في اروقة قاعة المؤتمرات لجامعة دهوك واثناء بدء ايام مهرجان دهوك السينمائي السابع كانت فرصة ان التقي بالفنان المسرحي والسينمائي والكاتب الدكتور ابراهيم سلمان بعد فراق مدة من الزمن حيث عملنا معا في الاذاعة الكوردية كان طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة درس الاخراج والتمثيل على ايدي اساتذة وفنانين عيراقيين كبار في اكاديمية الفنون الجميلة
حاوره: جمال برواري
في اروقة قاعة المؤتمرات لجامعة دهوك واثناء بدء ايام مهرجان دهوك السينمائي السابع كانت فرصة ان التقي بالفنان المسرحي والسينمائي والكاتب الدكتور ابراهيم سلمان بعد فراق مدة من الزمن حيث عملنا معا في الاذاعة الكوردية كان طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة درس الاخراج والتمثيل على ايدي اساتذة وفنانين عيراقيين كبار في اكاديمية الفنون الجميلة وتخرج منها عام 1976وعمل مذيعا ومعدا ومقدما لبرنامج مساء الخير في الاذاعة الكوردية سالته عن انطباعه ومشاهداته للمهرجان حيث كان مدعوا للمشاركة في ايام المهرجان وكان قد قدم سيمينارا حول الموسيقى في السينما ، :ارى ان انعقاد المهرجان في دهوك ظاهرة حضارية جيدة خاصة عرض افلام كوردية المهرجان خطوة الى الامام لانتاح السينما في كوردستان
سالته عن اعماله السينمائية في الخارج وبالذات في هولنده حيث يقيم فيها اجاب قائلا :نعم اخرجت فلما سينمائيا حول حلبجة وانا ومنذ 23 سنة اعمل رئيسا لقسم السينما في وزارة الدفاع في هولنده
.
وفي سياق الحديث سألته هل تذكر ايام الاذاعة الكوردية والصالحية بعد هذا الفراق الطويل اجاب قائلا :
نعم اذكر الصالحية واذكر مقهى ابوناطق عندما كنا نجتمع ونحتسي الشاي واذكر بيتكم عندما كنا نلتقي اذكر عندما التقينا معا في بيتكم مع الفنان الكبير الراحل تحسين طه والفنانة الراحلة كولبوهار لا يمكن ان انسى تلك الايام اذكر محلات بغداد اذكر ايام الدراسة في اكاديمية الفنون الجميلة اذكر المتنبي والرشيد والسعدون وباب المعظم اذكر زملائي الطيبين من الطلبة والذين عملت معهم من المذيعين في الاذاعة الكوردية اذكر المرحوم محمد جيهاد حسن والمرحوم سكفان عبدالحكيم واذكر الاستاذ محمد صديق الامام وعبدالله حسين واحمد محمد علي وبختيار وحسين قاسم وسعيد زنكنه لاتنسى لا زلت اذكر مقالبك الكثيرة
وعن بداياته في مجال القصيدة والشعر اجاب قائلا :
- بدايتي الشعرية لم تكن موفقة ولم تنال تقديري الشخصي. لذلك كتبت القصة القصيرة التي كانت ملية بالشاعرية وصورها. و نشرت لي عام 1979 المجموعة القصصية (كومر) . و هذه اول مجموعة قصص تصدر باللهجة البادينانيةصدرت عن دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد في نفس العام نشرت مسرحيتي المهرج يغير ملحمة مم و زين .
اجبرت على الايقاف في إخراجها و لكن اخرجت بعدها عملين مسرحيين آخرين احداهما عرضت من قناة تلفزيون الموصل و اعجبت الجمهور والمسرحية الاخرى واسمها الخوف كادت قد تودي بي الى الاعتقال وبعض المشاكل السياسية. في بداية 1980 كتبت القصة القصيرة جدا وقدمت مجموعة قصصية آخراً التي اراد المجمع العلمي الكوردي طباعتها ولكن تركت الحياة في بغداد و التحقت قوات مع قوات البيشمركة و المجمع لم يجرؤ على طبعها.
