابعة ما تقدمه الكتب من معارف ومعلومات مدهشة وجذابة تثير اشتياق وشهية القارئ. انا شخصيا ولعت بعالم المطالعة وقد فرت لي متعة كبيرة اضافة لما يحصل الانسان عليه من معلومات قيّمة توسع من افقه المعرفي وتنشط مداركه. بالنسبة لي انني ارى عالمي الثقافة والهندسة يكملان احدهما الآخر ويغنيه.
*نحن نشكو ندرة الترجمة من الكوردية الى اللغات الاخرى، هل توافقني في ذلك؟
-نعم، حقيقة اننا نعاني من عزلة ثقافية من حيث التعريف بالادب والنصوص الكوردية، وهذا بحد ذاته اشكالية تحتاج المعالجة والتصدي.
*طيب، ما الذي دفعك للانخراط في سلك الترجمة وما طبيعة النصوص الكوردية التي تختارها لتعرّفها بقراء العربية؟
-من حسن الحظ انني اجيد اللغة العربية الى حد يؤهلني للتصدي للترجمة. ولعل الدافع لتوجهي الى الانخراط في عالم الترجمة هو ندرة الترجمة من الكوردية الى العربية، ففي الوقت الذي تشهد المكتبة الكوردية حركة ترجمة واسعة من مختلف اللغات الشرقية والغربية، ومن بينها من العربية الى الكوردية، شعرت بفراغ كبير من حيث الترجمة من الكوردية الى اللغات الاخرى، بل هي معدومة او نادرة جدا. وهذا فراغ يخل بواقعنا الثقافي ويستلزم الحركة من اجل ملء هذا الفراغ. وفيما يتعلق بالنصوص التي اختارها للترجمة، فان اختياري مرهون باعجابي بالنص الكوردي كقارئ، فلو لم يشد اي نص ادبي انتباهي ولم يثير دهشتي، لا يمكنني التصدي لترجمته، لذلك فان نصوصي المختارة عندما تنال المقبولية والرضي لدي، بعدها افكر بترجمتها كي اتعاطى مع النص بروح من التفاعلية البناءة التي تحثني ليس فقط على قراءته، بل ايضا الى التصدي لترجمته، وكأنني اقرّ مع ذات نفسي بان هذا النص يستحق القراءة بشكل يتخطى مساحة انتشار اللغة التي كتبت به.
*وترعى منظمة مدنية ايضا؟
-نعم، انني ارأس منظمة مدنية اسمها (برةو) وهي منظمة تهتم بالتنمية البشرية. نحن يهمنا تأهيل الاجيال الجديدة من الشباب كي يتولى مسؤولياته بمزيد من الطمأنينة والثقة بالنفس. فاساس بنيان المجتمع هو افراده، وكلما كان الافراد مؤهلين علميا ومهنيا ومستعدين من حيث البنيان النفسي والاستعداد التعبوي للعمل والمبادرة، عندها يكون بنيان المجتمع قويا وسليما والاجيال تكون مستعدة لانجاز ما عليها من مهام باشمل وجه.
*ما مدى تجاوب المشاركين في دورات المنظمة مع ما تقدمون لهم من محاضرات وفعاليات؟
-للحقيقة اقول، ان استعداد الشباب من الجنسين هو بمستوى عال فيما يتعلق بتقبل المعارف والانخراط في برامج دورات التاهيل والتنمية البشرية وتطوير قدراتهم الحياتية. الجيل الحالي من الشباب يمتاز بالحيوية والتطلع لحياة افضل واكثر رقيا. لكن تبقى الامور رهن القدرات والقابليات التي يتملكها الشباب ومدى الفرص المتاحة امامهم.
*هل تلمسون تفاوتا في قدرات ومستويات ذكاء المشاركين في الدورات؟
-هناك معلومة خاطئة وشائعة بين العامة، هذه المعلومة تقول بان فلانا ذكي وفلانا بليد. وهذا الكلام يتنافى مع الحقيقة، ولتوضيح هذه الاشكالية اقول بان العالم الامريكي (كارنر) قد اكتشف بان الذكاء غير محصور في مجال واحد كأن يكون المجال الدراسي، بل ان الذكاء يتوزع على مساحة واسعة من المعارف والخبرات والمجالات الحياتية. واكد (كارنر) بان هناك ثمانية اصناف من الذكاء، فكل فرد يمتلك مؤهلات الذكاء في احدى هذه المجالات. من هنا فان منظمة (برةو) والدورات التي تقيمها تود من خلالها رفع سوية المؤهلات الفردية للمشاركين، فنحن نتطلع الى الاسهام في تأهيل الاجيال القادمة من ابناء وطننا، كي يكونوا مؤهلين لتولي مهام ادارة البلد والمساهمة في ارتقاءه وتقدمه.[1]