عدد الكتب في مكتبة كاريز بحدود ثمانية آلاف كتاب، اما الصحف والمجلات فعددهما يفوق ذلك بكثير. فيما يتعلق بالنوع، فهي تتوزع على مختلف صنوف العلوم والآداب والفنون والمعارف، وفي مقدمتها الادب واللغة والتأريخ والفلسفة وبلغات عدة.
* نبذة عن فكرة تاسيس مكتبة كاريز في حي باروتخانة؟
-انا اعتقد بان النخب الثقافية والفنية مدينة للمكان ببعديه الجغرافي والاثني. ومن اجل تسديد الدين الذي بذمتي شخصيا ازاء المكان، كان مشروع مكتبة كاريز الرهان الزمكاني الذي قدمته عن طيب خاطر لكركوك واهلها الكرام المحبين للثقافة والفنون. وهناك تداخل بين الطموح الذاتي والموضوعي. فبعد عمر مديد قضيته مع الصحافة، يتراءى لي بانني ازاء موسم العطاء والكتابة، وطقس الكتابة يحتاج لاجواءه الخاصة، وليس هناك شيء افضل من المكتبة التي اعتبرها مركزا للعالم في بعده المعرفي، كي يزاول الكاتب حرفته مدعوما ومحاطا بالمصادر.
* الكتب والمصادر والصحف والمجلات الموجودة عددها وانواعها ؟
-عدد الكتب في مكتبة كاريز بحدود ثمانية آلاف كتاب، اما الصحف والمجلات فعددهما يفوق ذلك بكثير. فيما يتعلق بالنوع، فهي تتوزع على مختلف صنوف العلوم والآداب والفنون والمعارف، وفي مقدمتها الادب واللغة والتأريخ والفلسفة وبلغات عدة.
* منذ تاسيس المكتبة هل هنالك زيارات يومية من قبل الكتاب والأدباء والقراء والطلبة ؟
-نعم هناك زيارات يومية من مختلف الشرائح والطبقات، وهناك استعارات يومية من قبل زوار المكتبة. وفي الاونة الاخيرة هناك زيادة ملحوظة في نسبة زوار المكتبة من الاطفال والطلبة الجامعيين.
* دور المؤسسات الثقافية في رفد المكتبة بالكتب والمصادر؟
-حقيقة لم اتوجه بالطلب لاي مؤسسة لتزويد المكتبة بالكتب والتبرع لرفدها بالمصادر من مطبوعاتهم. الاكاديمية الكردية في اربيل هي الرائدة في هذا المضمار حيث رفدت المكتبة بمطبوعاتها وبمبادرة طيبة من د. عبدالفتاح بوتاني رئيس الاكاديمية. فقد تلقت مكتبة كاريز قرابة 400 كتاب من مطبوعات الاكاديمية على دفعات، وهي الآن تشكل معينا جيدا لطلبة المرحلة الاخيرة في كليات جامعة كركوك فيما يتعلق باعداد بحوث تخرجهم.
* من خلال مبادرتكم في افتتاح هذه المكتبة ماهي طموحاتكم في المزيد من الارتقاء بها ؟
-عالم المعرفة والجمال لا حدود لهما. وقدر تعلق الامر بالمكتبة فانني ارى من الضروري ان ينتقل الطموح من مستواه الشخصي الى مدى اوسع، بالشكل الذي تكون النخب الثقافية والفنية على استعداد لتقديم مشاريع العمر للصالح العام. المكتبة هي كالبستان او النبع، ليس من الصحيح حكره شخصيا او سجنه داخل الجدران. تأسيس مكتبة كاريز كان حلما يراودني منذ عقود، وتأسيسه منذ الشروع استغرق 11 عاما. البداية كانت شراء قطعة الارض عام 2004 وباشرت البناء منذ عام 2011 لينتهي بعد خمس سنين من العمل المتواصل قدر توفر المال اللازم. حقيقة طموحي اكبر، وهذا يبقى رهن الامكانات المتاحة.
* هل تقام ندوات ثقافية في مكتبة كاريز؟
-نعم اقيمت حتى الآن العديد من الندوات والحلقات الثقافية في المكتبة. وبالمناسبة فالمكتبة مفتوحة بوجه كافة اهالي كركوك ونخبها الثقافية والفنية. انها مكتبة الكل من دون استثناء.
كلمة اخيرة ؟
-سكان كركوك اناس مدنيون محبون للثقافة والفنون. وهذا الوصف ليس حصرا بهذه المدينة وسكانها، بل انني ارى بان كافة مواطني بلدنا يدركون اهمية الثقافة في حياة الشعوب وارتقائها. ولا يمكن ان تنهض الامور وتستقيم من دون توفر الارضية. نحن بحاجة للمكتبة وكذلك قاعات العروض الفنية والحدائق العامة وصالات وملاعب الرياضة والمتاحف والغاليريات في كل حي من احياء المدينة. مكتبة كاريز خطوة متواضعة لبلورة ارضية احتضان المواهب في حقل المعرفة وعالم السرديات. وفي هذا الصدد، نحن مازلنا في بداية المشوار.
حوار نشر في (محور كركوك) الملحق العربي لصحيفة (هوال)[1]