بعد طريق شاق وصلت في ربيع 1981 الى هولندا و كان علي ان أبدا من الصفر. اردت إيصال القضية الكوردية عن طريق المسرح الى الجمهور الهولندي. اعدت كتابة مسرحية (الخوف) و أخرجتها قاصاًًً التاريخ الكوردي بتابلوهات شبه راقصة مع موسيقا دراما حيه. حصلت المسرحية على اهتمام صحفي كبير و فتحت الطريق لأعمال اخرى كبيرة. بجانب العمل المسرحي تعينتً وبعد نيلي شهادة الًدكتوراة في علوم المسرحُ كبروفسور في جامعة أمستردام لمده 3 سنوات. في 1990 قررت ترك المسرح و توجهت الى السينما بجانب عملي كمفكر و مخطط في وزارة الصحة ، عملت فلمين روائيين الاول حول نكبة حلبجة و الثاني كان بعنوان القافلة الصامتة . في نفس الفترة بدات بكتابة الشعر و الرواية باللغة الهولندية. كذلك كتبت مقالات أدبية متفرقة للجرائد الهولندية منذ 1989. الى الان صدرت لي ثمانية كتب منها 4 روايات، مسرحية، مجموعتان شعريتان و مقالات مع قصائد.
لاادري ان كانت هذه الاعمال منعطفات او مسيره منطقيه. أنا عملت ليس فقط بالتفكير ولكن أيضاً بالاحساس وبدافع قوي لخدمه شعبي ، والادب و الفن بمختلف أشكالهم.
منذ بدايه هذا العام اختارتني البلدية الشمالية ان اكون شاعرها الرسمي لمدة سنتين و اكتب قصائد للكثير من المناسبات.
*هل أثرت الغربة في تفجير طاقاتك الابداعية؟
-في البداية كانت الايام تبدو و كأنها فارغة و بدون اي قيمة. الغربة تستطيع قتلك او قتل روحك و قتل الانسانية فيك و لكن عليك ان تجعل من الغربة صديقا و تغيرها من سجن الروح الى ورشة لروح منتجة. في ذلك الحين تستطيع ان تستخدم الغربة في تكوين و انفجار الطاقات الفنية و الادبية.
وحول حضوره الاعلامي والفني والثقافي المكثف في الغربة وقلته في كوردستان اجاب قائلا :
حضوري الفني، الادبي، الثقافي و الاعلامي المكثف في هولندا حال دون وجودي في الساحة الكوردية. كذلك لم تحاول الساحه الكوردية ان تقترب مني و الاستفادة من إمكانياتي.
أنا احب كوردستان والكورد و كافحت طوال حياتي من خلال نشاطاتي لكي اخدمهم. عملت ذلك بدون تريث او تحفظ. ودافعت عنهم في الاعلام الهولندي في الأوقات العصيبة التي مروا فيها.
-رغم عملي الطويل في هولنده كمخرج مسرحي ومؤلف وقاص وكاتب روائي وأستاذ في جامعة امستردام وعضو جمعية الكتاب والمخرجين والمنتجين الهولنديين إلا أني اشعر لست مندمجا ، هناك فاصل ما بيني وبينهم ، لست أنا السبب في ذلك . وعلى سبيل المثال أنا كأستاذ في الجامعة وبعد الانتهاء من محاضراتي والذهاب لشرب فنجان قهوة والجلوس معهم يحسسوك بأنك من دول العالم الثالث ، وأنت قبل قليل كنت أستاذا لهم يستمعون لما تقوله ويسجلون ما تدرسه لهم. أي إن الإحساس بوجود هذه المسافة الفاصلة قائم تحس به أنت كلاجئ، ويشعرونك به هم كمواطنين في هذا المجتمع. هذه الحال ليست مطلقة وانما انا شخصيا وبعد هذه الفترة الطويلة من هجرتي واتقاني لغتهم وكتابة أعمالي الأدبية بها و ألقى نقدا جميلا ورعاية لكنني اشعر بوجود بفاصل بيني وبينهم لست انا سببه.
نشر الحوار فی صحیفە صباح كوردستان[1]