سليم حسو..مناضل كوردي ومن الاوائل الذين استقبلتهم النمسا عام 1976 .ابصر النور في بلدة(بردرش) عام 1947 وكانت امنية والدته بان يكمل البكالوريا من اجل الاعفاء من الخدمة العسكرية.عشق السياسة وحب الوطن منذ الصغر ومالبث ان التحف بافكار وسياسة الثورة الكوردية خلال ثورة ايلول.كان معجبا وملمهمه الكبير الزعيم الخالد ملا مصطفى البارزاني...
بدل رفو-غراتس- النمسا
سليم حسو..مناضل كوردي ومن الاوائل الذين استقبلتهم النمسا عام 1976 .ابصر النور في بلدة(بردرش) عام 1947 وكانت امنية والدته بان يكمل البكالوريا من اجل الاعفاء من الخدمة العسكرية.عشق السياسة وحب الوطن منذ الصغر ومالبث ان التحف بافكار وسياسة الثورة الكوردية خلال ثورة ايلول.كان معجبا وملمهمه الكبير الزعيم الخالد(ملا مصطفى البارزاني)ومن عشقه الكبير له وخلال عطلة نصف السنة من عام 1967 سنحت له الفرصة التاريخية والمهمة في حياته بزيارة دار الزعيم الخالد البارزاني في ديلمان.عمل في خدمة الكورد من خلال مشروع ماء ميركسور ودورة التضميد ويقول بانه من خلال عمله في المشروع احب التعامل مع البارزانيين ووقتها حصلت علاقة متينه بينه وبين الراحل ادريس البارزاني.التحق سليم حسو عام 1974 بالثورة الكوردية وعاش ذكريات في هذه الثورة والتي سيدونها يوما ما في مذكراته عن الثورة وبعد الثورة يلتجا الى ايران وهناك تبدأ ثورة اخرى في خدمة اللاجئين الكورد والدور الذي يتحتم عليه وهناك توطدت علاقته عن قرب بالراحل ادريس بارزاني اكثر وتطورت افكار الثورة والوطن وبعدها تاتي اللحظة الحاسمة لثورة اخرى في خدمة الكورد والرحيل الى النمسا عام 1976 ولتكون النمسا اول دولة استقبلت الكورد ..عاش سليم حسو في اقليم شتايامارك وهذه الشخصية مرت على اكراد الاقليم بصورة مكثفة فليس هناك كوردي في الاقليم الا وكانت بصمات ايادي سليم حسو عليه..رجل مكافح في سبيل الاخرين وقضية بلاده،تحدث لي عن مشوار حياته من بردرش ايران النمسا وكل هذه المشاهدات سيدونها في كتاب كبير ،وفي مدينة غراتس كان هذا اللقاء:
كيف كان شعوركم حين استقبلتكم النمسا عام 1976 والتي عدت بدورها اول دولة استقبلت الكورد؟
لقد كان شعوراً مفعماً بالفرح وخاصة باننا غادرنا ايران..تلك البلاد التي طعنتنا من الظهر والنمسا كانت لنا النافذة لعالم اخر وحضارة جميلة وطبيعة لا توصف حيث انهارها وجبالها وغاباتها والاهم طيبة شعبها ..جميل ان يجد الانسان نفسه في بلاد غريبة والدولة كانت كريمة معنا في كل المجالات.
ما بين الحياة والموت خيط رفيع وحياتك مليئة بالتشويق،فأما زال الخيط ملوناً؟
أجل ..حياتي مليئة بالتشويق،فقد انتظرت لأكثر من 30 عاماً بشوق وامل رحيل الدكتاتور(صدام حسين)انتهى الحكم الدكتاتوري وظل الامل بوطن حر وكريم رغم اني صرت من المنسيين لابسط حقوق انسان وهب شبابه لقضية شعبه ولكن المهم ان يكون الوطن بخير.
هل قرأتم ادب الثورة والمقاومة من خلال الثورات التي اشتركتم فيها؟
كل مقاتل كوردي نهل من ينابيع اداب الثورات الانسانية وادباء العالم واخص بالذكر شعراء الانسانية وشعراء العرب مثل محمود درويش والقاسم وابو قاسم الشابي والكورد مثل بيكه س و بيره ميرد والسندي واخرون.
كيف ترى الانسان الكوردي وكوردستان اليوم بعد 4 عقود من الغربة؟
لقد كان الانسان الكوردي قبل 4 عقود رحيماً وصديقاً واميناً وكان مستعداً بالتضحية من اجل كلمة واليوم تغلبت التكنولوجيا على البيئة ومشاعر البشر بصورة عامة والكوردي بصورة خاصة وفتحت افاق العالم امام عينيه فصار مادياً والغنى الفاحش من دون اساس اثرت على معنويات الانسان البسيط وقد تغير المجتمع والحديث الاول والاخير حول المادة.
غراتس النمساوية وبردرش الكوردستانية اين يلتقيان عندك؟
انا من بردرش وزوجتي من غراتس واولادي ولدوا في غراتس وهذه هي نقطة مزيج بين الثقافة الكوردية والنمساوية واولادي(هلمت،هيوا،هونر) واكثر عاداتنا وتقاليدنا واكلاتنا كوردية..انا نقلت كوردستان الى داري.
بعد 4 عقود من الغربة ماهي لغة حلمك وتفكيرك وحبك وتأملاتك؟
لقد ذكرت في مناسبات عديدة وبالاخص في المجالس باني كوردي حتى العظم،احيا ككوردي وساموت ككوردي،ولن اتخلى عن عاداتي وتقاليدي التي ورثتها في بيئتي بلادي الام.حبي وتفكيري وحلمي واغنيتي كوردستان.
إذن لو لعب فريق النمسا بكرة القدم مع فريق كوردستان وانت قد نهلت من ينابيع النمسا ووجدت نفسك هنا،فمن ستشجع؟
اكيد ساشجع فريق كوردستان بالرغم من كل المآسي التي عانيت منها فيها،كوردستان في دمي وحين اسمع بان كوردياً قد فاز في مكان ما وقتها ابكي فرحاً.
هل تحس بالغربة في بلاد الجمال والفالس بعد 4 عقود من الحياة فيها؟
نعم،في بعض الاحيان وقبل ان يصرعني الشوق والحنين الى بلادي الام اشد الرحال لها لاعانق ذكرياتي وناسي واهلي ولكن الكارثة باني هناك احس بالغربة اكثر وينتابني الشعور بانها ليست تلك البلاد التي عشت فيها،فقد تغيرت العادات والتقاليد وتكاد صلة الرحم معدومة ولاتنس بان 4 عقود عمر طويل والشئ الاخر لم اواكب مراحل الانسان في كوردستان ولهذا يغدو لي شيئاً غريباً.
هل تمكنت الجالية الكوردية في غراتس النمساوية بان تنقل صورة جميلة لثقافة الكورد الى النمساويين؟
لقد تمكنت الجالية الكوردية في غراتس ان تضع بصمات واضحة للانسان الكوردي وثقافته عند النمساويين فمثلا(رزكار خوشناو)وفرقته (سكورديا)وكونسيرتاته في دار الاوبرا ابهرت النمساويين ،فرقة الفنون الشعبية للدبكات والرقصات الكوردية،تكريم حضرتكم عدة مرات والاحتفاء بكم في النمسا بالاضافة الى الاكلات الكوردية وهذه صور بسيطة للكورد في غراتس.
لقد اسستم جمعية الثقافة الكوردية والمركز الثقافي الكوردي في غراتس فماذا كانت نشاطاتكم؟
بعد ان انتهيت من دراستي الجامعية(ماجستير) جيولوجيا قسم التعدين عام 1985 ،حصلت على موافقة تاسيس جمعية الثقافة الكوردية في النمسا وكانت الغاية والهدف مساعدة اطفال الكورد وخاصة من ناحية اللغة والرياضيات والكيمياء والفيزياء بالاضافة الى المراسلات الكثيرة مع وزارة الداخلية لحل مشاكل اللاجئين الكورد ومنذ 3 عقود قمنا باحياء عشرات الاحتفالات والنشاطات الثقافية والفنية.
كيف تقيم الاعلام الكوردي والقنوات الفضائية بصراحة؟
مع الاسف ومن خلال متابعتي اليومية للاعلام الكوردي لم ارى واسمع وبالاخص القنوات الفضائية تنقل الاخبار والاحداث بصدق وامان وتنقل اوجاع واهات عوائل الشهداء والفقراء هناك قنوات حزبية لها خطها الواضح ولكن الكارثة في القنوات التي تدعي الاستقلالية وكانها تعادي كل القنوات وانها صوت الحقيقة فنحن بحاجة الى صوت الانسان الحقيقي والعدل.
ما سبب استلامك منصب مسؤول منظمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في فيننا عام 1994 1998؟
للاسف الجميع تهربوا من المسؤولية حين كان الاقليم في حرب الاخوة ولكني صمدت وقمت بهذا الدور واستلمت المنصب وبعد انتهاء الحرب تكالب البعض ثانية على المنصب.
انت عشت ثورتين من ثورات الكورد فكيف ترى المقاتل الكوردي وقتها مقارنة باليوم؟
المقاتل الكوردي انذاك لم يكن لديه سوى الجبل والريح ويقاتل في سبيل قضيته من دون مقابل ومقتنعاً بالاكل القليل والشراب وكان يصمد في جبهاته طويلاً ولكن الزمن قد تغير والعالم والتكنولوجيا والاسلحة الثقيلة تلعب دوراً كبيراً على روح المقاتل وصعوبة الحياة تجعل من المقاتل ومعنوياته تتغير ولكن الهدف يظل واحداً حماية اراضينا المقدسة من رجس الاعداء.
هل لديك النية في تدوين مذكراتك وماذا ستسميها؟
لدي النية في تدوين مذكراتي وفيها سيكون عنصر التشويق كبيراً ووقتها ساكشف الكثير ما عانيته خلال الثورتين وساسميها(مأساة كوردستاني من بردرش الى النمسا) وربما ساكتبها ايضا بالالمانية.
هل من كلمة اخيرة،من مناضل سيشهده التاريخ ويعده من المنسيين؟
خلال مشاركتي في ثورة 7475 كان لي الامل الكبير والحلم صوب كوردستان كبيرة ومازال الحلم قائماً ولكن على سلطات الاقليم بان تضع الانسان المناسب في المكان المناسب وما لاحظته فقد استوردنا سياسة الاقصاء والتهميش من العاصمة بغداد والاعتماد فقط على المحاصصة الحزبية والصداقة والقرابة من دون الاعتماد على القاعدة الشعبية للانسان المهمش واتمنى ان نقبل بالراي الاخر برحابة صدر والا يكون اعلامنا مثل الاعلام العفلقي يتخذ سياسة الاقصاء والتهميش وقتل الروح المعنوية وشكراً من القلب لكم.[1]